| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

http://www.youtube.com/watch?v=HdjgYpC0OOA

بلقيس حميد حسن

balkis8@gmail.com

 

 

 

                                                                                    السبت 6/8/ 2011


 
 الشعب السوري, أعزلٌ يسمو الى المجد ِ وحيدا

بلقيس حميد حسن

شعب ٌ يفتح ابواب المجد الواسعة على مصراعيها بجرأة ووهج وطني, بتضحيات كلها فخر وعزة.
شعب ٌ رفض الذل, مثلما رفض تدخل الغرباء وأصحاب النوايا المعروفة وابتزازهم.
شعبٌ أعزل رفع الهامات بشجاعة وواجه الموت وحيدا.
شعبٌ يستبسل ليسطر بطولات قلّ نظيرها.

أخوان يوسف, ساكنون كالأموات
يصمتون, ويصمتون كتماثيل الطغاة التي تتهاوى حجرا بائسا تحت اقدام الثوار.
متى يعرف قادة العرب بأن الانسان العربي يمتلك الحق بالحياة مثله مثل أي انسان في العالم؟
متى يعرفون ان قتل عشرات الأطفال وآلاف الضحايا جريمة والصمت عنها اشتراك بها؟
صامتون رغم كل المجازر التي امتدت لتشمل أغلب مدن سوريا, ورغم الدمار العجيب لجيش يسمي نفسه بحماة الديار التي يدمرها منذ خمسة اشهر.
قادة ما عرفت قواميسهم يوما معنى حرية الشعوب, الكل يخبيء للكل, فكل حكومة تعرف قبحها, وافعالها ضد رعاياها المسروقين, والحرامي لا يفضح شريكه بالجريمة, وجميعهم بحق الشعوب مجرم ودكتاتور..

أين هم المسلمون؟
ان كان المجتمع الدولي محنطا بالمصالح السياسية والاقتصادية, أو محكوما بتجارة السلاح وغيرها من معايير باتت واضحة لا تنطلي على أبسط البسطاء في العالم, فماذا يفسر صمت المسلمين في العالم عن كل ما يحصل للشعب السوري؟

أين الأمة الأسلامية التي يصرخ بها أئمة المساجد, وبأنها كالجسد الواحد, اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى, وغيرها من احاديث حفظناها كالببغاوات دونما تطبيق؟
اليوم اثبت جميع المسلمين في العالم زيف ما يدعون, فهذه الدول العربية التي تصر على تثبيت اسلاميتها في دساتيرها, تبدو وكأنها لا ترى ما يحصل في سوريا من ازهاق لأرواح الأبرياء يوميا, فايران الاسلامية تشجع الأسد على قتل الشعب, وهذا الطائفي "حسن نصر الله" يقف مع القاتل.
اليوم أثبت العرب وبجدارة ان لا دين لهم سوى التخلف, والانتهازية.

الأخوة الأعداء, وحقيقة تخص البعث وحده
تصمت الحكومات العربية, بما فيها من كانت ضحية البعث الفاشي يوما ما, عجبا يا ضحايا البعث العراقي!
أوليس مايقوم به هذا الدكتاتور الأسدي النزعة هو غاية الجور وانتهاك الحقوق؟ أو ليس مايرتكبه اليوم بشار الأسد قد سبقه بارتكابه المقبور صدام حسين ضد الشعب العراقي, زمنها كانت الجرائم تغلف بعتمة الليل وارتجاف الشهود, حتى غـُرست أرض الرافدين بدل النخيل جثثا, ومقابر َ جماعية لم يزل شعب العراق حتى اليوم يكتشفها ذاهلا من حجم الجرائم والموت المسكوت عنه لعقود عصيبة.

هناك حقيقة قد لا يعرفها الكثير من الناس, فحينما كانت سوريا ملاذا للمعارضين من أهل العراق الذين اكتووا بنار البعث أكثر من اربعة عقود, كان بذات الوقت الكثير من معارضي الأسد الأب وخاصة من اليساريين يهربون الى العراق بعيدا عن سجون سوريا التي تطاردهم, كنا نهرب لسوريا من جور بعث العراق, وهم يهربون للعراق من جور بعثهم السوري, فأية سخرية وأية مفارقة حينما يكون قاتل شعبه ملاذا لسواه, ولأن الغريب لا يهدد السلطة, والسلطة هي الهدف الأول والأخير عند البعث وإن كانت بفناء الآلاف والملايين وتعريض البلاد للمخاطر الخارجية.

نعم, لقد كان بعض المعارضين من السوريين يطاردهم الموت ولا مهرب لهم إلا العراق, فهذا المناضل "جريس الهامس" الذي قبع في سجون البعث السوري ما يقارب عشر سنين والذي يعيش اليوم في هولندا, كان لاجئا في العراق هو وزوجته المناضلة "مريم نجمة" وعائلتهما, بينما كنا نحن من المعارضة العراقية هاربين من بطش بعث العراق, انها مفارقة لا يفهمها أهل الغرب ربما لأنهم يعجبون كيف ان قادة يقتلون ابناء بلدهم يأمن لهم الغريب, لكنها حقيقة يمتاز بها قادة العرب الذين يقتلون ابناء البلد ليجثموا على كرسي الحكم حتى الموت بل ويخلفوه لأبنائهم.

فهل هذا سبب لصمت حكومة العراق مثلا عن مجازر نظام الأسد اليوم؟ وان كان كذلك فلماذا نعتب على المجتمع الدولي اذن والذي لا يريد حتى أن يأخذ موقفا دوليا ضد كل ما يقوم به نظام الأسد من جرائم اذ لا مصلحة له, فلا بترول في سوريا يكفي لدفع فاتورة ردع الأسد عن قتل شعبه.

عذرا
عذرا يا شعبنا السوري الحبيب وانتم تشربون الموت بلا ناصر ولا معين.
عذرا من غدر اخوانكم وجيرانكم.
عذرا ان عشنا بين ظهرانيكم سنينا لتتفرج حكومة العراق عليكم اليوم وتخذلنا.
عذرا أيها الأحبة, فنحن أدرى بقسوة البعث ولا اقول لكم إلا:
هذي جرائم بعثنا أو بعثكم ..والبعث ُ بعثٌ اينما قد كانا
لا اريد ان اقول أين الجامعة العربية؟ فهي, ميتة بحكم المباديء الانسانية, اذ لم نر لها موقفا واحدا يعتد به منذ تأسيسها حتى الآن.

أين الشعوب العربية؟
وان كان حكام العرب يتسترون على جرائم بعضهم, فأين الشعوب العربية؟ لماذا لا تعبر عن رفضها للمجاز التي يتعرض لها شعبنا السوري البطل؟

سوريا تغرق بدماء الأبرياء, والأسد يوغل بتدمير البلد, هذا الأسد الذي ظنناه شابا, دكتورا عاش في دول الغرب التي تؤمن بحقوق الانسان, واعتقد بعضنا - خطأ - انه لا يشبه أباه, ولا يشبه القذافي او علي صالح او صدام وغيرهم, واذا به جمع كل ما لديهم من قسوة ٍ ورعونة ليقتل ويسخر من الدماء, غير آبه بمحاكمة ِ أي ٍ من الجناة وملطخي الأيدي بأحمر القلوب..

فيا شعب سوريا الحبيب, النصر قريب, والحياة لك مهما طغى حاكمك وتجبـّر.
 

 

3-8-2011
 


 

free web counter