| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

بلقيس حميد حسن

balkis8@gmail.com

 

 

 

 

الأثنين 25 / 6 / 2007

 

 

 
ماذا سنكتشف بالعراق بعد؟

بلقيس حميد حسن

ما بين فترة واخرى نصحو على جريمة بشعة ومروعة او فضيحة تهز الضمير الانساني في العراق , وقد بلغ الغضب والحزن مداه الذي لا يحتمل حين رأينا صور الاطفال اليتامى , جياعا مهزولين ومهملين , يشرفون على الموت بلا ناصر ولامعين , في دولة يلعب بعض اهلها بالملايين وتقودها حكومة اغلب افرادها من المتدينين , يبدأون كلامهم باسم الله الرحمن الرحيم , فأين الرحمة يامن تدعون كل هذا ؟
اين الرحمة بايتام هم امانة في رقابكم جميعا ؟
اين الاحزاب والمؤسسات الدينية التي تلاحق النساء في الشوارع والجامعات مهددة اياهن بلبس الحجاب غصبا والا فعقاب الدنيا قبل الاخرة ؟
اين الميليشيات التي تقتل الحلاقين وتدمر محلات المشروبات الروحية باسم الدين وخوفا على الانسان من الرذيلة كما يدعون ؟
أين الأئتلاف والوفاق والجبهات السياسية الاخرى يمينية ويسارية لترى مايحدث من جرائم لايمكن ان يكون هناك ابشع منها , فهؤلاء الملائكة الابرياء يسجنون ويربطون جياعا ويعتدى عليهم لابذنب سوى ان آباءهم كانوا شهداء وضحايا سياسات خاطئة جرت البلد الى الموت والدمار ؟
اين الفارق بين ماجرى زمن الطاغية صدام ومايجري الان ؟ واين الديمقراطية التي يدعونها ؟
الكل مسؤول
كل عضو من اعضاء البرلمان ومجلس النواب وكل فرد في هذه الحكومة مسؤول عن هذه الجريمة المروعة التي هزت ضمير البعيد والقريب .
هل نفخر بعد كل ماجرى اننا اسقطنا نظام الطاغية ؟ وكيف؟ وبم نفخر ؟
اي مظهر ديمقراطي مفرح وحقيقي تم بشكل صحيح ودون اخطاء وفضائح منذ اربعة اعوام حتى الان ؟
اي موقف انساني نبيل رأيناه لنستطيع ان نقول اننا انقذنا الشعب العراقي من طاغية مجرم ملأ المقابر والسجون , ونحن نرى كل يوم القتل والدمار والاعتداءات والسرقات حتى ضاع كل شيء ولم يبق للشعب العراقي سوى الموت او الرحيل الذي بات حلما للناس وحظا وحيدا بالحياة في ظل ظروف المتفجرات والاشتباكات والجوع والتشرد والاغتيالات والاختطاف؟
اين ضمائر رؤساء العشائر والمحسنين في هذا البلد الذين تركوا الايتام بلا رعاية او متابعة ؟
كيف يثق المجتمع العراقي بكل شخص مسؤول اليوم وبكل عمامة ولحية تدعي الورع والتقوى , اين الاهتمام بالايتام والفقراء والمساكين ؟
اين وزارة حقوق الانسان ؟ ومئات المنظمات التي طلعت وتكاثرت في العراق باسم المجتمع المدني ؟ اين المدنية مما يحصل للطفولة في العراق؟
لو كان هناك اهتمام بيتيم واحد من هؤلاء وتم تفقده من شخص واحد من كل هذه الاحزاب الكثيرة وكل التجمعات والمؤسسات الدينية والمساجد والحسينيات لما بلغ الاهمال للباقين هذه الدرجة المفجعة ولا ندري كم عدد الايتام الذين يموتون في مثل هذه الدور , وكم عدد الايتام اللذين يفقدون ويغتصبون ويربون على الجريمة في الشوارع التي تعج بهم ؟
اين الدولة ودور العبادة المنتشرة في كل شبر من العراق ؟
اين الانسانية ؟ وهل يحق بعد ذلك ان تؤتمن الحكومة على شيء ؟
فها هي الامانات تخان ان كانت ارواحا أواموالا وبشكل مخجل .
هل ان وظائف كل هؤلاء هو الصراع على الكراسي والمخصصات والوجاهة والحماية والمرافقين , ومحاولتهم اثبات افضليتهم بالتحدث بالفضائيات والكذب على الجماهير ؟
ام باتت الحروب الباردة وغير الباردة بين الاحزاب والطوائف هي الاهم والأولى عندهم وباسم الوطن والشعب الذي ينسونه يموت جوعا وتشردا وقهرا ؟
اليس في اجندة المسؤولين والوزارات مكان للايتام في العراق والذين يشكلون اكبر شريحة اجتماعية اذ يبلغ عددهم حسب احصائيات الامم المتحدة اكثر من خمس ملايين يتيم ؟
اليس من الاجدى تاليف وزارة خاصة باليتامى لتكون مسؤولة عما يجري لهؤلاء الذين يشكلون شعبا اكبر من الشعب الكويتي واللبناني مجتمعين ؟
هل فكر احدكم ان يكون ابنه يوما ضمنهم وعجلة الموت تلتهم العراقيين وتقهقه ؟ ام ان الاموال التي استحوذتم عليها بظل هذه الفوضى كفيلة بحماية ابنائكم دون ابناء الفقراء والشهداء ؟
هل سيتجرد الجميع من مسؤولية مراقبة اوضاع هذه المؤسسة, وتسجل الدعوة ضد مجهول كما هو الجاري في كل بلاد العرب ؟ ومن هو المسؤول الاول عن كل ماجرى ؟ وهل ستكون هذه الجريمة حافزا للحكومة للبحث عن جرائم مماثلة اخرى لا تقل عن جرائم القتل والاختطاف والتفجيرات؟
ماذا سنكتشف في العراق بعد ؟
وماذا بقي للحكومة والاحزاب بعد هذا من قول ؟

20-6-2007