| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسل أودو

 

 

 

الثلاثاء 1 /4/ 2008



في الارادة والثقافة والقرار

باسل أودو

يعتبر أسلوب الدخول أو ألمدخل ، واحدا من أسباب النجاح المرتجى للفعاليات والأفكار والأعمال والنشاطات والممارسات والسياسات .
لذا يهتم المبدعون ، ويولون أهتماما ، وفي كل المجالات ، بالمقدمات والمداخل ، لغرض تحقيق الأنجذاب المتواصل ، وتحقيق التعايش والأستمرارية مع تطورات الحدث – الأفكار .

منذ سنّي البشرية الأولى ، ولا يزال ، للأرادة الطوعية ، الدور الأهم في تكوين التشكيلات الجمعية ، خاصة تلك التشكيلات المكوّنة عبر قناعات بالأنتماء الطوعي التضامني .

وأثبتت تجارب البشرية الناجحة ، بأن تلك التشكيلات حافظت على ديمومة كياناتها واستمراريتها ، بفضل توفّر القناعة الطوعية أيضا . بأستجابتها لمتغيرات الأوضاع والظروف ، وملاءمتها مع منطلقاتها ، بما يخدم ، ولا يتعارض في نفس الوقت ، مع توجهاتها المهتمة بشؤون الأنسان .

متناقضة ، تلك التشكيلات ، مع تشكيلات أخرى قامت وتشكّلت على الخوف والأرغام والأرهاب والقسوة ، وأشاعة الرعب ، بسبب عدم توفّر القناعات بالولاء والأنتماء الطوعي . لذلك كان مصيرها ، دائما ، محدودية تأثيرها وزمنها ، والتغير الدائمي في أختيار عناوين واجهاتها .

أن الأعتماد على العددية لدى التشكيلات ، واعتبارها مؤشرا لصّحة الآراء والأفكار والتوجهات ، بات يشّكل مأزقا ، أدّى وسيظل يؤدّي ، الى قرارات تقود تلك التشكيلات الى سلوكيات ، لا تضر التشكيلة وحدها ، بل تعمّ أضرارها باقي التشكيلات والمجتمع المستقل .

فللوصول الى تشكيلة جمعية متضامنة وذات ولاء طوعي ، يمكّن قادتها أتخاذ القرار الصحيح في الزمن الصحيح على تلك التشكيلة ، أن تكون ذات ثقافة تعتمد الحيادية في التعامل الفكري والسياسي ، والصدق في الطروحات والمواقف ، والأحترام في التعامل مع الآخرين .

أنّ هذا لا يعني أبدا ، بوجوب أو أفتراض ، التطابق الفكري أو التحليلي بين أفراد التشكيلة ، ولكن ، في تعميم الثقافة الآنفة الذكر ، يتحقق القسم الأكبر من القناعة التضامنية الطوعية ، بين أفراد التشكيلة والتشكيلات الأخرى .
انّ هذا التوجّه هو الهدف الأقصى لوضع محتمل تحقيقه . لذا لابد من البداية – المدخل – الدخول ، وأختيار بوابته الصحيحة المؤدّية الى النتائج الصحيحة . والمختصرة لتجارب واقعية وطنية أو خارجية ، تجنّبنا الوقوع في أفخاخ المآسي ، وخسارات السنين ، و دموع الندم .

أنّ أعتماد ثقافة ، أن الجميع متناقض مع الجميع ، وأن على الجميع أقصاء الجميع ، نكون ندفع بالجميع الى البحر للأغتسال والتصفية ، هذا ان بقي من الجميع أحد يحمل المصفاة ، على أن تكون مصفاة حيادية ، أقتنعت بأن الغرق قد شمل الجميع ، وعليه يجب الشروع بالأنقاذ والتصفية .

أن نسمّي الأشياء بأسمائها ، والأحداث بمقدماتها ، والظروف بأسباب حصولها ، نكون قد أختصرنا زمنا نحو التقدم أمّا أن نكون أبطال حدث متكرر دائما ، ونعتمد أسلوب الهزيمة والأنتصار الحربي العسكري المؤقت في ساحات (قتال) ثقافات وقناعات تفترض التناقض وعدم أمكانية أيجاد المشترك ، فكأننا نعتمد الأنتحار أسلوبا ، والهدنة الحربية فرصة لأستجماع القوى ، مراهنين على جولات قادمة ، مانحين الخراب أستراحة ، مزيدينه مساحة و بشرا ، عائدين الى خراب جديد .

أنّ تأسيس الثقافات الحضارية ، لا يكون بقرارات وادّعاءات ومزاجات ظرفية أنعكاسية ، بل بقناعات وتطبيقات عملية ، يتم مراقبة نتائجها على الجمع ، وأنجازاتها في السلوك اليومي ، للأندفاع قدما نحو أبداعات أكثر تقدّما وتعميمها ونشرها .

فهل ما حصل في العراق من أحداث ، بعد سقوط نظام الرعب والتخلف والديكتاتورية ، قد خضع لدراسة عملية ، من قبل القائمين على التغيير السياسي – الثقافي في العراق . بالحوار الهادئ المحايد المنصت ، المنصف ، بالأحترام المتبادل . دراسة تحاور أيجابي مخلص ووطني ، لمقدمات الأوضاع والأحداث وأسباب التدهور ، للخروج برؤى وسياسات مشتركة وعملية ، تنقذ البلاد من أوضاع مستمرة الأنحدار نحو هاوية الأنتحار .

أم أن سياسات الأقصاء والتعالي والغرور والمصالح الضّيقة ، ونشر وترويج ثقافات التعصّب الديني والقومي والطائفي ، هي ألتي غلّفت سنيّ أحلام الرغبة بالتغيير والتطور والتقدّم .

قرارات الصراع الحزبي وسلوكيات تطبيقها ، ملاذات تسييس المراجع ، أنفعالات العناد والتعصّب ، تشوّهات القناعات ، أنعدام الولاءات الوطنية ، أستفزازات الأحتفالات الدينية والقومية ، وغيرها من المظاهر ، هي ألتي سادت تجربة الأنتظار القروني الشعبي العراقي .

على الجميع ، وبأمل من الشعب ، أن يمتلك جرأة أتخاذ قرار جمعي ، بالتّحول من حوارات الأتّهام والشكوك ، الى حوار بناء الوطن وتحقيق أحلام السعادة والأستقرار .



 


 

Counters