| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

باقر الفضلي

bsa.2005@hotmail.com

 

 

 

الخميس 13/7/ 2006

 

 

الفلتان، وما بعده الطوفان..!

 

باقر الفضلي

ألدماء العراقية ألمسترخصة أليوم، هي الورقة ألأكثر مردودا، وألأكثر نجاحا ، في عملية ألصراع على ألسلطة في ألعراق، ولا يهم بعد ذلك، إن كانت هذه ألدماء قطرات زكية أم بحاراّ مهدورة..!؟ ولا يهم إن كانت هذه ألسلطة محلية، أم أقليمية أم مركزية..!

ألمتصارعون على ألسلطة، وبدم بارد، يطلقون ألأستنكارات، ويدينون ألقتل على ألهوية وجرائم ألتفخيخ وألأختطاف، ويتبادلون ألأتهامات وأللعنات..!؟؟

قوى ألأمن وألداخلية وألجيش، تتبادل رمي ألكرات بعضها في ملعب البعض ألآخر، والجميع ضالعون في لعبة ألصراع، ألتي أوقدت نارها فتنة ألمحاصصة، وأججتها ألتوافقية ألمدروسة، وضحايا هذه ألقوى ألأمنية ألتي تتساقط يوميا بالعشرات، هم ضحايا تلك أللعبة ألمقيته، علمت ذلك أم لم تعلم ..!

السيد رئيس ألوزراء يعد حقائبه للسفر ألى واشنطن، مشغولا بأمر ألأنتهاك ألفض للجنود ألأمريكان، على حرمة ألشهيدة عبير وعائلتها ألمغدورة، وطلب رفع ألحصانة عن ألجنود ألأمريكان.مكرراّ "ألأنتصارات" ألتي حققتها "ألمسيرة ألجديدة"، أكثر مما هو مهموما بحصاد نار ألصراع ألطائفية، ألتي وجدت من يسعرها ويذكيها لأمر في نفس يعقوب...!؟
مجلس ألنواب ساحة لصراع ألأتهامات، وخطابات ألشحن ألطائفي، وندب ألأستغاثات..! وأسئلة ألسيد رئيس لجنة ألدفاع وألأمن ( ألعامري) ألموجهة بأسم ألبرلمان ألى وزراء ألدفاع وألداخلية وألأمن، في 13/7/2006 جاءت عمومية فضفاضة، بعيدا عن تحديد ألمسؤوليات..!
أما أجوبة ألسيد وزير ألدفاع (ألعبيدي) ألمعلن منها فكانت أكثر غرابة وأكثر تطرفاّ في ألأختزال؛ فمن يسفك دماء ألعراقيين من كل ألأطراف إنما هم "ألمتطرفون" من رجال ألشيعة وألسنة، ليس غير..!؟؟ وكأن ألأمر لا يتعدى كونه حرب شوارع بالحجارة يتبارى فيها ألصبيان أيام زمان..!!؟
ألخطة ألأمنية ألتي طبل لها وزمر كثيرا؛ منحت روحا جديدة لهذا ألصراع، وأعطته أداة شرعية جديدة، لتغزل ألأطراف ألمتصارعة وذات ألتشكيلات ألمسلحة غزلها على نولها ألذي تريد، لتوصل ألأمر حد ألفلتان ألكامل، وعلاماته ظاهرة للعيان، ليعطي ألقناعة للمفزوعين، ألمطاردين، بقبول ألعيش ، شاؤوا أم أبوا، في كانتونات ، سنية أو شيعية، وسطية كانت أم جنوبية، غربية أم شرقية، فألكل يبكي على ليلاه..!؟ إذ لا سبيل لتحقيق ذلك كما يبدو، إلا بألمزيد من مسيل ألدماء، فألدماء وحدها من يرغم ألناس على ألأستسلام، ويحقق ألأحلام...!؟؟
فكلما يزيد مسيل ألدماء، كلما تعالت ألدعوات للعزلة ألطائفية، حتى يأتي أليوم ألذي تكون فيه مطلبا جماعياّ ومآلاّ لا بد منه لنيل ألأمان..!؟
فألناس إن رغبوا فهم صاغرون، وإن أحجموا فهم مساقون..!

من يدفع ألثمن ومن يحصد ألنتيجة..؟؟
من يتحمل ألمسؤولية ومن يدرأ ألكارثة ألقادمة..؟؟

ها هي ألعملية ألسياسية ألجديدة تتخبط بدماء ألعراقيين، وعقلاءها من جهابذة ألسياسة وألحكمة، وأساطين ألكفاح ضد ألدكتاتورية، عاجزون حتى عن حماية أنفسهم، مشغولون بألأصطياد في عكر ألماء لبعضهم بعضا.
أليس ألقادة ألسياسيون من جميع ألطوائف، ألذين قبلوا ألضلوع في ألعملية ألسياسية، هم أولى من غيرهم للمبادرة ألى وقف نزيف ألدم ألعراقي..؟! ألا يتحملون قبل غيرهم مسؤولية هذا ألتداعي ألمخيف للأحداث..؟! أليس بمقدور هؤلاء ألقادة أن يجلسوا ويتحاورا بدلا من كيل ألأتهامات وشحن ألشارع بزيت ألنار ألطائفي..؟!
اليست ألحكومة ألحالية هي نتاج توحد كافة المكونات صاحبة ألعملية السياسية، كما يدعون..؟!
أوقفوا مسيل دماء ألعراقيين أيها ألسادة ألحكام ألمتوحدون، وحلوا خلافاتكم وراء ألطاولات وليس وراء متاريس ألشوارع..! وحدكم قبل غيركم من يتحمل مسؤولية أمن ألمواطنين، ولا تلقوا ألكرة في ملعب ألناس ألأبرياء، فقد جردهم صراعكم حتى من إمكانية ألدفاع عن أنفسهم..!؟ ضعوا ألعقل في ألرأس، قبل أن يضيع ألعراق وتضيعون..! نحوا جانبا مشاريعكم ألخاصة، وألتفتوا ألى مصلحة ألوطن، فليس من مصلحة أخرى، أسمى وأعز منها، فالعنف وألأحتراب، ما بعده إلآ ألدمار وألخراب..!؟
لقد أفسحتم بصراعكم ألدموي ألطائفي، في ألمجال أمام ألأرهاب، أكثر من صراعكم ضده، حتى ضاعت ألحدود، وقلبت ألموازين..!؟
فأطفؤا لهيب ألفتنة ألطائفية، قبل فوات ألأوان؛ فليس بعد هذا ألفلتان إلا ألطوفان..!