| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

باقر الفضلي

bsa.2005@hotmail.com

 

 

 

الأحد 19 /3/ 2006

 

 

 

الذكرى الثالثة..أحتلال أم تحرير..!؟

 

باقر الفضلي

يعد "التلاعب السياسي" من أشد ألأخطار التي تواجهها الشعوب في حياتها السياسية، فتكا وتدميرا. ولعل الشعب العراقي يمثل نموذجا حيا لتداعيات ما لحقه من نتائج هذا التلاعب على مدى ثلاث سنوات، من هدر للدماء ، وهتك للمقدسات، وأنتهاك للكرامات، وأستباحة للمقدرات..! وها هي ثلاث سنوات تمر من عمر ألأنتظار الذي زرعه في قلبه نخب السياسة وأبطال "العملية السياسية" من مخططين أو من ذوي النيات الحسنة أو المتورطين في حسابات ليست حساباتهم، أو من في قلوبهم مرض من المنتفعين والمتلونين ..!

لقد أعطت السنوات الثلاث من عمر ألأحتلال مثلا سيئا ل"ديمقراطية" لم تقنع حتى أولئك المدافعين عنها والنافخين في صورتها..! وحتى هذه الساعة تراهم منقسمين في تعريف ما حصل في العشرين من آذار 2003 فيما أذا كان "تحريرا أم أحتلال".؟ فهم في حيرة من أمرهم بعد ذلك الفشل المريع لتجربة "التحرير" التي صوروها عروسا في ليلة زفافها، عاجزون عن ألأقرار بأن " الديمقراطية" لا تقسر قسرا، ولا تشترى من حوانيت الباعة المتجولين..! وقد أدرك السيد رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني هذه الحقيقة في تصريحه بعد لقاءه بقادة الكتل السياسية اليوم 19/3/2006 حيث قال" وحول الذكرى الثالثة للحرب في العراق التي تحل غدا اوضح طالباني ان هناك خلافا حولها بين القوى السياسية قائلا انه يعتبرها حربا تحريرية بينما يرى اخرون انها غزوا مشيرا الى ان المهم الان هو تعزيز قدرات القوات العراقية لتمهيد الطريق امام القوات متعددة الجنسيات مغادرة العراق ." أيلاف-19/6/2006

لقد أسلم الشعب العراقي أمره طيلة هذه المدة ولم تشغله هرطقة التحليل، فيما أذا كان ما حصل قبل ثلاث سنوات، "أحتلال أم تحرير"..؟ أن ما يشغله من أمر، هو أن ما حدث قبل ثلاث سنوات، هو من يقف وراء محنته وهمومه؛ فهو غير آمن على نفسه وماله وعرضه..! لقد أشبع وعودا بالحرية والديمقراطية والأمان ، وأنساق متحمسا الى صناديق ألأنتخابات يحدوه ألأمل بالبديل القادم..! بعد ضياع ثلاث عقود من العسف وألأضطهاد والحرمان..! ولكن ألأمر كان خيبة أمل ما ورائها خيبة، فها هي نخب السياسة مشغولة بألأحتراب، ناسية وعودها، عازفة عن تحمل مسؤوليتها، مشغولة بتعريف ما حدث قبل ثلاث سنوات "أحتلالا كان أم تحرير..؟؟

لقد أعتادت الناس أن تقول شيئا سارا في الذكريات السارة ، فهل سينقسم العراقيون في تقييم هذه الذكرى ، كما أنقسم رجال السياسة، فيما أذا كانت هذه" الذكرى" نافعة أم ضارة، مشؤومة أم سارة..!؟
أم أن على العراقيين دخول دورات خاصة، كدورات تدريب وتأهيل العراقيين التي تقوم بها قوات "التحرير والأحتلال" من أجل التفريق فيما أذا كانت هذه "الذكرى" محمودة أم مذمومة..؟؟

ولكن العراقيين مشغولون ب"أبتلاع" جرعة "اليمقراطية"، فأن لكل داء دواء..!؟

فهل لابد من أن يقول المرء شيئا بالمناسبة، جريا على عادة نخب السياسة والمتضلعين فيها، أم أن وقع ما حدث للعراق أصعب من أن تختزله بضع كلمات..؟؟!!