| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين

 

 

 

 

الثلاثاء 11 /9/ 2007

 

 


مالكم و علاوي

باسم محمد حسين / البصرة

كان المجرم صدام يحجب عن العراقيين المشاكل الحقيقية والتي تهم الشعب بافتعال مشاكل وقلاقل أخرى ويهولها إعلاميا لكي يغطي على الأهم منها وكانت تلك الأعمال هي أحدى طرائق حكمه الدكتاتوري البغيض، ويبدو أن الدكتور أياد علاوي أصبح الآن إحدى المشاكل التي يتحدث بها المسؤولين الحكوميين موجهين التهم إليه صحيحها وغير صحيحها وبشيء من المبالغة المقصودة .صباح يوم الأحد 9/9 وككل الأيام التي أذهب فيها إلى عملي أستمع وأنا في السيارة إلى برنامج تحت نصب الحرية الذي يقدمه السيد وجيه عباس الضابط في شرطة صدام في الكويت إبان احتلالها والإعلامي الحالي وإذا به ينهال على الدكتورعلاوي بما جادت به قريحته من وصفٍ غير دقيق وتهم غير مبررة وصولاً لاتهامه بالبعثية التي بَرَأَ منها الرجل سنة 1970( كما برأ منها بعض قادة الائتلاف الحاليين لاحقاً) عندما اختلف مع الطاغية وآثر الانسحاب مهتماً بدراسته الأكاديمية ومع هذا لم ينجُ من غضب المجرم حيث أرسل له من حاول تقطيعه إرباً في منفاه الاختياري في لندن ولكن القدر أمهله الوقت ليرى ويسمع هذه الاتهامات الباطلة ضده.
أنا قد أختلف كما الكثيرين مع الدكتور أياد علاوي في جملةٍ من التفاصيل ولست مدافعاً عنه أو عن حركة الوفاق الوطني لأني لست محامياً بالأساس كما لم أنتمي لهم بل أكن لهم ولغيرهم الاحترام ولكن الحق يجب أن يقال .
بدءاً بالحملة الإعلامية لانتخابات الجمعية الوطنية نهاية 2005 كان التثقيف الإيراني ينصب ضده بأنه في حالة فوزه بهذه الانتخابات واستمراره بقيادة العراق سيجلب البعث والبعثيين وسيعملون ما يعملون بهذا الشعب المسكين وسيعيد دوائر ألأمن والأمن الخاص والاستخبارات والجيش الشعبي وجيش القدس وستعود الرواتب إلى 6000 دينار فقط و و و. هذا على المستوى التثقيفي أما عملياً فقد وضعوا خطاً أحمراً عليه كي لا يكمل مسيرته مع الآخرين العاملين معه والتي بدأت ببناء الأجهزة الأمنية والتي أخذت دورها الفعلي في الساحة وليس كما الآن وكلنا يتذكر لواء الذئب الذي بدأ بتطهير الموصل العزيزة من القتلة والمجرمين .وكلنا يتذكر أيضاً كيف كان قتال القوات العراقية بمساندة القوات الأميركية في الفلوجة المختطفة مع مسلحي القاعدة البغيضة وحينها كان يفاوض بعض أهالي المنطقة الغربية بغية إنهاء تعاونهم مع الزمر المسلحة التي تبغي بالوطن شراً ومنهم الآن من هم في مواقع المسؤولية (صالح المطلك وخلف العليان). وكلنا يتذكر أيضاً معارك النجف الأشرف و محاولاته لتحجيم الاقتتال بأن أرسل الدكتور موفق الربيعي موفداً للسيد مقتدى الصدر ولكنه لم يستطيع مقابلته على مدى ثلاثة أيام خرج بعدها الربيعي من النجف إلى بغداد وظهر في الإعلام متهماً عناصر مقربة للسيد مقتدى بأنها لا تريد السلام ، وبعدها تم إرسال وفد من 12 شخص نقلتهم طائرة هليكوبتر أميركية من بغداد للنجف ومن ضمنهم عميد عائلة الصدر و خالة السيد مقتدى ولم يفلحوا أيضاً بما ذهبوا من أجله. وكلنا يتذكر أيضاً معارك مدينة الثورة (الصدر) وكيف تم التوصل إلى إنهاء القتال وتسليم المقاتلين أسلحتهم مقابل مكافآت مادية وتم ذلك في ملعب الصناعة .
إني أعتقد أن إخفاق هذا الرجل في الحصول على شعبية أكبر هو إدارة ظهره للإعلام في تلك الفترة وهذا الخطأ كبير جداً بالنسبة للسياسي وخصوصاً في مثل مرحلة العراق حينها بينما استثمر غيره هذا النشاط بشكلٍ مفيد جداً .
الدكتور علاوي صَرّحَ بنفسه بأنه هيأ لاجتماعات بين مسؤولين أميركان ومفاوضين بعثيين من جناح عزت الدوري ، (ورغم تحفظي على هذا التصرف )إلا أنه حقيقة واقعة لم ينكرها الرجل أو جماعته، ولكن هل هو أول من اتصل بالبعث وهل هو الوحيد ؟الجواب كلا. ففي أحد المواقع الالكترونية هناك موضوع منقول عن جريدة آسو الكردية اليومية ليوم الأربعاء 30/5/2007 بأن السيد نوري المالكي أشرف على لقاء بين النقيب الطيار عبد محمد فلاح ممثلاً عن عزت الدوري من جهة ووزيري الداخلية والدفاع العراقيين من جهة أخرى . كما ظهر في الشريط الإخباري ليوم 10/9 بعدة قنوات تلفزيونية نقلاً عن السيد أسامة النجيفي بأن القوى الكردية أيضاً تفاوضت مع البعثيين . إذاً لماذا يعاب على هذا الرجل تهيئة تلك اللقاءات؟ وهو المعيّن رسمياً سفيراً للبرلمان العراقي ، وعسى أن تكون تلك الاجتماعات جزءاً من الحل الذي تريده الغالبية لتخليص الوطن من هذه الأزمات المتفاقمة.
- إن نهاية أغلب الحروب بل كلها التفاوض وصولاً لوضع أسس جديدة للتعايش وكمثال يتذكر البعض من كبار السن حرب فيتنام وما آلت إليه من دمار وخسائر جسيمة في كل المجالات ولكنها انتهت بالتفاوض في باريس ووصل المتفاوضون للحلول المقنعة للطرفين.
- المملكة الأردنية الهاشمية ملكاً وحكومةً وجزءاً من الشعب ذهبوا لعزاء عائلة الانتحاري الذي فجر نفسه في الحلة في آذار 2005 وكلهم لم يدينوا الإرهاب إلا بعد التفاوض معهم والرضوخ لهم بتزويدهم بنفط عراقي بسعر يقل 18 دولار عن الأسعار السائدة وبعد هذا أصبحوا يدينون العمليات الإرهابية بشكلٍ خجول ولكن عندما طالتهم تلك الأيادي الآثمة في الفنادق الثلاثة في عمان أصبح موقفهم مختلفاً عن السابق.
- قانون المسائلة والعدالة (والذي أتحفظ عليه كما الكثيرين )والذي أقرته حكومة المالكي وذهبت به إلى البرلمان أَلم يكن لصالح أغلب البعثيين وجاء بمطالبة شديدة من أناس لهم الوزن الثقيل
في الدولة العراقية ومن أصدقاء البعث وبعد تفاوض طويل.
- لنتذكر توجيه السيد السيستاني بعد التغيير مباشرة في نيسان 2003 بعدم جواز الاقتصاص من البعثيين مباشرة بل بموجب المحاكم.
- إني اُحيي كل من يعمل لصالح الوطن ويبتعد عما تريده الدول المجاورة ويعمل مع إخوانه بنفس عراقي و بأجندة عراقية بحتة مستلهمين الفائدة من تجارب الآخرين ومستفيدين من أخطاء الغير ، ويطيب لي هنا أن أذكر للسيد حميد مجيد موسى قولاً في إحدى مداخلاته في الجمعية الوطنية السابقة والذي حث فيها زملائه بعدم السماح بتدخل الآخرين بشؤون العراق الداخلية قائلاً في آخر كلمته باللهجة العامية (المايدني زبيلة محّد يعبيلة).