كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الخميس 10/2/ 2011

هل أوضاعنا أحسن من المصريين باسم محمد حسين / البصرة لقد ثار أبناء تونس الخضراء على حكامهم من الحزب الدستوري وأسقطوا رئيساً سَخّرَ لبقائه في سدة الحكم الدستور والقوانين كما سخر جزءاً من خيرات البلد لعائلته وحاشيته ولم نكن على دراية تامة بما يحصل هناك لأن إعلام المعارضة التونسية كان ضعيفاً غير مؤثراً ولكن الشاب محمد بوعزيزي فجر الثورة بجسده الطاهر معبراً عما عاناه من بؤس وشقاء وحرمان الأمر الذي حفز بقية الشباب للانتفاض على واقعهم المر وقلب الموازين لصالح الوطن والمواطنين . وبعدها جاء دور أبناء الكنانة بثورتهم السلمية والتي يحاول نظام مبارك إحتوائها بشتى الطرق واليوم وبعد أكثر من أسبوعين تقريباً لم تهدأ النفوس ولم يستكين الثوار بل زادت مطالبهم المشروعة ففي بادئ الأمر تظاهروا مطالبين بالحرية والخبز وبقية مستلزمات الحياة الكريمة الأخرى بعدها كسروا حاجز الخوف وطالبوا برحيل رأس الأفعى وقبل أيام ظهرت شعارات تطالب بمحاكمة النظام والقائمين عليه بعد أن عرفوا بمقدار الثروة الهائلة التي تمتلكها عائلة مبارك والتي قدرت بـ 40-70 مليار دولار موزعة على دول خليجية وأوربية وأميركا وهذا هو عين الصواب نعم المحاكمة ولا شئ دونها لأنها السبيل الوحيد لاستعادة أموال الفقراء والمحرومين من هذه العائلة وبقية السُرّاق وما أكثرهم هناك تحت حماية الحكومة , ولغاية اليوم يسرقون أموال الشعب إذ تعدى مجموع تحويلات البنوك من العملة الصعبة السقف المسموح به وتم تحويل قرابة 30 مليون دولار في يوم واحد من فرع واحد لبنك الأسكندرية الى الخارج بحجة أموال للإستثمار الخارجي . لقد ثار المصريين وتعطلت الأعمال التجارية والمؤسسات الرسمية دون أن تنقطع الكهرباء عندهم لدقيقة واحدة ودون أن تتأخر المستشفيات الرسمية والخاصة عن تقديم العلاج لمرضاهم وجرحى أعمال العنف الأخرى مطلقاً, وثاروا أيضا دون أن تنقطع عنهم مياه الإسالة لمدة أسبوع في الأقل كما في ناحية أم قصر الحدودية وميناء العراق الأول وغيرها من بقية مدن الوطن حيث التجهيز يوم واحد أسبوعيا والناس هناك تعودوا الحالة وأصبحت هذه المنطقة من أكبر مستهلكي خزانات المياه حيث تتكاثر هذه الخزانات ومن أنواع و مناشـﺊ عديدة في كل البيوت , وثار أبناء الكنانة ولم يرتفع عندهم سعر كيس الطحين ليصل الى رقم غير مسبوق إذ هو الآن بـ 42000 دينار عراقي بينما يباع الخبز في منطقة البريهة وسط البصرة الفيحاء صاحبة أكبر احتياطي نفطي في العالم وأكبر منتج حالياً وهي أم خير العراق تباع كل 6 أقراص خبز بـ 1000 دينار ( وكم ألف دينار في راتب الرعاية الإجتماعية ؟) وكانت لهم انتفاضة سابقة عام 1977 عندما رفع الرئيس السابق أنور السادات أسعار بعض المواد الأساسية , نعم لقد ثار العرب على حكامهم الذين نتوسل قدومهم الى بغدادنا الغالية في الشهر القادم وسنفرش لهم الأرض ورداً مستورداً ولم يقتل منهم مئات الألوف في طوفان دم رخيص بسبب طائفية مقيتة حقيرة منبوذة أحرقت الأخضر واليابس ولا يزال حكامنا متمسكين بها لأنها سبيلهم الوحيد للبقاء في سلطة الملذات الدنيوية ( المكروهة عندهم ) ,لقد ثار العرب ولم يكن القضاء عندهم أداة طيعة بيد الحكومة وينتظرون منها المنح المادية وقطع الأراضي على ضفاف الأنهر ومشاكل الحكومة المصرية مع نقابة المحامين بالذات لا تعد ولا تحصى ووصلت أحياناً الى التعامل معهم بالضرب المبرح وأمام وسائل الإعلام وكاميرات الفضائيات , نعم لقد ثار أبناء العمومة على الفساد في مؤسسات دولهم ولكنه لم يكن يحمل الشرعية الرسمية والدينية مثلما في وطني العراق حيث رواتب المسؤولين كباراً وصغاراً لا وجه لها مطلقاً للمقارنة برواتب بقية منتسبي الدولة ( فكرة قد تكون طيبة من السيد رئيس الوزراء بتخفيض راتبه الى النصف محاكاةً للوضع العام في الوطن ولكن كان الأجدر به وهو صاحب دولة القانون أن يتقدم للبرلمان بمشروع قانون بهذا الخصوص لا أن يتوجه بإيعاز الى مسؤول مالي بأمر كهذا ) ثم لماذا لا تكون رواتبهم مثل الرواتب في الحكومة الأميركية التي جاءت بهم وبغيرهم الى السلطة حيث لا يمكن أن يزيد راتب رئيس الدولة عن 20 ضعف لأدنى راتب لموظف رسمي وهذا الموضوع معزز بقانون نافذ عندهم , لقد ثار ( الجدعان ) ولم يتستر وزرائهم على فساد قيمته 31 مليار دولار في 2322 دعوى قضائية تخص هيئة النزاهة بل لم تبلغ ميزانيتهم هذا الرقم بالرغم من كون عددهم ثلاث أضعاف عدد العراقيين تقريباَ ومساحة أرضهم أكبر من مساحة العراق ولم تبلغ مداخيلهم النفطية 280 مليار دولار منذ نيسان /2003 ولغاية تموز /2010 حسب السيد مظهر صالح مستشار البنك المركزي العراقي ناهيك عما صرفته دول الإحتلال والواردات الأخرى , كما لم تبلغ عمولة توريد طن السكر الخاص بالحصة التموينية 30 دولاراً تـُحَوّل الى خارج العراق بنفس الوقت الذي يفتح فيه الاعتماد لمبلغ الاستيراد والآن تنادي بعض الأصوات لاستبدال المواد التموينية بمبلغ 15 ألف دينار للشخص الواحد حيث وصف النائب عن التحالف الوطني / كتلة الأحرار عدي عواد بأنه مبلغ زهيد ولا يعالج المشكلة وجاء للدعاية والتهرب من المسؤولية وهذا الرجل شاهدٌ من أهلها , ثار أحفاد الفراعنة ولم يغرق جيرانهم أراضيهم الزراعية بمياه ملوثة تفسد الزرع وتحرق الأرض وتضر البيئة وتقتل المواشي وعلى اقل تقدير تصيبها بأمراض لا شفاء منها أمام صمت حكومي مطبق , ثم أن ثورتهم جاءت والحكومة عندهم متكاملة غير منقوصة بعكس ما عندنا حيث السيد المالكي مكلف بالإضافة الى عمله كرئيس للجهاز التنفيذي بإدارة الوزارات الأمنية الثلاث دون مساعدة من أحد ( ليساعده الرب ) وكذلك عدد آخر من الوزراء ولديهم رئيس لجهاز مخابرات لم يحال على التقاعد لبلوغه السن القانوني كما هو حال رئيس جهازنا السابق والذي لم يخلفه أحد لغاية اليوم وبعد أكثر من سنة على ذلك الأمر والعراق أحوج ما يكون لهذا النشاط والأسباب معروفة . وهناك الكثير من الحديث وأغلبه معروف ولكن الجديد في الأمر أن بعض الشباب العراقي قد تواعدوا على عدد من المواقع الألكترونية في الفيسبوك على التظاهر صباح يوم 14/2 وسموه يوم حب العراق بدلاً من يوم الحب (الفالانتاين دي) في ساحة التحرير في الباب الشرقي وسط بغداد الحبيبة وهناك مجموعة أخرى إرتأت يوم 25/ شباط على غرار الشباب المصري الذي بدأ انتفاضته يوم 25 يناير وللمشاركة معهم بالإمكان الدخول على المواقع التالية باللغة العربية 1- الثورة العراقية الزرقاء . 2- بغداد لن تكون قندهار . 3- بلا صمت . وغيرها ..... هنيئاً لكل الثوار الذين يحصلون على حقوقهم بالطرق السلمية وسيحصل عليها غداً شباب مصر   البصرة 10/2/2011