| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

بشار قفطان

 

 

 

الجمعة 7/5/ 2010

 

المتحفُ الحياوي

 بشار قفطان

على بساطته يجمُع تاريخ المدينه لآكثر من قرن من الزمانِ ..
عندما تصل مدينة الحي واردت زيارة متحفها البسيط لم تجد عناءً في ذلك وخصوصا اذا سألت عن المكان الذي يضم ألمتحف .

في منطقة قديمة من مدينة الحي ، اسمها محلة السراي يقع المتحف . اذا بادرت بالسئوال عن مكانه سوف تجد اكثر من مواطن يدلك عليه وتستطيع من زيارته في أي وقت تشاء بعيدا عن الاجراءات الرسمية ، بطاقة للدخول او تحديد اوقات معينة للزيارة.
المواطن النبيل منعم ابراهيم جمعة العطار , استفاد من بنات افكاره في التحضير وتهيئة ما يؤسس لآَنشاء متحف يوثق فيه تاريخ مدينته الباسله مدينة الحي مدينة التاريخ العريق في كل مراحل تطورها.
اجتزء المواطن ابو رائد قسما من داره الصغيرة المساحة والتي صارت كبيرة بمعناها التراثي . حيث استطاع وبهمة العديد من ابناء المدينة الطيبين في مساعدته على توفير ما توفر عندهم من الاثريات التي كانت ذات جدوى اقتصاديه يمارسها اصحاب المهن .

على بساطتها في الوقت الحاضر واهميتها ايام زما ن ، من العدد ووسائل الانتاج ا لتي اعتاش عليها العديد من العوائل ، عندما تدخل ذلك المتحف وحسب ما بينا في وقت سابق الصغير في مساحته والكبير المعنى في معروضه التراثي تقف مبهورا على ما تشاهده من المعروض من التحفيات ألآثرية ،
المصخنه وهي الاداة التي كانت تستخدمها امهاتنا لنقل الماء من نهر الغراف الى البيوت قبل وجود اسالة الماء التي دخلت المدينة مطلع خمسينات القرن الماضي ، والبستوكه ( الزير ) وهو عبارة عن انية خزفيه لحفظ الطرشي ومعجون الطماطة الذي يحضر داخل البيوت وقت ذاك ، ولا ننسى ( الحب والحبانة والشربه ) وهي عبارة عن اواني فخارية لحفظ الماء الذي تميز بعذوبته وبرودته ايام الصيف ,( الله شكد طيب ماء الحب والحبانه والشربه في وقته ).
وقد احتوى المتحف العديد من الادوات التي يستخدمها اصحاب المهن السابقة وكانت سببا لتطور الصناعة ما اعظمك ايها الانسان . .؟

المكوى الذي يعمل بطريقة الفحم والناركيله وادوات الحدادة والندافة .وان صاحب المتحف اجهد نفسه في توثيق كل ما كان سائدا منذ بداية التطور في المدينة ولربما عندما تشاهد ما عرضه تراه من مواد السكراب ولكن عندما تعيد الذاكرة الى القرن الماضي ستكون عندك الصورة واضحة (اين كنا .؟ واين نحن اليوم .. ؟ يا للمقاس البعيد ..) معظم المعروض هو ما ابدع في صناعته ابناء المدينة من اصحاب المهن الذين انتشروا في سوقها وتميزوا في بعض الصناعات كالسراجة والنجارة وفي صناعة ادوات الزراعة كالمنجل والفدان والمرواح ، نعم عندما تدخله كأنك في سوق صغيرة.
لقد استطاع صاحب المتحف ايضا ان يوثق صور رموز ابناء مدينته من الشخصيات والوجهاء بغض النظر عن توجهاتهم الفكريه والعشائريه والدينية وانما كل من طبع ببصماته على تاريخ تلك المدينه سواء من نال شرف الاستشهاد على مر العهود السابقة او الذين اختطفهم الرحمن  .
من تلك الصور لهذه الرموز التي يعتز بها ابناء المدينة الشيخ عبد الحسين الجويعد الحياوي وكيل المرجعية الدينية في اربعينات القرن الماضي والشيخ موسى قسام وابنه الشيخ عبد الامير رحمهم الله وهناك صور لابطال انتفاضة مدينة الحي ا لعام 1956( علي الشيخ حمود وعطا مهدي الدباس ) العديد من الصور اعتلت وازدحمت في ركن من اركان المتحف لاصحاب مهن او وجهاء وشيوخ وروزخزنية من ابناء المدينة .
وفي لقاء سريع وصريح مع صاحب المتحف ابتدرته بالسئوال عن فكرة المتحف .؟
قال كانت الفكرة مرسومة في الذاكرة قبل عام 1995 ولكنب وجدت الظرف مناسب في عام 1995 بعد اكمال المستلزمات الضروريه الاساسيه من تهيئة العد للصناعات وبعض الصور للرموز حتى وجدت ابناء مدينتي اصطفوا حولي في تزويدي بما توفر لديهم لخدمة المتحف وعن الصعوبات الموضوعيه التي واجهتك في زمن النظام السابق وهل كانت زيارة من قبلهم للمتحف . ؟ اجاب قائلا في البداية تعرضت لبعض المضايقات من خلال الزيارات المفاجئة لبعض افراد الامن وكنت اعتبرها ضغوطا منظمة لغلق المتحف ولكن الدعم الذي قدمه لي ابناء المدينة من خلال تواجدهم المكثف في المتحف دفع بقيام بعض المسئولين من زيارة المتحف وتوثيق زياراتهم مثمنين الجهد الذي قدمته .
وقد قامت بعض الفضائيات بزيارتنا وكتبت العديد من الصحف عن المتحف بعناوين مختلفة جريدة الصباح ، طريق الشعب ، البينة المدى ، وصحف عديدة معذرة لمن فات ذكرها ولكنه كان ينتظر مني سئوالا تعمدت التهرب منه ولكنه سألني .. لماذا لاتسالني عما تحقق للمتحف خلال السنوات السبع الماضية.؟
قلت اريد منك جواب .. قال تكررت زيارات المسئولين للمتحف سواء الرسميين ومنظمات المجتمع المدني وكنت اتلقى منهم التثمين والوعود لسد النواقص في بناء المتحف وكما يعلم الجميع ان البناء المشغول حاليا هو جزء من دارسكني الذي عائلتي بحاجة اليه وانتظر من الاخوة المسئولين سواء في مجلس المحافظة او المحافظة الالتفات من اجل تطوير المتحف الذي يعتبر وثيقه تاريخية لا لمدينة الحي فحسب وانما لكل العراق .
بعد هذه الفترة من المتعة والاستمتاع بما قدمه السيد منعم ابراهيم جمعة من المعروضات والعدد المواد التي تركها لنا اجدادنا وابائنا من وسائل استخدموها للعيش الكريم .

متفاءلين اللقاء به في فرصة اخرى وقد تحققت امانيه في سد نواقص متحفه.



 

 

free web counter