| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

الثلاثاء 12/5/ 2009



الكهرباء مجدداً

باسم محمد حسين / البصرة

منذ تولي الدكتور الجعفري رئاسة الوزارة في بدايات 2005 تم تشكيل لجنة الطاقة والعقود برئاسة الدكتور احمد ألجلبي نائب رئيس الوزراء وقد استبشرنا خيراً بهذه اللجنة المؤلفة من وزارات الكهرباء ،النفط ،المالية، التجارة ،الموارد المائية وممثلون عن الوزارات الأخرى ذات الصلة بالموضوع ، كونها مؤلفة من المعنيين بأمر الطاقة وأولها الكهرباء ذات التماس المباشر بحياة الناس وخصوصاً في صيف العراق اللاهب واعتقدنا إنها ستضع الحلول الجذرية أو على الأقل البدء بالحلول كونها حكومة مؤقتة عملها الأساس وضع دستور البلاد والبدء ببنائه ، وَوُضِعت لها ميزانية جيدة بغية تشغيل المحطات بكامل طاقاتها ووضع الأسس العلمية للصيانة الدورية واستيراد قطع الغيار المناسبة ومن مناشئها الأصلية و و و . ولشديد الأسف لم تقم هذه اللجنة بالعمل الصحيح المكلفة به ولها أسبابها وأولها الوضع الأمني ولهم جزء من الحق في ذلك ، مع العلم كان فيلق المهندسين التابع للجيش الأميركي له خطوات موازية لعمل وزارة الكهرباء ولكن لم يكن التنسيق جيداً بين الطرفين فكلٌ يعمل على حدة تقريباً مما ساعد على بعثرة الجهود وتنامي الفساد وهدر الميزانيات الضخمة التي رصدت آنذاك وأغلب المتابعين لهذا الأمر يعرفون أوجه الهدر والناس القائمين عليه ولكن لم يكن للمحاسبة أي فعل أو نشاط يذكر بل كانت الجهات القائمة عليها مشتركة بالفساد أيضاً (ليس الجميع بطبيعة الحال).

عندما استلم السيد المالكي رئاسة الوزارة نهاية الشهر الخامس عام 2006 وكُلِف المهندس كريم وحيد بمسؤولية هذه الوزارة ذات الأهمية الاستثنائية بعد المناقشات المستفيضة حول حصة مَن مِن الكتل السياسية التي ستؤول لها هذه الوزارة استبشرنا خيراً للمرة الثانية ( وهل لنا غير التفاؤل والأمل ؟) كون هذا الرجل من منتسبي هيئة الكهرباء سابقاً وذو اختصاص وخبرة في هذا المجال الحيوي الذي لا يمكن استمرار الحياة بدونه وكانت هناك تصريحات رنانة وكبيرة تثلج الصدر وتفرح القلب وتبعث الأمل في النفس التي كانت منطوية على ذاتها بسبب كثرة المشاكل وقلة الحلول . ولكن وللأسف الشديد أيضاً وطيلة السنين الأربع الماضية لم نشهد تطوراً ملموساً في هذا القطاع سوى ما إفتخر به الوزير بأن التوليد وصل الى 5500 ميكاواط أي بنفس مقدار التوليد أيام النظام البائد . هنا لابد من التوقف والتساؤل والمقارنة بعض الشيء ، في العهد المباد لم تكن وزارة للكهرباء بل كانت هيئة ضمن وزارة الصناعة والمعادن وبصلاحيات محدودة . ولم يكن الحصول على قطع الغيار بالسهولة الحالية بل اغلب تلك المواد كانت تُصَنّع محلياً في منشآت الوزارة أو الأسواق المحلية (المعامل الأهلية) . ولم يكن الصرف بالخرافة الحالية . ولم تكن الرواتب بالقدر الحالي إذ تجاوزت وزارة الكهرباء جميع القوانين الحالية ونفذت من خلال قوانين قديمة ومنحت منتسبيها رواتب تفوق أقرانهم في بقية الوزارات ولدي من الأمثلة الكثير بالإضافة إلى نسبة 30% الإضافية الخاصة بوزارتي النفط والكهرباء . فبعد كل هذا نعود للمربع الأول كما يقال 5500 ميكاواط ، لا ننكر بعض الجهود الخيرة والعمل الجاد من النفر القليل الذي فعلاً قلبه على أهله ووطنه ولا ننكر أيضاً وجود القتلة والمجرمين الذين فجروا لمرات كثيرة خطوط النقل وخربوا بعض أجزاء من المحطات مثل محطة المسيب الكبيرة ولكن يا أصدقائي الفشل واضح جداً في هذا الموضوع .

وفي 23/12/2008 كانت البشرى الكبرى لنا مجدداً والتي استبشرنا فيها خيراً للمرة الثالثة واعتقدنا أنها الأخيرة وهي توقيع العقود الكبيرة مع الشركات العملاقة والمتخصصة في هذا المجال فمثلاً مع شركة جنرال الكتريك الأميركية بتوريد ونصب 56 وحدة توليدية بطاقة 150ميكا للواحدة ناهيك عن عقد مجموعة اليستون الهندسية الفرنسية ومجموعة مان الألمانية بالإضافة إلى شركة هيونداي الكورية الجنوبية وقبلها كان عقد الصين لمحطة العزيزية العملاقة كما قيل . ولكن يبدوا وكما يقول المثل الشعبي المصري (جاءت الحزينة تفرح فلم تجد لها مطرح) يبدوا أن العراقيين مثل الحزينة المصرية ليس لهم في الفرح مكان إذ أن هذه العقود عُلقّت أو اُلغيت بسبب نقص الموارد المادية في ميزانية 2009 وعند هذا الحد تقف قابليتي عن التفكير ، إذ ليس لدي أي مقترح أزاء هذا الأمر الخطير . ولكن لو عملنا بمبدأ (مد رجليك على كد لحافك) نستطيع أن نوفر بعض الكهرباء للناس وأولها العدالة في التوزيع وهنا لدي بعض الأمثلة الملموسة على نطاق بصرتي الحبيبة فمثلاً منطقة خور الزبير متنعمة بالتيار الكهربائي 22 ساعة يومياً على أقل تقدير أما قضاء الزبير بحدود 18 ساعة في اليوم ومنطقة حي الحسين 12 ساعة أما مركز المدينة المظلوم 8 ساعات فقط منذ شهر ولغاية اليوم ،وثانيهما تفعيل نظرية العقاب والثواب واستخدام الحوافز بنوعيها الرادعة (العقوبات) للمقصرين في عملهم وهم كثر بدءاً من التوزيع وصولاً لمهندسي وفنيي الصيانة المبرمجة والطارئة ، والإيجابية للذين يبذلون جهداً متميزاً ذا منفعة للجميع .وثالثهما التقيد بالطرق الصحيحة للصيانة واستيراد قطع الغيار الجيدة بعقود معقولة الكلف وليست بأكثر من ضعف سعر السوق العالمية والباقي انتم أعلم به .

عموماً نحن نحتاج الكهرباء وعملكم ايها السادة هو توفيرها لنا ففي الكهرباء ستشتغل المعامل وتتطور الصناعة ونقضي على التسيب ونقضي على البطالة الآفة الكبيرة المستفحلة وعندما تتطور الصناعة ستتطور الزراعة أيضاً أي سيتطور البلد وهنا تحضرني مقولتين لقائد ثورة البلاشفة لينين الأولى يقول ( لا اشتراكية بلا كهرباء) وكانت الاشتراكية حياتهم وهدفهم الأول والثانية (عليكم بالصناعة فان تطورها سينعكس على تطور الزراعة ) ........
وأخيرا ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب والقصاص هنا ليس العقوبة فقط وإنما إحقاق الحق وصولاً للهدف السامي .


البصرة 11/5/2009
 


 

free web counter