| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

باقر الفضلي

bsa.2005@hotmail.com

 

 

                                                                              الجمعة 24/8/ 2012


 

سوريا: سيناريو قديم جديد..!؟

باقر الفضلي

لم يعد سيناريو التدخل العسكري (الأمريكي - الغربي)، المدعوم خليجياً ومن بعض أطراف الجامعة العربية، مجرد وهم أو فرضية إحتمالية لما ينضح من تطور الأوضاع داخل سوريا، بقدر ما أصبح ذلك التدخل، مع تواصل مسيرة تلك الأوضاع، والدفع بتصعيدها بإضفاء صفات ومسميات جديدة عليها، ونعتها على سبيل المثال، ب "الحرب الأهلية"، من قبل نفس الجهات ذات المصلحة في هذا التدخل، أصبح هذا التدخل اليوم، أكثر إحتمالية، بل وأكثر واقعية منه الى الإفتراض أو الخيال..!؟

فلم يعد الأمر مجرد تكهنات أو مجرد تصريحات أو رغبات تنطلق من هنا أو هناك، بل تعدى التلويح بهذا التدخل كل تلك الحدود، لينطلق مباشرة ودون حاجة لتأويل أوتفسير، من قبل رئيس أكبر دولة عضو في الأمم المتحدة، والتي لها من القدرة وتحمل المسؤلية ما لا يقارن مع غيرها من الدول الأخرى؛ فالولايات المتحدة المريكية، وهي أحدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وبما مناط بها من مسؤولية حفظ السلم والأمن الدوليين، لم تبد إهتماماً لما ألزمت نفسها به من ضرورة إحترام بنود ميثاق الأمم المتحدة بشأن الحفاظ عل الأمن والسلم الدوليين، وفي مقدمتها مبدأ عدم التدخل بشؤون الدول الداخلية، أو التلويح والتهديد بالعدوان والتدخل العسكري وما شابه..!؟

فالتصريحات الأخيرة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية السيد باراك أوباما بخصوص الشأن السوري، قد إختصرت كل ما سبقها من تصريحات واقوال السادة من المسؤولين العسكريين والسياسيين الأمريكيين بهذا الشأن، لتأتي أكثر وضوحاُ، وأكثر قطعية في القصد والنوايا، ولتقطع الشك باليقين، لكل من يساوره شك حول نوايا الولايات المتحدة الأمريكية بشأن سوريا، فيما رسمته لها من خطط وخرائط طريق، لا يشم منها غير دخان الحرائق، ولا يرى فيها غير ركام الدمار والخراب، ولا يستذكر منها غير مآسي ما حل بشعبي العراق وليبيا منذ عهد قريب..!!؟

فما جاء في تصريح السيد أوباما في الثلاثاء المنصرم، لا يحمل في طياته من جديد بالنسبة لجملة التحذيرات والتهديدات المكالة ضد دولة سوريا، ولا يختلف في مضمونه وأهدافه كثيراً عن ما خططت له أمريكا من سياسات وما أنجزته دوائرها الإستخباراتية والأمنية من سيناريوهات لتنفيذ تلك الخطط بما ينسجم وأهدافها المبيتة للمنطقة.!؟

لقد حاكى السيد أوباما في ذلك التصريح سلفه السيد جورج بوش الأبن، الذي إجترح مقولة أسلحة الإبادة الجماعية، كمدخل وذريعة للتدخل العسكري وغزو العراق عام 2003، وها هو الآن السيد أوباما ينهج نفس الطريق ويمسك بتلابيب مقولة سلفه السيد بوش الأبن، وتحت عنوان "الأسلحة الكيمياوية" جاعلاً منها " خطاً أحمر "؛ الويل لمن يتجاوزه أو ينتهك علاماته، أو كما أضاف في كلمته[[ بأنه لم يأمر "في هذه المرحلة" بتدخل عسكري أمريكي في سوريا، إلا أنه أشار إلى وضع إدارته لخطط طوارئ جاهزة..]]!!؟؟ (*)

فالتلميح ب "التدخل العسكري" من خلال "خطط طواريء"، والجهر به بهذا الوضوح والصراحة والعلانية، ضد دولة مستقلة وعضو في هيئة الأم المتحدة، ولها ما لأمريكا وسائر الدول أعضاء الأمم المتحدة من حقوق وما عليها من إلتزامات، لا يمكن أن يشكل مثل هذا التلويح والتهديد بالتدخل، غير تجاوز على إستقلال سوريا كدولة، وتهديد بالعدوان على إستقلالها، بكل ما يشكله ذلك من تهديد صارخ لسلامة وأمن مواطنيها، وما سيجره في حالة تنفيذه من دمار وخراب لا تعرف حدودهما على كل ما يمت بصلة لسوريا كدولة، من زرع وضرع ومؤسسات إقتصادية وإجتماعية وتراثية، في نفس الوقت الذي يمثل فيه، تجاوزاً وخرقاً من قبل دولة كبرى للشرائع الدولية وفي مقدمتها بنود ميثاق الأمم المتحدة..!؟

فليس هناك على الكرة الأرضية من شعب مهما بلغت قطيعته مع النظام الحاكم، أن يرتضي مذلة التدخل الأجنبي، أو أن يستبدل إستبداداً بغيره، فكيف به وهو يرى بأم عينه، ما سوف يجره عليه مثل ذلك التدخل من ويلات وآلام ومعاناة؛ فلا الشعب السوري النبيل ولا حتى الشعوب التي خبرت محنة التدخل العسكري والإحتلال رغماً عنها، أن تذعن وبإرادتها وتحت مختلف الحجج والذرائع، الى ما ترسمه لها خطط "التدخل العسكري" والهيمنة الأجنبية..!!؟

فرغم كل ما يدور في المشهد السوري من أحداث بما فيها التي فرضت نتيجة التدخل الأجنبي والإقليمي، يظل الشأن السوري شأناً داخلياً في كل تفاصيله وجزئياته ومكوناته، والشعب السوري بقواه الوطنية، وحده كفيل بإيجاد الحلول المناسبة للخروج من أزمته الحالية، رغم كل ما يحاك في الدهاليز المظلمة، والشوارع الخلفية من خطط وتكتيكات تهدف الى تقويض وحدته وتماسكه الوطني، الأمرالذي سبق وأن جرى تناوله في أكثر من مقال..!؟(**)


23/8/2012
 

(*) http://arabic.cnn.com/2012/syria.2011/8/20/obama.chemical.biological.weapons.syria.red.line/index.html
(**) http://www.ahewar.org/m.asp?i=1189









 

 

free web counter