| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسل أودو

 

 

 

السبت 26/1/ 2008



مساهمة على طريق

" الأسلوب الصائب لتناول هوية شعبنا "
الأسلوب الأمثل لحل قضية هوية شعبنا

باسل أودو

شخصيا ، أحاول أن أبعد نفسي عن الحوار في الأمور الدينية والقومية ، الاّ أن البشر عموما ، والكتاب والمهتمين بالشؤون العامة ، خصوصا ، يدخلون ساحة حوارات في شأن ما (مرغمين) لشعورهم بأهمية المساهمة في مواضيعها لأنها تخص وجودهم وأنتماءاتهم .
ما شجعني للكتابة في هذا الموضوع ، هو الأسلوب الهادئ والفكرة الواضحة والصراحة ، التي تمتّع بها الأستاذ جميل روفائيل في مقاله " الأسلوب الصائب لتناول هوية شعبنا ...." وطريقة طرح الأفكار الواردة فيه ، والمنشور على موقع الناس .
وأود أن أبين ، كما الأستاذ جميل ، بأن هذا ليس ردا بل أسهامة متواضعة على طريق الحوار الهادئ والعلمي .
المعروف بأن أي باحث في أي شأن كان ، عليه أن يحدد المنهج الذي يتّبعه في ملاحقة ودراسة أية ظاهرة أو قضية أو موضوع . لذا ، أعتقد ، بأن على المتصدّين لهذا الشأن المعقّد والشائك ، وأنا لست منهم ، عليهم أن يحدّدوا أولا أي منهج يتّبعون للوصول الى نتائج حقيقية تخدم بحثهم ودراساتهم والمستفيدين من تلك النتائج .

فلحد الآن ، وعلى حد علمي ، لم نحدد الأسلوب والطرق الواجب اتّباعها للوصول الى الحقيقة التي نبحث عنها بخصوص التسمية ، فما بال المنهج الواجب اتّباعه .
كأن يصار الى تشكيل لجنة من الباحثين المختصين الحياديين جدا ، وتوفير الأجواء المشجّعة لها من أموال وكتب وتنقّل آمن وتوفير مصادر بحث ... الخ والأعتماد على نتائج أبحاثهم ودراساتهم ، مع ضرورة الأنتباه الى المنهج الذي يتّبعوه عند تحديد مواصفاتهم ، والأقرار المسبق بنتائج بحوثهم ودراساتهم ، وعدم العودة الى نقطة الصفر ثانية بعدها للكل الحق في الأختيار .
ولا ضير طبعا ، بل من المفيد ، الأستفادة والأستزادة من الخزين المعلوماتي أو الموروث من معلومات أثناء العمل والتّقصي والبحث ، شرط أن لا يكون هذا الخزين مصدرا وحيدا أو أساسيا يعتمد عليه ، بل مصدرا مشجّعا ومساعدا لما سيتم الوصول اليه أو (الأقرار) به ، وبرهان اضافي على صحة أو عدم صحة نتيجة من النتائج .

اؤيد وبشدة الأستاذ جميل روفائيل في نقطة التعميم التي أخذت تكثر هذه الفترة ، في الكتابات خاصة .
وأضيف ، ان كان لي حق الأضافة ، بأن اتفق غالبية الناس أم لم يتفقوا في شأن ما ، فليس بالضرورة ، علميا ، أن يكون رأي الأغلبية هو الصائب دائما ، ولنا في تجارب تأريخية سياسية وعلمية واجتماعية معروفة لكل المهتمين ، بأن الأغلبية كانت على خطأ في كثير من المواقف والمنعطفات والآراء ، وأثبتت الأقلية ، وبعد عقود ، بأن آرائها كانت هي الصحيحة .
فالممارسات التي يقوم بها عدد كبير من أبناء طائفة ما ، لا تعني أن تلك الأغلبية تفكر وتمارس بشكل صحيح .
ولكي يكون رأي الأغلبية معتمدا ومن الممكن الأتكاء عليه ، فهذا يتطلب توفر مستوى عال من التقدم الفكري والحضاري والوعي الثقافي الذي يمتلكه غالبية أبناء مجتمع ما .
هذا ايضا لا يعني ثبات ودوام صحة الرأي ، بل من الممكن تغييره مع حركة وتطّور الواقع العلمي والموضوعي ، اعتمادا على الأيمان بقناعة أن لا هناك حقيقة مطلقة ، فكل يوم وكل ساعة لدينا من الأكتشافات ما يدفعنا الى المراجعة الدائمة لقناعاتنا ومسّلماتنا بعيدا عن التّعصب والأفق الضّيق .

أخيرا ... ألم يحن الظرف لنقل كل الدعوات والأفكار والطروحات بهذا الشأن ، نقلها الى مرحلة متقدمة من الدراسة والبحث والأستقصاء ، وأن ننهي هذا الدوران في نفس الدائرة المغلقة .



 


 

Counters