| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

باقر الفضلي

bsa.2005@hotmail.com

 

 

 

الأثنين 31/7/ 2006

 

 

قانا..لا توقظي الأطفال..!

باقر الفضلي

بفم فاغر ، وعينين ماكرتين، كاد ألسفير ألأسرائيلي في ألأمم ألمتحدة، أن يفقد صوابه من فرط ألدهشة وألأستغراب، وكاد قلبه أن يعتصر من شدة ألألم وألمفاجأة، فهذا "صديقه" ألمندوب أللبناني يفجعه متحدثاّ عن موت جديد؛ أطفال (قانا) يغطون في نوم عميق ويحلمون؛ أنهم يسبحون في بحر أحمر قان بلا حدود.. مظللين تحت سماء رمادية بلون ألحجر..
ألسفير ألأسرائيلي تأخذه ألدهشة، ويستولي عليه ألغضب، حينما أكتشف وللتو ؛ بأن أطفال ( قانا ) يحلمون وهم نيام.. يموتون وهم نيام.. مستيقضون وهم نيام.. يرسمون شارة ألنصر وهم نيام...
إحمرت عينا ألسفير ألأسرائيلي..مذرفة دموعاّ من بخار..
أشاح ألسفير بوجهه بعيداّ عن "صديقه " أللبناني، ثم غاص عميقا في ألأروقة ألخلفية..!!

*****
مهما تذرفه إسرائيل من دموع ألتماسيح، ومهما تدعيه من ذرائع ومبررات، فإن ما أقدمت عليه من جريمة نكراء بحق أبناء قرية ( قانا )، لا تغفره لها كل ألشرائع وألأديان، وبفعلها هذا تكون قد تخطت كل حدود ألأعراف وألمواثيق ألدولية بما فيها قوانين ألحرب. إن ألأعتداء على ألمدنيين من أللبنانيين ألأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ في قرية (قانا) ، لا يمكن أدراجه إلا تحت طائلة ألجرائم ألمرتكبة ضد ألأنسانية، ولا تبرره أي ذرائع بالدفاع عن ألنفس. لقد وضعت إسرائيل نفسها بإرتكابها هذه ألجريمة ألمروعة ألنكراء، في موضع ألأدانة ألسافرة، كما هي أدانة فعلها، لكل قطرة دم لبناني أوفلسطيني تسفكه آلتها ألحربية ألهمجية كل يوم..!
إن ألمجتمع ألدولي يقف أليوم وهو في مفترق ألطرق، كي يحدد مساره بألأتجاه ألذي رسمته بنود ميثاق ألأمم ألمتحدة في حفظ ألأمن وألسلم ألدوليين ، وفي درء ألعدوان عن ألدول ألأعضاء وألحفاظ على سيادتها وأستقلالها ألثابتين.
فبعد مضي تسعة عشر يوما من ألغزو ألأسرائيلي ألعدواني ألمستمر على لبنان، وألأعمال ألأجرامية ألمتواصلة بحق ألشعب ألفلسطيني ، مع هذا ألموقف ألمتراخ من قبل مجلس ألأمن، وإسرائيل سادرة في غيها، رغم ألمطالبة ألمستمرة ألى مجلس ألأمن ، من قبل ألحكومتين أللبنانية وألفلسطينية ، ومعهما كافة ألدول ألأعضاء في ألمجلس عدا (ألولايات المتحدة ألأمريكية)، وكذلك ألدول ألعربية ودول ألأتحاد ألأوروبي وكافة دول وشعوب ألأرض، بوقف أطلاق ألنار ألفوري ومن ثم ألجلوس ألى طاولة ألحوار، إنما يشكل إدانة صارخة للشرعية ألدولية ممثلة في مجلس ألأمن، ويعبر عن عجز غير مبرر، إلا في حالة كونه تعبيراّ عن موقف منحاز كلية ألى جانب أسرائيل في منحها ألضوء ألأخضر بألأستمرار بألعدوان..!
إن الجريمة ألمروعة وألمدانة ألتي إستهدفت ( قانا )، ستكون ألمعيار لمدى جدية ألمجتمع ألدولي في حفظ ألأمن والسلم ألدوليين..! أما ألإستمرار على نفس ألموقف من قبل ألمجتمع ألدولي ألحالي، فإنما هو عبارة عن مشاركة في أعمال ألعدوان يرتكبها أحد ألأعضاء ألدائميين في مجلس ألأمن من خلال تعطيله لأي محاولة تهدف لوقف إطلاق ألنار، بإستخدام حق (ألفيتو)، وألسماح ألمتعمد للمعتدي (إسرائيل) بإستخدام ألقوة ألمفرطة ضد شعبين؛ شعب مسالم لدولة عضو من أعضاء ألأمم ألمتحدة، وشعب يكافح من أجل تحرره وإقامة دولته ألحرة ألمستقلة..!
إن ألعالم جميعا مدعو ألى إتخاذ كل ما يمكنه من وسائل تجبر أسرائيل فورياّ على وقف عدوانها ألمستمر على دولة لبنان ألحر، ووقف تنكيلها ألهمجي بالشعب ألفلسطيني ألمكافح.
إن وقف ألعدوان ألفوري ، وإدانة ألبربرية ألأسرائيلية وألأنسحاب ألكامل من ألأراضي اللبنانية، كفيل لفتح ألطريق أمام ألمجتمع ألدولي في إثبات قدرته وصدقيته على وضع بنود ميثاق ألأمم ألمتحدة في ألتطبيق، وفق ممارسة حقيقية تكفلها تلك ألبنود ألتي ألتزمت بها كافة أعضاء ألأمم ألمتحدة، ومنحتها صفة ألشرعية ألدولية..!