| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

باقر الفضلي

bsa.2005@hotmail.com

 

 

                                                                              السبت 20/4/ 2013


 

العراق: الإنتخابات بين الأمل والتأمل..!!؟

باقر الفضلي

تندفع الكتل السياسية العراقية الكبيرة منها على وجه الخصوص، في تسابق محموم لم يعهد له العراق مثيلا من قبل، في معركة صراعها اليومي نحو السلطة، الى صناديق الإنتخابات وكأنها قد حسمت فوزها في هذه الإنتخابات، حتى قبل ظهور نتائجها، خاصة تلك التي تتصدرها الإئتلافات الحاكمة، والتي كما تبدو غير مبالية، بكل أرث الفشل الذي يلقي بضلاله على الساحة السياسية، ويلاحقها ليل نهار طيلة السنوات الأربع المنتهية، لتتصدر حملة الدعاية الإنتخابية وكأنها الفارس الصنديد، والجبل الذي "لا تهزه الريح" ، على حد تعبير أحد شعراء مهرجاناتها اليومية الشعبية، التي تزدحم بها فضائياتها صباح مساء، في مشهد كوميدي، قلما كان له نظير من أجواء البهرجة وإحتفالات الأعراس..!!؟

هذا في وقت تتلاشى فيه أصداء خطب دعاة تلك الحملات الإنتخابية في مهرجاناتها، في هدير تفجير السيارات المفخخة، وتصطبغ فيه لوحاتها الإنتخابية بدماء الضحايا، ليشكل المشهد الإنتخابي تراجيديا نادرة في تفاصيلها، من تصميم "الإرهاب" على حد ما يقال..!!؟ وليس بعيداً عن هذا؛ حالة اللاتكافؤ في الفرص بين المتنافسين من القوى السياسية على مختلف مضاربها، من حيث الإمكانات المادية، وظروف الدعاية الإنتخابية وآلياتها، والفرص المتاحة لممارستها الإنتخابية..!؟

ففي الوقت الذي تهدر فيه فضائيات الكتل السياسية الكبيرة والمتحكمة بالسلطة، ليل نهار وهي تنفخ في أبواق الدعاية لصالح قوائمها ومرشحيها، فهي لا تمانع وتحت يافطة "الديمقراطية" في السماح لباقي القوى والأحزاب السياسية الصغيرة، من ممارسة دعايتها الإنتخابية، إن شاءت؛ وهي تعلم علم اليقين، حدود إمكانات تلك القوى في هذا المجال، وبأنها أعجز من أن تتمكن من إيصال صوتها بعيداً الى الجماهير، مع شحة يدها، وضعف إمكاناتها المحدودة؛ فهي لا تمتلك الفضائيات، وليست من ذوي النفوذ في السلطة، رغم ما يمتلكه مرشحوها من برامج واقعية للتغيير، وما يتميزون به من كفاءة مهنية ومقدرة وإرادة حقيقية من أجل تغيير الواقع بما يصب في خدمة الوطن والمواطن ، ناهيك عما يشهد لهم به من نزاهة اليد وعفة الضمير، ومنها على سبيل المثال، قوائم إتلاف التيار المدني الديمقراطي الذي يعتبر من النماذج الواقعية التي يحتذى بها في هذا المجال..!

وكي يكون المرء أكثر قرباً الى الأمل والتفاؤل منه الى التأمل، وحيث أن إنتخابات مجالس المحافظات ستكون حقيقة واقعة في العشرين من نيسان الجاري، وبعيداً عن أي تكهنات مسبقة حول النتائج المحتملة لتلك الإنتخابات، في ظل الظروف الراهنة التي تعصف بالمشهد العراقي اليوم، يجد المرء من المناسب الإحالة الى المقالة الموسومة " العراق: نظرة حول المشاركة في الإنتخابات..!" لقربها في العلاقة مع نفس الموضوع مدار البحث الآن، وذلك في خطوطه العامة، وفي جذوره وأسبابه وإحتمالات تداعياته، ولما نجد فيها من وضوح للرؤيا لما يتعلق بإنتخابات الغد بالنسبة لمجالس المحافظات، ولما تعكسه حالة التردد التي تشوب موقف الكثيرين من هذه الإنتخابات، جراء خيبة الأمل والإحباط، نتيجة حجم الفشل الكبير الذي حصدته الجماهير على كافة الأصعدة، ومنها على وجه الخصوص في الجانب الأمني، ودع عنك الجوانب الأخرى لتكرار ذكرها الممل..! (*)

 

17/4/2013


(*)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=214629





 

free web counter