| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

باقر الفضلي

bsa.2005@hotmail.com

 

 

 

الأثنين 28/5/ 2007

 


 

الجريمة النكراء..!!


باقر الفضلي

ليست الأولى ولن تكن الأخيرة؛ تلك الجريمة النكراء التي أقدمت على إرتكابها عصابات أعداء الشعب من فلول المجرمين الظلاميين القتلة هذا اليوم، بتفجيرهم مرقد شيخ الطريقة القادرية (الشيخ عبد القادر بن موسى الكيلاني) وسط بغداد وإزهاق أرواح العشرات من الأبرياء من العراقيين.. نعم إنها ليست الأولى من الجرائم التي يقترفونها كل ساعة؛ من تفجير للمفخخات والجسور والأسواق والجامعات والمدارس، وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وطلبة الجامعات وعمال التنظيف؛ فقد سبقتها جريمة تفجير المرقدين المقدسين للأمامين الهادي والعسكري (ع) في سامراء في 23/2/2006، وكانت بمثابة ساعة الصفر لبدأ الفتنة الطائفية في البلاد التي ما فتأت تحصد آلاف الضحايا الأبرياء من أبناء هذا الشعب، والتي من خلالها تمكن من خطط لها؛ أن يحقق مراميه في تمزيق وحدة الصف الوطني وجر نخبه السياسية والإجتماعية الى الإندفاع وراء الأهداف والمرامي المرسومة سلفاّ، في الإحتراب والدخول في صراع تقدم فيه مصالحهم الخاصة على مصالح الشعب والوطن.. لأن يدمر العراق وتستباح أراضيه وتدمر مقدساته وتنهب آثاره، ويهجر أبناءه..!

لقد كان حرياّ بالشعب العراقي وبكل نخبه السياسية والإجتماعية والدينية، أن يلتفت الجميع الى مقاصد هذه اللعبة القذرة، التي يمارسها أعداء الشعب كل يوم، وأن لا يقعوا فريسة لأهدافها المفضوحة، وهذا ما نبه له الكثير من الكتاب ومن يهمهم مصلحة الشعب والوطن..! *

إنه ومن نافل القول؛ أن على النخب السياسية وعلى الشعب العراقي بكافة مكوناته أن تأخذ بالحسبان؛ بأن القوى الظلامية المتنكرة زوراّ بأسم الدين لن تركن الى التوقف، بعد أن وجدت أمامها الطريق سانحة لتنفيذ أهدافها السوداء، حيث أن الحسابات المبنية على أساس المقاييس الطائفية، هو ما يشجع تلك الزمر الظلامية ويسهل لها المرور الى أهدافها من خلال الإستقطاب الطائفي بين الناس، إذ وجدوا فيه المرتع الخصب الذي يمهد لهم الطريق الى تحقيق تلك الأهداف..!؟؟

لقد مضى عام ونيف على تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء، وها هو الشعب العراقي يحصد ضحاياه التي جاوزت مئات الألوف من الأبرياء، ويودع مئات الألوف من العوائل المهاجرة طلباّ للأمن والأمان، ويفتقد خيرة أبناءه من الكوادر العلمية ناهيك عن الدمار والتخريب الكارثي في بنيته التحتية وركائزه الإقتصادية، وللأسف نقول أن أحداّ من سياسيي البلاد لم يستفد من عبرالدرس الأول..!

وها هو تفجير مرقد (الشيخ عبد القادر الكيلاني)، أحد المعالم الوطنية وإرثاّ بارزاّ من كنوز الثقافة الإسلامية في العراق وعلى صعيد العالم الإسلامي، جاء ليسجل الدرس الجديد، وليثبت بأن الإرهاب لا زال قادراّ أن يضرب في مقتل، بعد أن أدرك هشاشة الوضع السياسي السائد في العراق، وتمزق لحمته الإجتماعية ونجاح مخططه في زرع الفتنة الطائفية، التي وجدت سندها ودعمها في منحى المحاصصة الطائفية الذي أسست بموجبه الهيكلية السياسية في البلاد..!

فإن كان هناك ثمة إستنكار وشجب لهذه الجريمة النكراء، فإن مثل هذا الإستنكار والشجب، لا بد وأن يترجم من قبل الجميع ؛ كافة أبناء الشعب وكافة النخب السياسية والإجتماعية والدينية والسلطات الحكومية، الى أفعال ملموسة وعلى كافة الأصعدة، تعكس موقفاّ موحدأّ يتبلور في شجب للطائفية البغيضة، وإعادة كامل هيكلية البناء السياسي ومؤسسات الدولة والأحزاب السياسية، وبناءها على أسس مدنية ديمقراطية، تكون المواطنة والكفاءة والإخلاص للوطن، هي المعيار في بناءها الجديد، لقطع الطريق على من يريد إستغلال الطائفية معبراّ لأهدافه..! وأؤكد القول؛ بأنه ليس هناك من مخرج من هذا التيه المظلم غير هذا الطريق..!


* http://www.al-nnas.com/ARTICLE/BFadli/23smr.htm