| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

باقر الفضلي

bsa.2005@hotmail.com

 

 

 

الأربعاء 30/5/ 2007

 


 

اللقاء الأمريكي - الإيراني : الصحوة العربية..!!


باقر الفضلي

بعد أربع ساعات من المواجهة العلنية، ينتهي الإجتماع، تعقد المؤتمرات الصحفية، ثم يعلن الجميع بأن كل شيء سار على ما يرام، وكان الجهد المبذول "إيجابيا"..!؟ إنتهى

كل ما قيل في هذه المؤتمرات، كان مسموعاّ من قبل، ولم يأت لا الأمريكيون ولا الإيرانيون بشيء جديد؛ الإتهامات نفسها والإدانات نفسها، والآمال عينها، والحرص على مستقبل العراق مبتغى الطرفين..!!؟ كما لم يبد من جانب الطرف العراقي أكثر من أمل بأن تتوالى الإجتماعات، وأن ما حصل كان خطوة إيجابية لتمهيد الطريق لخطوات إيجابية أخرى..!؟

ليس هناك ما يلفت النظر في اللقاء الأمريكي – الإيراني، وفيما تمخض عنه من نتائج، بعد إنتظار طويل، وأمل منشود..!؟

ولكن ما لفت النظر بعد هذا اللقاء؛ هو تلك الصحوة المفاجئة التي أيقضت بعض الأخوان العرب بعد غفوة طالت عن المألوف؛ صحوة عكست في الحقيقة، خيبة أمل البلدان العربية، والخليجية منها بالذات، مما وصلت اليه الحال، لتكتشف اليوم بأن إيران لها مصالح وأطماع في العراق، وبأن أمريكا لا تألوا جهداّ في مقايضة العراق مع إيران إذا ما ضمنت مصالحها وحققت إستراتيجيتها ونالت أهدافها، وحفظت ماء وجهها..!؟

كما وأدركت الآن وعلى ألسنة الصحافة، مبلغ الخطأ الذي ما أنفكت تمارسه؛ بعزل نفسها عن الأزمة العراقية، والتعامل معها سلباّ، وترك العراق وحده يتلقى مصيره..!؟ كما وعلمت الآن أيضاّ؛ أن العراق يمتلك ثاني أكبر إحتياطي نفطي في العالم وسكانه 25 مليون نسمة، وأن مدخولاته تزيد على مائة مليار دولار سنوياّ، وأنه يقع في قلب المعادلة السياسية للمنطقة، وفي حالة تركه "سيصبح مستعمرة إيرانية لمدة عشرين سنة مقبلة..!؟؟"1

ولعمري؛ فإنها رسالة موجهة الى كافة قادة ورؤساء الدول العربية والخليجية منها خصيصاّ، تحملها مسؤولية المواقف السلبية لهذه الدول إتجاه المسألة العراقية، وتدق لها ناقوس الخطر لما تتوقعه من إحتمالات ما يهدد مصير العراق، وتحمل إعترافاّ صارخاّ بالمواقف الخاطئة لهذه البلدان، لكنها وللأسف أقول؛ رسالة جاءت متأخرة، بعد كل هذا الخراب الذي عم البلاد وشلالات الدم التي لم تتوقف..!؟؟

لا أحد يتمنى أن تؤول العلاقة بين العراق والدول العربية الى مثل ما آلت اليه اليوم، رغم بعض الإنفراج الذي حصل بعد مؤتمر شرم الشيخ مؤخراّ، وإن كان الحديث ينسب لمسيرة أربع سنوات من المواقف المتشنجة ولا أعفي طرفاّ منها، والتي لست بصدد الخوض فيها، أقول: بأنه كان من المناسب، بل ومن المفروض أن يكون للبلدان العربية دور مميز في علاقاتها مع العراق وهو رهين وضعه الحالي؛ حبيس إرادتين متصارعتين، لا أن تختزل هذه العلاقة الى مجرد علاقات مجاملة ديبلوماسية، تحت مظلة من الشك والريبة والإتهامات المتبادلة وضعف الثقة..!!؟

لقد أشرت في مقالتي السابقة ( على عتبة اللقاء الأمريكي – الإيراني)2 والمنشورة في عدد من المواقع الألكترونية؛ الى أهمية أن يكون لجامعة الدول العربية حضور فاعل مساند للوفد العراقي أثناء اللقاء الأمريكي – الإيراني يوم 28/5/2007، وهو خطاب عام وضع في صيغة الأمنيات ولكن وللأسف أيضاّ: أن سارت الأمور وفق ما سارت عليه..!!؟

أما اليوم أن نأتي ونكتشف خطل المواقف، وسلبية التصورات، ونعض على أصبع الندم، ونطلق صفارات الإنذار، حذرين متوجسين، لا ننظر إلا بعين واحدة، بعد أن أسلمنا مصير شعب ووطن، وحيداّ أمام طمع الطامعين، وجشع الغاصبين، وفتك إرهاب الظلاميين؛ راكعين أمام نار الفتنة، مذكين أوارها، مترقبين نتائجها، حتى إحترقت أصابعنا، وإنكشفت ظهورنا، فأخذ الذعر منا ما أخذ؛ مفزوعين من فرط الدهشة، وضعف الوسيلة؛ نرضى بالموجود، ونشكر المعبود، لفقدان المنشود..!؟

فبقدر مافي خطاب الندم والإعتراف هذا، من شحن الإيجاب، يظل قاصراّ أمام مبادرة الفعل وكسر جليد القطيعة، ومد يد الصدق والمحبة والإحترام، وردأ الصدع، وإلتماس سبل التقارب والتعاون..! فالى أي من ذلك نحن ماضون..؟؟


1- http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&article=421167&issue=10409
2- http://www.al-nnas.com/ARTICLE/BFadli/18irn.htm