| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

باقر الفضلي

bsa.2005@hotmail.com

 

 

 

الأربعاء 13/6/ 2007

 


 

فلسطين: هل سيتوقف نزيف الدم..؟؟!


باقر الفضلي

لو كان النازف جرحاّ لأسعفناه، لكن النازف نهراّ، بحراّ ممتدا، سيلاّ جارفاّ، شلالاّ هادراّ، من ذرى جبل لبنان، حتى ملتقى النهرين...!؟
دماء لا تحدها حدود ولا تستوقفها موانع.. فجرها الجهل وتلقفها التعصب، فإذا الجميع يسبح في برك دماء الأخوة، دماء العشيرة، دماء الطائفة، دماء المذهب، دماء الوطن، بل دماء الإنسان..!!؟

من نهر البارد حتى غزة، ينتحر الفلسطينيون، ويختلط رصاص بنادقهم برصاص الإحتلال، يتساقطون صرعى في الأحضان، أبن العم وأبن الجار..
دماء الوطن الجريح، تعفر تراب الوطن السليب؛ دموع الثكالى تصبغها دماء الأبناء والأحفاد..

أما زعيق الساسة، فزوبعة في فنجان؛ لا يحسنون سوى التوقيع، ولا يجيدون غير أبراز العضلات، ولا يلوحون إلا بالوعيد والتهديد.. إسترخصوا الوسيلة فإذا الشعب رهين.. مسؤولون عن شريان الدم النازف ، غير عابهين ولا آسفين..

وطن إغتصبته سنوات الظلمة، وإستباحته جرذان الطاعون، وعقرته مصالح الطامعين من كل لون ودين؛ فما عاد يعرف للوحدة طعماّ ولا للألفة مكان.. وطن نزفه لن يتوقف، و أمله يتبدد.. وأرضه تتمزق، ومن هول مصيبته؛ يثأر من نفسه، يأكل من لحمه، يلعن يومه..

وطن رصفت طريقه النكبات، فما أن ينهض حتى يكبو، وما أن يصحو ثانية يكبو.. لم تسعفه السياسة بشيء، ولا أكسبته الحجارة بمنفع.. شبابه نهب, ، بين مطاحن المتلهفين وشعارات المتحمسين، تلتهمهم خنادق النكبة الجديدة، ليسقوا شجيرات الزيتون، عبير الدماء..

وطن كبلته قيود الوعد ، وإستأسدت بإسمه "جيوش القدس"، من أقصى المغرب حتى طهران،

فهل يكفي عام ..؟ هل يكفي عامان..؟ بل، ألم تكف ستون..؟

لقد كان لنا فيكم أسوة حسنة، وبارقة أمل لمستقبل وضاء.. فهل أقسمتم، أن تنعق البوم في الديار، وأن تثكل النساء، وأن تيتم الأطفال، وأن تموت العصافير في الأعشاش..؟ أم أن تكتب قصة عن شعب يوماّ كان...

أن نخفي حزننا ونكظم غيضنا على محنتنا في العراق، فلنا ما نعلل به النفس، من "كلام معسول"، أو "غد مأمول"..!؟
ولكن الذي يجري في وطن النكبات؛ ترتجف له قلوبنا، و يعتصرنا الألم، وتبيض عيوننا حزناّ..

لماذا يقتتل الفلسطينيون..؟؟ لماذا ينتحر الفلسطينيون..؟؟
سؤال يعرف جوابه الجميع، إلا ضحايا النكبة..!!؟

فهل سيحسم سياسيو حماس وفتح الأمر، ويستجيبوا لنداء العقل، ويخمدوا لهيب الفتنة، ويقطعوا الطريق على مؤججي نار الحرب الأهلية، التي أطل لهيبها برأسه من وراء الحدود، ويصونوا وحدة شعبهم المكافح من أجل كرامته وحريته، ويحقنوا دماء أبناء هذا الشعب النبيل..!
إنهم وحدهم من يقدر، ووحدهم من يتحمل مسؤولية هدر دماء الأبرياء، من الأطفال والنساء والشيوخ.. وحدهم من يتحمل مسؤولية العشرات من الشبيبة الفلسطينيين، الذين يتساقطون صرعى مصالح وأجندات مختلفة للساسة المتصارعين..!
إن فك إرتهان الشعب الفلسطيني من هذه الدوامة المدمرة، لن يتحقق إلا بفك الإرتباط بين قياداته السياسية المتصارعة، والتخلي عن أي أجندات لمؤثرات وتدخلات أقليمية وأجنبية، والتمسك فقط بأجندة الوطن، وحل المليشيات المسلحة بكل أشكالها، والإحتكام الى الشعب بكل فصائله ومكوناته في إدارة نفسه، ونبذ التسلط وإحتكار السلطة واللجوء الى الحوار والتوافق الديمقراطي، وهذا لعمري، أضعف الإيمان..!