| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

http://www.youtube.com/watch?v=HdjgYpC0OOA

بلقيس حميد حسن

balkis8@gmail.com

 

 

 

                                                                                    الأربعاء 25/7/ 2012


 

العقلية العربية الإسلامية والثورات

بلقيس حميد حسن

سؤال لابد وان نطرحه على انفسنا مفاده :

لماذا لا تجيد العقلية العربية صنع الثورات الناجحة, فأغلب الثورات العربية في تاريخ العرب أما عسكرية, تأتي بقادة مستبدين دكتاتوريين تذيق المجتمع ألوان العذاب والقهر وتعرقل تطوره, وأما سلفية دينية تأتي بتراجع المجتمع على كل الأصعدة وتعيده الى الوراء , وأغلبها يسقط بها ضحايا..وتحصل بعدها هجرات, وتفتح سجون, ومعتقلات وجروح ..

لا يعرف العرب  الثورات الثقافية وهي لم تنجح في تاريخهم بل ان مفكريها وقادتها يـُقتلون دائما, فهي مرفوضة في حياة المجتمعات العربية الاسلامية, عدا مرحلة واحدة أنعشت افكارنا وعقولنا سميت بالنهضة العربية التي حصلت اواخر عصر الدولة العثمانية وكان ابرز قادتها عبد الرحمن الكواكبي الذي قتل مسموما في مصر, وجمال الدين الافغاني, ثم تبعهم محمد عبدة, وقد ساهم في هذه النهضة مجموعة من المفكرين والمثقفين منهم ناصيف اليازجي وبطرس البستاني, واحمد فارس الشدياق, وهم من المسيحيين العرب, وآخرون سار على خطاهم جبران خليل جبران بفكره الانساني النبيل, وحتى هذه النهضة لم تنفع لتصبح ثورة بالمفهوم الحقيقي للثورة , اذ اختطفت الافكار الثائرة لصالح مجموعات عشائرية دفعتها المخابرات البريطانية عن طريق عميلها لورنس العرب وحصل ماسمي بالثورة العربية الكبرى التي جاءت بعشائر البدو العرب لتأسيس ملكيات مستبدة تحت اسم الدين, بالضبط كما تختطف الثورات اليوم.

لقد باتت أفكار قادة النهضة العربية كفرا بنظر رجال الدين في زماننا هذا الأكثر عتمة من كل العصور, رغم كل قيمها التي نهلنا منها واسميناها نهضة عربية .

حينما نقرأ التاريخ الاسلامي نجد لنا مثالا بقتل الفلاسفة والمفكرين والمتسامحين وناشري المحبة واتهامهم بالزندقة كما حصل مع الحلاج, وابن عربي, وابن رشد, وابن المقفع, الى  قتل المفكرين اليوم واتهامهم بالكفر مثلما أغتيل فرج فودة ود. حسين مروة, ورشدي العامل, وحورب نصر حامد ابو زيد ود. سيد القمني و. د. نوال السعداوي, وسواهم قائمة كبيرة. وان قال قائل ان الاستعمار والخارج واسرائيل اليوم تحاربنا وتدعم تخلفنا, اقول نعم هناك تأثيركبير لهذه القوى بالعمل على تخلفنا والخلاص منا لمصلحتهم, ولكن هل كانت امريكا واسرائيل موجودة في الزمن الاسلامي؟

اذن, وباختصار, أليست هي العقلية العربية الاسلامية الرافضة للتغيير والتطور, وهي الاخلاق العربية التي تهيء أرضية خصبة تقبل كل المؤامرات الخارجية إن وجدت؟

 

23-7-2012
 

 


 

free web counter