| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

بشار قفطان

 

 

 

السبت 27/3/ 2010

 

يمكن أن تحرق رأس شيوعي بالنار
لكن لا يمكن أن تقطع عن هذا الرأس الأفكار

 بشار قفطان
 

هذا ما قاله الشاعر الكبير موفق محمد في ملتقى الخميس الإبداعي المصادف 18 /3 في مقر اتحاد الأدباء في العراق وقد قرأ في ذلك اليوم نماذج من شعره
مطلع القصيدة الرائعة التي قرأها الشاعر في ذلك الملتقى تحمل معاني لا يمكن تجاهلها  :

( يمكن ان تحرق رأس الشيوعي : لكن لا يمكن ان تقطع عن هذا الرأس الأفكار )

العقود ألسبعه والنيف التي انقضت وما جرى لهذه الرؤوس الشامخة التي اعتنقت الفكر العلمي من التهميش والإقصاء والاجتثاث بكل الوسائل التي امتلكتها الأنظمة التي تعاقبت على السلطة ولكنها لم تتمكن من قطع الرأس عن هذه الأفكار التي خدمت وما زالت تعمل جاهدة من اجل تقدم البلد في البناء والأعمار وتحقيق العدالة الاجتماعية لسائر شرائح المجتمع العراقي .

ذكرني مطلع القصيدة بطريفة حصلت أمام عيني عام 2003 بعد سقوط النظام بعدة أسابيع ، كنا مجموعة الأصدقاء نلتقي عصر كل يوم في احد المقاهي المطلة على نهر الغراف في مدينة الحي.
وفي احد تلك الأيام جلس بقربنا رجل مسن , ونحن على عادتنا نتجاذب أطراف الحديث , اقترب منا موزع جريدة طريق الشعب وكل واحد منا اخذ نسخته من العدد الصادر ذلك اليوم,
الرجل الذي يجلس قريبا منا وجه سؤاله إلينا .
عمي هاي الجريدة شني اسمها . ؟
أجابه احد الأصدقاء الجالسين معنا .. :
حجي هذي اسمها طريق الشعب: ومن هنا بدأ الحوار بيننا مع الرجل المسن .
عمي ليا حزب تابعه .؟
حجي للحزب الشيوعي العراقي :
عمي ليش ظل حزب شوعي . ؟ وانتم تسولفون عليه حسبالك صدام لحكهم لروسيا وقضى عليهم . .منين طلعوا ذوله .
حجي : بروسيا طلعوا من الحكم , بس موجودين بالبرلمان والحزب ما زال موجود , ولكن بعدهم يحكمون بالصين وفيتنام وكوبا ودول عديدة , والأحزاب ألشيوعيه موجودة بكل أنحاء العالم ، مصلحة الشعوب تتطلب لوجودهم .
عمي : ذاك الضيم الحبس والسجن والإعدامات ما قضت عليهم . ؟ بطلوا وجوزوا ..
هنا نهض نحوه احد الجالسين ومدّ له برأسه ومسك بكلتا يدي الرجل المسن قائلا .؟
حجي فكرة برأسي تكدر أتطلعها من رأسي ..:
عندها ضحك الرجل خجلا ..؟ وهو يردد بصوت مسموع .. والله حقكم ولعنة الله على اللي يلومكم ..
نعم : يا شاعرنا العزيز يمكن أن يحرق رأس الشيوعي ولكن لا يمكن ان تقطع الأفكار عن هذا الرأس
واليوم يحتفل الشيوعيون العراقيون وأصدقائهم وأحبتهم على مرور ستة وسبعون عاما على تأسيس حزبهم العتيد
وهم يرددون شعارهم الذي يغطي ارض وسماء العراق :

سنمضي إلى مانريد وطن حر وشعب سعيد

تاركين خلفهم جلاديهم في مزبلة التاريخ






 

free web counter