| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

باقر الفضلي

bsa.2005@hotmail.com

 

 

السبت 6/11/ 2010



فلسطين :المشكل الداخلي الفلسطيني وآثاره السلبية..!

باقر الفضلي

لعل المشكل الداخلي الفلسطيني، المهيمن على كافة مجريات الحالة الفلسطينية، هو الأول من حيث أهميته السياسية الإستراتيجية، سواء على صعيد النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، أم من جهة النزاع العربي الإسرائيلي، أو لحد كبير، على حالة عدم الإستقرار التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، ومن هنا تستأثر القضية الفلسطينية و"حلها المرتقب"، بالأهمية الدولية الإستثنائية على صعيد المنطقة..!

فالمشكل الداخلي الفلسطيني، المتمثل بالإنقسام الفصائلي لقوى المقاومة الفلسطينية، والمستقطب بشكل خاص، في المحور الذي تدور في فلكه كل من منظمتي فتح وحماس، وما يستتبعه من فصائل، هي الأخرى ترتبط بولاءات مختلفة لكلا من قطبي المحور المذكور، أو من لها مواقف مستقلة، مما أخذ يلقي بظلاله على الخط العام لمجمل السياسة الفلسطينية، المتمثلة بنشاط منظمة التحرير الفلسطينية، وممثلها الشرعي المنتخب، المتمثل بالسلطة الشرعية الفلسطينية، وهذا ما بات يدفع بالنتيجة، الى إرباك اللوحة السياسية الفلسطينية، لما له من تأثيرات سلبية على طبيعة الخطاب السياسي الفلسطيني نفسه..!؟

فالإنقسام السياسي الفصائلي الذي يجسده، تشطر وحدة التراب الفلسطيني، في كل من غزة والضفة الغربية، قد أصبح في واقعه، يشكل عائقاً حقيقياً أمام توحيد الخطاب السياسي الفلسطيني، بل والأنكى من ذلك، أن الخطاب السياسي نفسه وفي بعض من أقسامه، بات متأثراً هو الآخر، بهذا القدر أو ذلك وبفعالية مشهودة، بما تمليه أجندات إقليمية مختلفة، تنظر في تعاملها مع القضية الفلسطينية، من زاوية ما يحقق لها أهدافها على خارطة الصراع الدولي والإقليمي، ومن خلاله التأثير على مسارات ذلك الصراع، بما يخدم مصالحها في تصفية حساباتها في المنطقة مع الآخرين..!؟

وفي نفس هذا الإتجاه، أصبح الإنقسام السياسي الفصائلي، هدفاً بحد ذاته لمثل تلك الأجندات الإقليمية، التي ما إنفكت، تعمل على تعميق أسبابه وعوامله، بمختلف الطرق والوسائل، بما فيها تقديم الدعم المعنوي والمادي، لأي من التيارات الفلسطينية، التي لا زال البعض منها وكما يبدو، لم تحاول من جانبها، الوصول الى مستوى الإقرار المطلوب، بما يترتب عليه إستمرار الإنقسام في وحدة الخطاب السياسي الفلسطيني، وتداعيات تشطر التراب الوطني، في وقت تذهب فيه الحكومة الإسرائيلية اليمينية المحتلة، بعيداً في تكريس سياساتها الإستيطانية، وتهويد القدس، وتكريس حالة الإفتراق بين غزة والضفة الغربية، ومواصلة حصار مواطني غزة الأحرار..!!؟

ولن ينتهي الأمر عند هذا الحد، فيما يتعلق بتداعيات الإنقسام السياسي الفصائلي وتوابعه، من تمزق الخطاب الفلسطيني في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي وخططه الإستيطانية، بل أن يذهب الحال بعيداً حتى بالنسبة للمحاولات الوطنية الفلسطينية، والمدعومة من قبل الإشقاء العرب، الهادفة الى تحقيق المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية، وبالذات بين فتح وحماس، حيث وكما يظهر على المستوى الإعلامي اليومي، كيف تنعكس المؤثرات الإقليمية الخارجية سلباً على تلك التوجهات لتحقيق المصالحة الوطنية، لدرجة ترقى فيها أحياناً حد الإعاقة الحقيقية، وذلك تحت غطاء من الحماس الثوري المتطرف في دعم القضية الفلسطينية، المبطن بكيل من الإتهامات والإنتقادات الحادة للتوجهات الديمقراطية الموضوعية للقيادة الشرعية الفلسطينية..!!؟

وليس بعيداً عن الحقيقة القول، وعلى النطاق العملي الميداني، بأن الجهة الوحيدة التي تمكنت من إستغلال حالة إنقسام الخطاب السياسي الفلسطيني المسنود بتشطير التراب الوطني، كانت ولا زالت، وحدها حكومة إسرائيل العنصرية اليمينية، التي منحها هذا الإنقسام، الفرص الذهبية لإعاقة عملية المفاوضات المباشرة ووضع العصي في "عجلاتها الدائرة "، رغم الدعم الدولي والموقف الموضوعي للمفاوض الفلسطيني..!؟

ومن نافل القول الإشارة هنا، الى أن أهم مرتكزات عدم وحدة الخطاب السياسي الفلسطيني، تتمحور حول المواقف الإيديولوجية المختلفة والوسائل التكتيكية المتباينة للنضال، التي تتبناها وتتمسك بها بعض الفصائل الفلسطينية؛ وبالتالي فإن تأثيرات بعض تلك المواقف، راح يذهب بعيداً في ظل الظروف الحالية التي تمر بها القضية الفلسطينية، عن موقف (الإجماع الوطني)، المتمثل بموقف منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الشرعية الفلسطينية، فيما يتعلق بطبيعة الوسائل النضالية المتفق عليها شرعيا، مما أصبح يؤثر سلباً على حركة تلك القيادة السياسية، وبالتالي بات يشكل عامل إحباط على المستوى الجماهيري، ونزوع الى الإنعزال، ويفتح الطريق أمام المؤثرات الإقليمية وتدخلاتها الفضة، هذا في وقت أصبح فيه الخطاب السياسي الفلسطيني الموحد، وفي ظروف التحرر من الإحتلال الإستيطاني، الهدف والطريق الوحيد للنضال من أجل تحقيق آمال الشعب الفلسطيني، في بناء دولته المستقلة الديمقراطية وفقاً لثوابته الوطنية، وأي خطاب عداه، مهما بلغت حدة نبراته وحماس كلماته، وجاء منطلقاً من موقع الفرقة والإنشقاق، إنما يعمق على الأرض؛ من معاناة الشعب، ويطيل أمد التحرير، ويكرس حالة تمزق وحدة التراب الوطني، ويعزز حالة الإحتراب الداخلي لأمد لا تعلم حدوده..!

 


6/11/2010
 




 

free web counter