| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

باقر الفضلي

bsa.2005@hotmail.com

 

 

 

الأربعاء 15/8/ 2007

 




سنجار قلعة للصمود..!!؟


باقر الفضلي 

سنجار تبكي دماّ أيها الأيزيديون؛ لتمتزج الدموع بالدماء والأشلاء؛ لتسقي أديم ألارض الطاهرة؛ أرض الآباء والأجداد.. سنجار تبكي دماّ؛ من لوعة الصمت المطبق.. من وحشة الموت.. من العزلة؛ من تفرد الغربان في المكان.. لموا جراحكم أيها الأيزيديون كما تلموا الجمر، فجراح العراق الشهيد .. "تظل عن الثأر تستفهم"..* الغيمة السوداء من غربان الموت الإرهابية الظلامية، ما إنفكت تنوخ على صدر العراق، محاولة بمناجلها الصدأة قطع جذور شجرة الزيتون العراقية الورقاء؛ فتمطر موتها الأصفر ذات اليمين وذات الشمال؛ في الوسط مثلها في الجنوب ، في ذراري الجبال الشماء مثلها في أعماق الأهوار، في سنجار مثلها في البصرة والحلة وكربلاء وبغداد..! الشكوى واحدة والموت واحد والبكاء واحد والقاتل واحد، والمغدور واحد، والإرهاب واحد؛ ولكنه العراق؛ المغروسة أقدامه في أعماق الأرض، العراق الذي يجمع بقاياه، العراق الذي أثخنته الجراح، العراق الذي يأبى على الإستسلام، العراق القامة السامقة.. "باق وأعمار الطغاة قصار".. فإن بكت سنجار، فبكاؤها من الغيض المكتوم؛ إذ بلغ بها الصبر مبلغه، وما حملته من وعود السياسيين ما لا يطاق، وإن جأر الأيزيديون بالشكوى، فإنهم يمتلكون من الحق ضعفيه، أقليتهم الدينية في ظل أكثرية حاكمة، فرض عليها الدستور والعرف الأخلاقي وتعاليم دينها الإسلامي ومباديء حقوق الإنسان والمواثيق الدولية، إحترامهم وحمايتهم وصيانة حقوقهم في التعبد وممارسة شعائرهم وطقوسهم الدينية، وغيرها من الأقليات الدينية والعرقية، وثانيهما؛ أصالة وعمق عراقتهم وتساويهم في المواطنة مع جميع العراقيين..! إنها لمثلبة كبيرة وقصور بائن، أن تتعرض الأقليات الدينية والعرقيه العراقية بكل طوائفها المسيحية والأيزيدية والمندائية والشبك، لكل هذا الحقد والكراهية، وأن ترتكب بحقها كل هذه الجرائم النكراء، من قتل وتشريد، وإنتهاك للأعراض، وتهجير من مواطن سكناها، على أيدي زمر القتل والنهب؛ من إرهابيين وعصابات مسلحة تعددت مشاربها ومصادر تموينها، في وقت لا يبدو فيه وكأن هناك سلطة ومؤسسات دولة أو وجود قوات إحتلال فرض عليها القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن؛ حماية الشعب وممتلكاته وكل ثروته وصيانة حقوقه وحرياته، طالما هي جاثمة على صدور العراقيين..! فهل كل ما قدمته السلطات المحلية الإتحادية والإقليمية ومعها قوات الإحتلال، من مستلزمات الحماية ودرأ المخاطر التي تتعرض لها هذه الأقليات في مواجهة الهجمات المتكررة لزمر الإرهاب الظلامي والجريمة المنظمة، يتناسب وحجم ما تتعرض له من تعديات وتجاوزات، طالت حتى حق وجودها في الحياة، ناهيك عن محافظتها على تراثها وقيمها الإجتماعية وعاداتها وتقاليدها التأريخية..؟ السؤال يتكرر ويتكرر، والجريمة تستمر، وعيون المسؤولية مغمضة، ولسان المجتمع الدولي مصاب بالإحباط ، فلا كلمة تضامن ولا حتى إستنكار..!؟ الأيزيديون الذين قدموا فلذات أكبادهم فداءّ لهذا البلد الجريح وهم يقارعون جبروت الدكتاتورية الغاشمة في سوح النضال في ذرى كوردستان، وضيّعت مقابرالدكتاتورية الجماعية مصير الآلآف من عوائلهم الأبرار؛ يتعرضون اليوم، وبعد سقوط الدكتاتورية، الى مصير الأمس؛ من إضطهاد وتهديد وتشريد وقتل بالجملة وتهديم للمساكن، في وقت يتمسكون فيه بعراقيتهم وبأرضهم، بموطن آباءهم وأجدادهم، بعراقهم الفدرالي الموحد، فماذا يراد من الإيزيديين أن يقدموه أكثر مما قدموه..؟ لقد قالها شفان شيخ علو قبلي؛ "سنجار تبكي دماّ" وأقولها ويقولها الآخرون، وتظل دماء سنجار ودماء العراق دوماّ؛ صرخة في وجه أعداء العراق والطامعين بخيراته.. ويظل العراق قامة باسقة كنخيله وجباله، عصياّ على الآخرين، من ظلاميين وإرهابيين، وتظل سنجار قلعة للصمود..!!

*
- الجواهري الكبير: أتعلم أم أنت لا تعلم بأن جراح الشهيد فم