| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسل أودو

 

 

 

الجمعة 8/2/ 2008



أنقذوا العراق ..... من محمود أحمدي نجاد

باسل أودو

بدأ التيار اليميني المحافظ في ايران ، وبعد استلام مراكز السلطة والقرار ، بتصعيد توجّهاته القومية الشوفينية والطائفية ، ونقلها من مجرد رغبات وتمنيات الى التوجّه نحو فرضها على دول وشعوب ، وعبر تنظيمات موالية له ، أنشأها أو كانت موجودة أصلا ، وذلك من خلال الدعم المادي والعسكري والأعلامي وحتى عن طريق المشاركة الفعلية لقواته ( الحرس الثوري ) .

هذا التوجه برز علنا وبشكل جنوني ومتهور ، بعد سقوط النظام الفاشي الديكتاتوري في العراق . بروز هذا التوجّه وانتقاله الى المجابهة العلنية ، كان نتيجة الخشية في انتقال التجربة ، في حال نجاحها وستنجح رغم أنفهم ، انتقالها الى ايران ، نظرا لتشابه الطبيعة الأستبدادية والديكتاتورية بين النظام البائد وبين نظام التخلف في ايران ، ولتطابق معاناة الشعبين من سياسات النظامين ، وتطابق الأجراءات الديكتاتورية لكل حملة الفكر الشوفيني الطائفي ، سواء من كان في السلطة ، أو خارجها من منظّري الطائفية المقيتة الداعين للتصالح مع الحاكمين الديكتاتوريين والمعادين لأفكار الديمقراطية والتّحضر والتّقدم .

عليه بدأ النظام الأيراني ، وبمعاونة أتباعه ، بالبحث عن مناطق نفوذ له ، تكون له معينا وساندا في المواجهة مع تطلعات الشعب الأيراني للأنعتاق مما يعانيه من كبت حريات وعلى كل الأصعدة اولا ، وثانيا لمواجهة الأتجاه العام لشعوب المنطقة ، المؤثر بنتائجه عليه ، نحو الخلاص من ديكتاتورياتها السياسية والأقتصادية وثقافاتها .

أتذكر سؤال أحد صحفيي مجلة الحرية الصادرة عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، سؤاله لشاه ايران الديكتاتوري ، عن لحظة أتخاذه قرار التنازل عن العرش والمغادرة ، فأجاب بأنه كان يشاهد تسجيلا لأحدى التظاهرات ، وكانت الدبابات تتقدم باتجاه المتظاهرين ، وأذا بطفل لا يتجاوز عمره الخمسة عشر عاما يتقدم المتظاهرين ممدّدا جسمه أمام زنجير الدبابة في محاولة منعها من التّقدم ، عندها أدرك الشاه المقبور مدى الأستياء والمعاناة والكره من قبل الشعب الأيراني والتي وصلت مدارك الأطفال ..... فقرر الرحيل .

لست هنا بمدافع عن مشاعر الشاه الفاقد لكل مشاعر انسانية ، ولكنّي أدافع عن بقية من المنطق والعقل التي يجب
أن تبقى في زحمة السيطرة الفكرية اللاعقلانية واللامنطقية في عقول حكام المنطقة .

فغرور وعنجهية الرئيس الأيراني والثقافة السياسية شبه المعدومة ، والخبرة المعدومة في أصول التعاملات السياسية الدبلوماسية مع دول العالم ومع الأحداث ، تقود أيران الى مآزق ليست في صالح شعبها وشعوب المنطقة.

فهذا الأصرار على اللعب وبمختلف المواضيع والأتجاهات ، يساهم ليس فقط في تقريب نهاية النظام الأيراني وأتباعه ، بل في جلب الويلات والأذى لشعوب المنطقة .

فأن تمتلك الطاقة النووية لأغراض سلمية ، حق مشروع ، ولكن تطوير تلك الطاقة لأغراض عسكرية تدميرية فنائية وبأيدي وعقول متطرفة ومجنونة وغير سويّة ، وعلى أستعداد لأستخدامها كرد فعل مزاجي ، غير آبه ولا مهتم لنتائجه ، هو المشكلة الكبرى . ولم يكن من قبيل الصدفة تطوير أيران لأسلحتها وصواريخها المتوسطة والبعيدة المدى ، وتصريح رئيسها المخبول حول فناء اسرائيل ، أو التهديد المبطّن لدول المنطقة .

ان البحث عن مواقع السيطرة والتأثير من الجانب الأيراني ، المستعيد لنفس سياسات الشاهنشاه بهلوي ، يأتي في وقت غير مناسب وغير واقعي ، نظرا لما انتهت اليه الأوضاع في المنطقة والعالم ، وتوضّحت وثبّتت المواقع والفاعلين فيها .

ان المحاولات الفاشلة بالضغط على مراكز القوة في العالم ، وتهديدها ، أثبتت فشلها عمليا ، لضعف الأمكانيات المادية والعسكرية بالمقارنة ، وضعف ان لم يكن انعدام شعبية الأنظمة ، لما تعانيه شعوبهم من سياساتهم .

ويظهر هذا خاصة في أيران ، عبر سلسلة من الأحتجاجات الشعبية عن ممارسات النظام ، وعبر تطور الأنحيازات الشعبية نحو قوى اصلاحية هي أحسن السييئين ، وعبر الأزمات داخل النظام نفسه والتي تجد تعبيرها بالأستقالات من المناصب الحسّاسة أو بأبعاد وأقالة المختلفين مع سياسات النظام .

ان سياسة المراهنات الأيرانية على اشعال الأزمات ، عبر التدخل المباشر في شؤون الدول ، كالعراق ولبنان وفلسطين ، واثارة النزاعات والحروب الأهلية ، لأهداف الضغط ، ان هذه السياسة تقود ليس ايران وحدها الى الدمار ، بل يقود تلك الدول الى الهلاك وبحور الدماء . وهذا ما يجب أن تنتبه له القوى الموالية لأيران في تلك الدول ، وأن تستجيب لمصالح وتطلعات شعوبها ، لا لمصالح فئة حاقدة متعصبة خارج أوطانها . وليستفيدوا من تأريخ هذا الولاء وما جنوه وجنته شعوبهم منه .

فأن تكون لديكم قناعات فكرية ، لا يستوجب ، وبحكم الوطنية والتجربة التأريخية القريبة والبعيدة ، لا يستوجب الأنقياد الأعمى ، أو الجهوزية الدائمة لتنفيذ املاءات دول وأشخاص ، مهما كان موقعهم السلطوي أو الديني أو الآيديولوجي ، بل يجب امعان النظر واْعمال الفكر في خصوصيات البلد ، لا أن تكون شعوبنا ضحايا سياسات
مخبولة وهوجاء لبلدان أخرى .

فما الذي جنته الشعوب من سياسات فرض الأفكار والممارسات والسياسات وبالقوة . ليس هناك من مثال ناجح أبدا ، ولن يكون هناك ، تجربة صائبة في سياسة الفرض بالعصا والسجون ، ومهما طال أمد السيطرة السلطوية ، فستكون النتائج ، المزيد من التخلف والأنقسام الأجتماعي والمعاناة الأقتصادية .... ونهاية مأساوية لفارضي ومنظّري تلك السياسات .

ان الدفاع المستميت أو المجاملة لسياسات النظام الأيراني ، يجب أن يوضع حدّ لها ، خاصة في العراق . وأن يتم الأبتعاد نهائيا عن تقديم التيريرات للممارسات الأجرامية المكشوفة لهذا النظام ، والتي فعلها وتأثيرها في زعزعة وتأزيم الأوضاع في العراق ، ليس بأقل من، ان لم يكن أقوى ، من تأثيرات الأرهاب القاعدي - الصدّامي ، هذا ان لم يكن هناك تنسيق متبادل بينهما ، بحكم الأستفادة المشتركة من النتائج المرجوة .
 


 

Counters