| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسل أودو

 

 

 

الخميس 24/1/ 2008



وطن اكثر حرية وشعب اكثر سعادة
(1)

باسل اودو

من منّا لا يتذكر الأيام السوداء للنظام الفاشي الشوفيني الطائفي قبل سقوطه في 9/4 / 2003 . الاّ أن البعض من كتّابنا الأجلاء ، وفي محاولاتهم المخلصة لتقييم الوضع بعد سقوط النظام ، حوّلوا التركيز على تأريخ النظام وجرائمه لخمسة وثلاثين عاما ، مع فضحهم له ، الى التركيز على فترة ما بعد سقوط النظام او كما يسميها البعض بالأحتلال .
كلنا يعلم بأن التوجه نحو اسقاط النظام من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، قد بدأ بالتخطيط له بعد غزوه (او دفعه لغزو) الكويت ، حيث بدأت عملية اضعافه ونخر الأسس الأرتكازية التي يستند عليها ، من خلال فرض الحصار الدولي عليه وفي كل المجالات السياسية والأقتصادية والعسكرية .
أثناء حرب تحرير الكويت ، تم ضرب وتحطيم كل البنى الأرتكازية الأقتصادية والعسكرية ، وبذلك تكون القوى المهاجمة قد تخلصت من ركيزة هامة لا يستطيع بعدها التعويض عمّا فقده من مستلزمات للمغامرة ثانية ، مترافقا مع قرارات ملزمة ومتابعة بدقة ، اصدرها مجلس الأمن الدولي .
أما في المجال السياسي ، فمن المعروف ، انه تم عزل العراق دوليا وأصبح بعيدا جدا ومقطوعا عن التأثير في المجتمع الدولي ، لا بل اصبح المتأثر فقط ، وبشكل سلبي ، بكل الصراعات الدولية ، والذي انعكست اّثاره على المجتمع العراقي بعزله عن الحضارة العالمية في كافة ميادينها العلمية والثقافية ، وحرمانه من التواصل مع اخر انجازات البشرية في كل العلوم والثقافات .
مما أثّر سلبا وبتقدم سني الحصار على الواقع العلمي وعلى التطور الثقافي والحضاري للمجتمع العراقي ، والظاهرة جدا اثاره اليوم لكل المتتبعين والمتابعين .
هذا كان المجال الأكثر اجراما بحق شعبنا ، ونحن نلاحظ الان انحيازاته الفكرية وسلوكه الأجتماعي المتقبل بسهولة لكل الأفكار المتخلفة والشعوذات والممارسات الخاطئة ، وما يعانيه من صعوبة فرز بين القوى المخلصة لتطوره والقوى التي تريد توجيهه وفق نظريات السلف والثبات واللاحركة نحو الأمام الدينية ، والذي يظهر واضحا جلّيا في مجموعة الأحداث اليومية منذ سقوط النظام لحد الان .
فهل خطط لهذا الوضع الأجتماعي مسبقا للحصول على هذه النتيجة ؟
بأعتقادي أن دولا مثل الولايات المتحدة تعمل وتخطط وفق دراسات لتهيئة وضع معين مناسب لتقبّل سياساتها وبرامجها وشروطها ، فلديها من مراكز الدراسات المهمة التي تقدم ارائها واقتراحاتها ، العشرات .
فهل كان علينا امام هكذا صورة للنظام السابق المقبور وأمام هكذا (حل) من قبل الولايات المتحدة وحلفائها ، هل كان علينا رفضه ومقاومته ؟
كل الذين ذاقوا مرارة وعنجهية واجرام النظام المقبور ، يعلمون جيدا ويقرون وبلا تردد ، ولو في الخفاء ، بأن اسقاطه كان لا يمكن أن يتم حتى في الأحلام ، ولو تفاءلنا قليلا وقلنا ممكن ، فيجب ان نسأل انفسنا متى ؟
وحتى ذلك اليوم ما الذي كان سيحصل لشعبنا وهو يعيش تحت قسوة نظام أرعن مخبول و (قائد) مستهتر ببلاده وشعبه ؟
الكل يعلم انه قبل سقوط النظام اعترضت بعض قوى المعارضة على قرار شن الحرب على العراق واسقاط النظام بهذه الوسيلة ، ونفس تلك القوى تساهم الان وبشكل متفاوت في القوة والتأثير في توجيه وقيادة البلاد .
اذن هي النظرة الواقعية ، أن لا سبيل لأسقاط ذلك النظام الا عن طريق قوى عسكرية عظمى والعمل على قيادة البلاد والتعامل مع تلك القوى بروح وأفكار واقعية ايضا .
الولايات المتحدة الامريكية اسقطت النظام لا لسواد عيون شعبنا او تنفيذا لوعود قطعتها لبعض أطراف المعارضة بأمكانها التنصل عنها ، فللولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهم مصالحهم الدولية والأقليمية ، وما العيب في ذلك ، ومتى كان دفاع الدول عن مصالحها عيبا ، فنحن لنا مصالحنا ايضا ، ولكن الفرق في من يستطيع فرض الجزء الأكبر من مصالحه ، على الأقل ، وأجندته على الاخر ، وهذا يستوجب ما يملكه كل طرف من امتيازات اقتصادية وعلمية وتأثير سياسي عالمي ومواد خام وخيرات ومنابع واحتياطات نفطية وموقع ستراتيجي وأسواق تصريف وألخ (لا شعارات) ... لكل من الطرفين .
اذن هل من الصحيح ان نشيّع في تابوت الأفكار الوطنية التقدمية المخلصة ؟
ابدا ... انما ، بأعتقادي ، ان الصحيح أن نضع تلك الأفكار في الواقع العالمي الجديد وبأسلوب ابداعي خلاّق جديد . لسنا نحن التجربة الوحيدة في اسقاط الأنظمة عن طريق قوى عسكرية خارجية ، بغض النظر عن الظروف والأسباب ، وليس العراق البلد الوحيد الذي يفرض عليه نظام سياسي بالقوة ، فهناك بالتجربة العالمية ما يشجّع على نجاح تجربتنا ، لو تم التعامل معها من قبلنا بشكل واقعي ومخلص .
اليابان ، المانيا .... تجربتين لا أحد في العالم يستطيع ان ينتقد ديمقراطيتهما الرصينة وتقدمهما العلمي والحضاري والأجتماعي .
لست بصدد المقارنة ، ولكن في العموميات ، بالأمكان الأستفادة من تلك التجربتين .

يتبع
 


 

Counters