| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

باقر الفضلي

bsa.2005@hotmail.com

 

 

 

السبت 15/7/ 2006

 

 

أوقفوا العدوان الأسرائيلي على لبنان..!

 

باقر الفضلي

مهما كانت ألمبررات وألأدعاءات ألتي تقف وراءها حكومة أسرائيل ، لتغطي بها ممارساتها العسكرية ألموجهة ضد دولة لبنان وألشعب أللبناني، فإنها تفتقد من حيث أسبابها ووسائلها وأهدافها ألى أي شرعية دولية أو إنسانية.
ما تتذرع به إسرائيل من حصول إعتداء على سيادتها بخطف جنودها ، لا يمنحها ألحق ولا يعطيها ألمبرر لما تقوم به قواتها ألمسلحة من شن حرب شاملة على دولة عضو في ألأمم ألمتحدة، متجاوزة بذلك إرادة ألمجتمع ألدولي ومنتهكة كافة ألشرائع وألأعراف.
مهما بلغت خطورة ألفعل، ألذي أقدم عليه حزب ألله حسب إدعاء إسرائيل ، فإنه وحده غير كاف لأن يكون سببا شرعيا لأسرائيل لأن تقدم على شن حرب مدمرة وبهذا ألنطاق ألواسع ألذي شمل كل ألأراضي أللبنانية، وأدى ألى إزهاق ألمئات من أرواح ألمدنيين، وتدمير ألبنى ألتحتية للبلاد مما عرض ويعرض حياة ألألوف من ألسكان ألمدنيين ألى ألخطر.
حزب ألله وما أقدم عليه، سواء كان ذلك خطأّ أم صحيحاّ، فهو ليس جيشا لدولة لبنان، ولا يمثل قطعة عسكرية حكومية رسمية، ولا يأتمر بأوامر ألحكومة أللبنانية، ولا تمونه ألحكومة أللبنانية لوجستياّ، ووجوده نفسه يخضع ألى أتفاقيات دولية إسرائيل طرفا فيها. فإدعاء أسرائيل بأنها قد تعرضت ألى عدوان من قبل دولة لبنان ، إنما هو إدعاء باطل ولا تدعمه أية أدلة أو براهين. وإدعاءها هذا إنما أرادت منه أن يكون مسوغا لعدوانها ألبربري ، وليس هناك في أسس ألشرعية ألدولية ما يدعم هذا ألأدعاء، وحتى إن وجد، فليس من حق إسرائيل أن تلجأ بنفسها ألى تكييف مباديء ألشرعية ألدولية على هواها، بل على ألعكس، فأن ما أقدمت عليه إسرائيل، إنما يخضع لبنود ألفصل ألسابع من ميثاق ألأمم ألمتحدة ويدمغ إسرائيل بألعدوان..!
إن العدوان ألأسرائيلي على لبنان، لا يمكن وصفه، إلا بأنه عمل متهور خارج على ألأجماع ألدولي في صيانة ألأمن وألسلم الدولي وتعريضهما ألى ألخطر. ومهما كانت دعوى إسرائيل، بأنها إنما تقوم بواجب ألدفاع عن النفس ، يؤيدها في ذلك، ألبعض من أعضاء مجلس ألأمن كألولايات ألمتحدة ألأمريكية، فأن ذلك لا يمكن أن يكون مسوغا لها للقيام بهذا ألعدوان ألسافر ضد دولة عضو في ألأمم ألمتحدة.
لقد كان من ألأجدر بمجلس ألأمن أن يبادر وعلى ألفور بألطلب من أسرائيل وقف عدوانها ألغادر على لبنان وسحب قواتها بكافة أنواعها من ألحدود ألأقليمية؛ البرية وألجوية وألبحرية، للدولة أللبنانية.
إن موقف مجلس ألأمن ألحالي وألذي إنتهى فقط بإصدار بلاغ رئاسي، إنما عكس طبيعة ألعلاقات ألدولية ألقائمة بين أطراف ألمجلس ألمذكور من ألدول ألعظمى، وحالة تجاذب ألمصالح بين تلك ألدول ألتي تهيمن على هذه ألعلاقات. ولعل أللقاء ألثنائي بين ألرئيس ألأمريكي جورج بوش وألرئيس ألروسي فلاديمير بوتين على أعتاب مؤتمر قمة ألثمانية ألكبار ألذي سيعقد هذا أليوم في موسكو ، وألذي أنتهى بمجرد ألتعبير عن قلقهما من ألموقف في ألشرق ألأوسط بلغة دبلوماسية ملتوية، إنما جاء تعبيراّ حقيقيا لبلطجة ألسياسية ألدولية..!
أما موقف ألدول ألعربية من عدوان إسرائيل، فيمكن ألقول وبإيجاز، وبغض ألنظر عما سينجم عن أجتماع وزراء ألخارجية ألعرب ألذي ينعقد ألان في مقر ألجامعة ألعربية في ألقاهرة، إن أقل ما فيه إنه موقف غير واضح ألمعالم، فقد وجدت بعض هذه ألدول، وخاصة دول ألخليج وألسعودية ومصر وألأردن ، وكأنها قد أؤخذت على حين غرة، وألقت تبعة ما يجري ( ألعدوان ألسرائيلي على لبنان) على عاتق حزب ألله ، وكيفت ألأمر بأنه مغامرة غير محسوبة ألنتائج أقدم عليها ألحزب ألمذكور. ودولا أخرى ومنها أليمن وألسودان وسوريا، فما يهما من أمر، إنما هو دعم ألمقاومة وألوقوف ألى جانبها في مقارعتها للعدوان ألأسرائيلي، أما ما يترب على ذلك من نتائج فأن ألشعبين ألفلسطيني وأللبناني كفيلان بمعالجة ذلك..!
ألحيرة في ألموقف ألعربي ، وألمقصود به ألدول ألعربية، هو أنها تبحث ألأمر من وجهة مصالحها ألخاصة قبل أن تهتم ببحثه من وجهة ما تعلنه من شعارات عن ألموقف ألعربي ألداعم وألمساند للقضية ألفلسطسنية. فألدعم وألمساندة هما أمران نسبيان؛ فبمقدار كونهما لا يتعارضان مع مصلحة هذه ألدولة أوتلك، أو لا يتقاطعان مع أولوياتها وعلاقاتها ألخاصة مع ألدول ألأخرى، كان لهما ألأولوية في موقف هذه ألدول وبعكسه فهنا كلام آخر..!
حيث يكون ألموقف ألعقلاني لهذه ألدول ألآن، ألتركيز في ألبحث على ألعدوان ألأسرائيلي وإتخاذ موقف موحد عاجل وفعال من أجل وقفه على ألفور، نراها تشغل نفسها كثيرا في ألبحث في مسببات هذا ألعدوان ألغاشم ومن أعطى مبررات حدوثه..أو في بحث وسائل ألدعم أللوجستي لمقاومته على ألأرض ليس إلا..!
لا إشكال في ألأمر، ولكن على جميع ألأطراف أن تأخذ في الحسبان إن عملية تدمير لبنان هي خسارة جسيمة لكل ألبلدان ألعربية وشعوبها ألمحاصرة بين جدران ألولاءات وألمصالح. وإن إسرائيل باتت تدرك جيدا حالة ألتذبذب في مواقف ألدول ألعربية من ألقضية الفلسطينية ومن جميع قضاياها كدول عربية منذ أمد بعيد، وليس لبنان إلا فخا تصطاد من خلاله كل ما يساعد على فرقة هذه ألدول وتمزق تلاحمها.
إن ألوقف ألفوري للعدوان ألأسرائيلي ألغاشم على لبنان، ينبغي أن يكون في مقدمة ما يعمل من أجله ألجميع، وعلى ألدول ألعربية ألشقيقة أن تبذل كل ما في وسعها من عوامل ألضغط على ألمجتمع ألدولي من أجل تحقيق ذلك ، وإبداء كامل ألدعم وألمساعدة للشعبين ألفلسطيني وأللبناني في ألصمود بوجه ألغزو، فالوقت ليس وقتاّ للحساب، ولا وقتا للإدانةّ وألمشاعر ألجياشة..!