| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسم محمد حسين
bassim532003@yahoo.com

 

 

 

                                                                               الخميس 10/3/ 2011



لماذا يا دولة الرئيس ؟

باسم محمد حسين / البصرة

بالرغم من كل الممارسات الهادفة الى تضييق الساحة لنزول أبناء الوطن الصالحين الى التظاهر في 25/2 الماضي من إستصدار فتوى من الحائري المقيم في إيران بتحريمها وإستمالة بعض المراجع الدينية في النجف الأشرف لتغيير آرائهم كي يصدروا فتاوى مماثلة أو على الأقل عدم الترويج للتظاهرات والخطبة التي ألقاها السيد رئيس مجلس الوزراء قبل يوم التظاهر والتي نعت فيها الناس المطالبين بحقوقهم التي أقرها دستورهم بالبعثية وفلول القاعدة وفي سياق آخر خوفه عليهم من المندسين والمتآمرين (على العراق) واحتمالات وقوع التفجيرات وما الى ذلك من حديثٍ بضمنه إمكانية التظاهر في يومٍ آخر عدا يوم 25/2 ولا أدري ما السبب لذلك ؟ كما خرج علينا القيادي في حزب الدعوة والنائب البرلماني ووكيل وزارة الداخلية والقائم الفعلي بإدارة الوزارة الآن السيد عدنان الأسدي وصرح بوجود 40 تقرير يفضي الى وجود جماعات إرهابية تنوي القيام بأعمال مسلحة ضد المتظاهرين ( أليس من صلب الواجب التعامل مع هذه التقارير بجدية عالية وتأمين طرق ومكان التظاهرات؟ ) وقبلها بقليل خطاب السيد مقتدى الصدر بمنح الحكومة فرصة 6 أشهر ونصح أتباعه بعدم الخروج للتظاهر وقبل فجر ذلك اليوم قطعوا الطرق ومنعوا الكثير من المواطنين من الحضور الى مكان التظاهر والبعض جاء مشياً على الأقدام متحدياً القوات الأمنية المانعة بإصرار إلا أن الألوف المؤلفة خرجت متناسية كل ذلك وأكثر لتتواجد في ساحة التحرير وتطالب بالإصلاح وليس الإطاحة بالنظام وهذا يجب أن يفهمه طلاب الكراسي الوثيرة والرواتب الخيالية . نعم لقد كان الشيوعيين في مقدمة الناس وتظاهروا معهم والجميع يعلم بأن هتافاتهم كانت تنادي الشعب يريد إصلاح النظام ولم يشتموا أحداً ولم تكن بقية هتافاتهم أقل نضجاً من هتافات الآخرين . في كلام لك يا سيادة رئيس الوزراء بداية عام 2009 بأن هذا العام سيكون عام حرباً على الفساد والمفسدين وما فعله المتظاهرين هو ترديد لكلامك السابق أي بمعنى آخر فهم يؤيدون عملكم في محاربة المفسدين إذن لماذا يتم إعتقال 300 شخص منهم * ؟ . في يوم 4/3 خرجت تظاهرات أخرى بعدها تفضلت سيادتكم وقدمتم الشكر للقوات العسكرية لأنها قامت بحماية المتظاهرين ومنهم الشيوعيين أيضاً , فكيف تعاقبهم بإصدار الأوامر بغلق مقراتهم وبنفس الوقت تشكر الجيش حامي المظاهرة ؟ لقد كان تعليق المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب دقيقاً في وصف هذا العمل حيث قال حرفياً (قرار متسرع وغير مبرر وانتقائي ومريب في توقيته ) لماذا يا أيها الشريك السياسي ؟ هل ستتوقف عجلة الزمن على هاتين البنايتين ؟ هل إنتهت جميع مشاكل الوطن الكبيرة والصغيرة وبقيت مشكلة هاتين البنايتين ؟ لا أريد أن أذكر لكم سجايا هؤلاء الناس لأنكم خير من يعرفها وكذلك مواقفهم , ومعكم شخصياً حيث لم ينسحب الحزب الشيوعي العراقي من الحكومة عندما انسحبت القائمة العراقية التي كان منضوياً تحت لوائها قبل أربع سنوات تقريباً, ألم تكن هذه مؤازرة لكم ؟ لم يصفكم أصحاب الأيادي البيضاء مثلما وصفكم محمد حنون ( مستشار وزير التجارة السابق والذي كان بعثياً صميمياً بدرجة عضو فرقة) في مَدحِهِ لإحدى الراقصات (وبالتأكيد شاهدتم الفلم ). إن موقف هذه الشريحة الخيرة من أبناء الوطن مع المتظاهرين جاء بعد أن أصبح الفساد عنواناً للدولة العراقية مع شديد الأسف . كان الأجدر بكم الاستعانة بهؤلاء الناس لأن أغلبهم من المختصين في السياسة والاقتصاد والهندسة والطب وغيرها وتاريخهم حافل بالتضحيات في سبيل الوطن والمواطنين كما أثبتت تجارب السنين الثمان الماضية نزاهتهم وعفتهم وهم خير معين لمن يروم البناء في هكذا ظرف بدلاً من محاربتهم بالمكان الذي يأويهم ويأوي أقدم صحيفة مستمرة في البلاد وأول صحيفة نزلت للجمهور بعد التحرر من الدكتاتورية . إن كلام مستشاركم السيد علي الموسوي بحاجة وزارة الدفاع الى هاتين البنايتين غير منطقي وساذج فهناك دوائر وزارة الدفاع السابقة من التجنيد والتعبئة والإحصاء ودوائرهما الفرعية والأندية والبنايات الأخرى منتشرة في كل بغداد وبالإمكان الاستفادة منها وهي ملك لوزارة الدفاع فمن باب أولى استرجاعها من شاغليها الحاليين . يا دولة الرئيس هناك الكثير جداً من أحاديثكم عن الشراكة الوطنية والسياسية والتعاون والتآلف ورص الصفوف وما الى ذلك , أين أصبحت هذه الأحاديث ؟ إن عملكم هذا يعني وبكل معنى الكلمة إنفصالكم عن الشعب العراقي وتنصلكم من مشاركة الآخرين وبالتالي كل وعودكم للمواطنين غير مأمونة التنفيذ مما يعني لاحقاً دق أول مسمار في نعش حكومتكم التي تريدون من خلالها البناء والعمران .

ننصحكم يا دولة الرئيس الخروج من قوقعة مستشاريكم الحاليين والاستعانة بالشيوعيين وغيرهم من الوطنيين المخلصين ومراجعة كافة السياسات الخاطئة التي دأبت عليها الحكومة منذ 5 سنوات مستمرة (حيث الفترة الماضية لم تكن وزارة تصريف أعمال حسب أقوالكم ) والحال تزداد سوءاً يوماً بعد آخر ولا خلاص للوطن سوى العمل الجاد مع اُناسٍ خيرين مجاهدين يحبون الشعب .


* جريدة العالم

 


البصرة 10/3/2011

 

 

free web counter