| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

باقر الفضلي

bsa.2005@hotmail.com

 

 

                                                                              السبت 29/9/ 2012


 

فلسطين: تراجيديا تتواصل وأمل يتكرر..!

باقر الفضلي

لا أظن بعد الخطاب المهم الذي تفضل بإلقائه الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس يوم الخميس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في إنعقاد دورتها الحالية في نيويورك، ما يدفع للتشكك في وضوح الموقف الفلسطيني وثباته من الخيارات السلمية المبدئية لحل إشكالية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، التي أقرتها الشرعية الدولية في جميع قراراتها الدولية، منذ أن عرف المجتمع الدولي القضية الفلسطينية قبل أربع وستين عاما..!

فأكثر ما جاء في فحوى الخطاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس، لا يخرج في جوهره عن مضامين تلك القرارات الدولية وفي إطارها العام، بل وفي إعتداله وتوازنه وواقعيته، ما فاق حتى خطب وتصريحات غير قليل من مندوبي بعض الدول وممثلي بعض المنظمات الدولية فيما يتعلق بشأن النزاع المذكور؛ ولعل ما قوبل به الخطاب من حملات التصفيق والإستحسان من قبل غالبية مندوبي الدول الأعضاء ما يعكس حقيقة ذلك الإعتدال والواقعية..!

إن الصورة الصادقة لواقع الحال الذي يعيشه الشعب الفلسطيني اليوم في ظل الإحتلال والإستيطان العنصري الإسرائيلي، قد وجدت تجسيدها الحقيقي والمعبر في مضمون خطاب الرئيس الفلسطيني، الذي رسم صورة [تراجيدية] متكاملة في خطوطها العامة وفي تفاصيلها اليومية، لحقيقة [ معاناة ] الشعب الفلسطيني، بدءً من إعتداءات المليشيات الإرهابية للمستوطنين الإسرائيلين، وإنتهاءً بتأجيج نار الطائفية من خلال:
(( إطار خطاب سياسي إسرائيلي لا يتردد في إبراز المواقف العدوانية المتطرفة، خطاب يقود في كثير من جوانبه وفي تطبيقاته العملية على الأرض إلى مهاوي الصراع الديني، وهو ما نرفضه بحزم انطلاقا من مبادئنا وقناعاتنا، ولإدراكنا لما يعنيه من إذكاء للنار في منطقة بالغة الحساسية ومليئة بنقاط التفجر الساخنة، ولما يقدمه من وقود للمتطرفين من مختلف الجهات خاصة أولئك الذين يحاولون استخدام الأديان السماوية السمحة كمبرر أيديولوجي لإرهابهم.))(*)

لقد أثبت الموقف الفلسطيني الشرعي، ومن فحوى مضامين خطاب الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 27/9/2012، بأنه موقف يتسم بالصلابة والرصانة المبدئية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الثابته، وفي مقدمتها إقامة دولته الوطنية المدنية الديمقراطية الحرة والمستقلة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية في حل الدولتين، وفي إطار تحقيق السلم والأمن الدوليين في المنطقة، والتي أوجزها الرئيس الفلسطيني في خطابه المذكور بالقول:
(( رغم كل ما نشعر به من غضب نؤكد باسم منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وبدون تردد، أننا متمسكون بهدف السلام وبالشرعية الدولية ومواثيقها وقراراتها قدر تمسكنا بحقوقنا الوطنية الثابتة، ومتمسكون بنبذ العنف ورفض الإرهاب بجميع أشكاله وخاصة إرهاب الدولة ، ورغم ما نشعر به من خيبة أمل نواصل مد أيادينا صادقين إلى الشعب الإسرائيلي من أجل صنع السلام، فنحن ندرك أنه وفي نهاية المطاف لا بد أن يعيش ويتعايش الشعبان كل في دولته فوق الأرض المقدسة، وندرك أن التقدم نحو صنع السلام يتم عبر المفاوضات بين منظمة التحرير وإسرائيل. )) (
المصدر السابق)

ولسنا هنا بصدد البحث في كل جزئيات خطاب السيد رئيس السلطة الفلسطينية الشرعية، السيد محمود عباس، بقدر ما نقول بأن الخطاب قد أغلق كل المنافذ أمام جميع المتصيدين في المياه العكرة، ومن المتشككين وفاقدي الأمل بقدرة الشعب الفلسطيني وتصميمه الثابت في نيل حقوقه كاملة كما رسمها الخطاب في تفاصيله المتعددة، هذا في نفس الوقت الذي أغلق فيه الخطاب، الطريق أمام كل محاولات حكومة دولة إسرائيل العنصرية، في سعيها الدائم لعرقلة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ومواصلة السير في طريق إهدار حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، والجعل من الإستيطان العنصري الإسرائيلي والإحتلال، وكأنه حقيقة لا بد منها، في ظل صمت المجتمع الدولي.!؟

لقد حان الوقت، أن يخرج المجتمع الدولي من صمته الدهري، وأن يأخذ بالحسبان دلالات الخطاب الفلسطيني الرئاسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في كل مضامينه، والذي أقل ما يمكن أن يقال بصدده؛ انه وبمالا يقبل الشك؛ قد تمكن من إثبات فشل (المجتمع الدولي) ممثلاً بالشرعية الدولية (الجمعية العامة ومجلس الأمن)، وإخفاقه في تكريس العدالة طبقاً لقرارت تلك الشرعية، ومنها الإعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقرار حقوقه كاملة، وفي مقدمتها الإعتراف بكامل عضوية الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، ناهيك عن كافة حقوقه الأخرى التي جسدتها وثائق منظمة التحرير الفلسطينية والمثبتة في قرارات ووثائق الأمم المتحدة منذ عام 1948 وحتى اليوم..!
28/9/2012
 

(*) http://www.amad.ps/arabic/?Action=Details&ID=97582








 

free web counter