| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسل أودو

 

 

 

 

الخميس 17/1/ 2008

 

من هم عاشقي اوطانهم ؟

باسل اودو

كتبت وطرحت في السنتين الأخيرتين خاصة ، دراسات وأفكار ومشروعات عن الوحدة الوطنية العراقية والمصالحة الوطنية وأتخذت قرارات لتعزيزها وعقدت الأجتماعات والمؤتمرات التي لا يمكن ابدا حصر عددها... كل هذا بغية الوصول الى حلول توقف انهار الدم العراقي التي ان استمرت ستتحول الى بحار دم .
ولم يجد الأبرياء من ابناء شعبنا ، المتلقي لنتائج الصراعات ، أي شئ عملي حقيقي وملموس على ألارض ...فهل تساءل مقرري احوال الشعب المتفاوضين على ما سيكونه وضع شعبهم ... والمجتمعين دائما في افضل وأرقى ألابنية والمتمتعين بأكلات امهر الطباخين التي لم تنفع في تغيير طرائق تعاملهم ........هل تساءلوا لماذا لم يستطيعوا ان يحققوا لشعبهم اي وعد قطعوه في بياناتهم .
من المؤكد انهم لم يسألوا انفسهم ولا مقابلهم في الصراع عن السبب ... وألاّ لكانت السنين الماضية كفيلة بسد الثغرات وتلافي الاخطاء وابداع حلول جديدة .
ولنتأمل هذه التساؤلات .
1- هل يجوز ان نتفاوض كشعب فيما بيننا عن طريقة لأيقاف القتل والتقاتل .
2- بمعنى ان المتفاوضين كقيادات فرضت كل منها نفسها على جزء من شعبنا وخاصة القيادات الدينية والطائفية ....اقروا بوجود توجيه لجماهيرهم الميليشياوية بأتباع اسلوب العنف وحتى العنف المتطرف للوصول الى اهداف تمنح هؤلاء القادة مواقع تجعلهم يجنون منها مكاسب شخصية ودينية وطائفية ضيقة على حساب الناس البسطاء الابرياء .
3- ان كانت الأمور بالبساطة المطروحة في وسائل الاعلام ومن خلال تصريحاتهم (القادة) فلماذا ألأتكاء على الدول الاخرى وكل حسب انحيازاته الطائفية والسياسية للتوسط والتدخل .... ووصلت لحد المطالبة بتقديم الضمانات بعدم التعرض والاساءة لأي من تلك الاطراف من قبل الطرف الاّخر .
الا يعلم هؤلاء القادة (السياسيين) بأن تلك الدول (الضامنة) لها اجنداتها وسياساتها الداخلية والاقليمية والعالمية وضليعة في مثل هكذا صراعات وكيفية تأجيجها ... ولها الخبرة الكافية في سبل تمرير شروطها وفرضها على الجميع لغرض النأي بنفسها عن تأثيرات عراق ديمقراطي فدرالي قوي متماسك وناجح التجربة ومتين .
فأن كانوا يعلمون فتلك جريمة وان كانوا لا يعلمون فليتعلموا فن السياسة والمساومات .
فهل نستطيع ان نحب وطننا فيما بيننا ؟ فلنجرب .
4- الى متى ستظل النظرات القومية والطائفية والدينية الضيقة بل والموغلة في الضيق تتحكم في طرائق واسلوب التعامل السياسي حتى لدى مدعّي الأفق الواسع والستراتيجي .
ان ندافع عن قومياتنا وطوائفنا وأدياننا ليس بالشئ المعيب لأي أنسان او سياسي ... ولكن ان يكون غاية نضالنا الاقصى هو الوصول الى تحقيق ( النصر المؤزر) لواحدة منها او جميعها على معتنقي الاخريات المختلفة ، بتقديرنا ، فهي الطامة الكبرى والقائدة الى الدمار والخراب ... ونسجل بهذا اعترافنا بأننا لسنا بمستوى مسؤؤلية قيادة بلاد بدليل عدم استفادتنا ممن حاول ان يفرض ضيق الافق القومي والطائفي والديني وانتهى الى قطعة خام ابيض لا اعرف مساحته وحفرة يعلم من حفرها كم هو عمقها وليستفد من دلالاتها .
فالى متى سيظل هذا الافق الضيق المتمثل في رد الفعل تجاه الافق الضيق المقابل والذي يدفع بأتجاه التغاضي عن الافكار والقناعات والتوجهات والافكار . واللهو في الاجزاء وترك القضية الكبرى وسبل حلها لتحل الاجزاء .
5- متى سيتعلم السياسيون العراقيون الانسحاب (الاستقالة) من مواقع المسؤولية عندما يتيقنوا بفشلهم وعدم امكانيتهم في الوصول بالبلد الى شاطئ التقدم والتطور ... وطبعا عندنا اولا شاطئ الامان الذي لم يستطع اي سياسي عراقي مسؤول لحد الان من ايصال البلد اليه منذ مجلس الحكم المحلي الى الان . متى سنتعلم الأعتذار ونطق الأسف وجعلها انطلاقة نحو الصح لا انتقاصا منّا ومن شخصياتنا او دليلا على نقص في معارفنا او وضعنا السياسي والأجتماعي ؟ متى ننبته لما انجزته الحضارة من تقدم مهول ونحزن على هذا التخلف عنه بمئات السنين ونظل نعصر بأفكارنا ونبدع أساليب جديدة للرجوع الى الوراء وبأبداع ؟
6- وأخيرا متى سننتهي من مسك رغيف الخبز بأيدينا ونتفاوض مع مقابلنا حول حصته فيه ونحن نأكل منه قطعة قطعة ونقول له كم تريد منه .. وأذا برغيف الخبز قد شارف على الانتهاء لنقول له .. . ها ما قولك أيكفيك ما تبقّى ؟ وقبل ان يسمع الجواب يكون ما تبقّى قد استقر في المعدة .
هذا الاسلوب العسكري الحربي لا يبني اوطانا يا سادة يا سياسيي الظروف الطارئة ... وأنما يحرق ناسا ويدمر بلدانا .
ام هل امنتم بأن أخطائكم بل جرائمكم بحق شعبكم سوف تنسى بحكم التقادم الزمني وما يعصف به من احداث سريعة .
ولكن اعلموا ورؤوسكم على مخاديد الريش او الحجر ... فلسوف تنفجر وانتم ترون نتائج جمودكم العقائدي والفكري والسياسي والطائفي ... وعدم استغلالكم للفرصة التأريخية والواقعية لحب وعشق الاوطان .

 

Counters