| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسل أودو

 

 

 

السبت 16/2/ 2008



هل تمّ أغتيال عماد مغنية فعلا ؟

باسل أودو

منذ بدأ صراع المصالح والأفكار المتناقضة ، ومعها بدأ أعتماد أسلوب الأغتيالات للمؤثرين الفاعلين في الصراعات ، فالتأريخ يحمل مئات العمليات ، أن كانت تحمل صبغة دينية أو سياسية .

الاّ أن أغلب تفاصيل الأغتيالات ، أن لم يكن جميعها ، ظلّت محصورة ضمن دائرة صغيرة من مخططيها ومنفّذيها ، ممّا دفع المهتمين بهذا الأغتيال أو ذاك وأنعكاساته على وضع دولهم وحركاتهم وأحزابهم ، دفعهم الى الأعتماد على ربط الأحداث وظروف الأغتيال ، الموضوعية والذاتية ، للوصول الى الجّهات التي لها مصلحة حقيقية أو مفترضة في عملية الأغتيال المعيّنة .

هنالك أسباب عدّة لعدم كشف أغلب الجهات عن تفاصيل وأسرار أغتيال شخصّية ما ، واحدة من تلك الأسباب يكمن في الهدف من الأغتيال ، وما يمكن أن يثيره الكشف من تعقيدات تحاول جهات الأغتيال تجنّبها .

المشكلة ، لو تمّ الأغتيال من الجهة الحاضنة للشخصية المغتالة ، أستجابة لظرف ما وتطوراته ، أو نتيجة لصراع
شخصي على منصب في حركة ما أو حزب معيّن .

ففي عملية أغتيال عماد مغنية أسرار تدفع الباحثين على أنعكاساتها المستقبلية على قواهم وبلدانهم ، تدفعهم الى التعمّق في البحث عن ظروفها الزمنية . والأعتماد على التحليلات لعدم وجود جهة أعلنت مسؤوليتها عن الأغتيال .

أسئلة متشابكة ومتناقضة تسيطر على عقول الباحثين عن الحقيقة في عملية أغتيال عماد مغنية وأسبابها .

1- لماذا أغتيل هذا الثعلب الآن ، وفي ظروف مليئة بالأزمات والصراعات في ساحات أختصاص عماد مغنية ، لبنان ، أيران ، العراق . اذا أفترضنا صدق التصريحات الأمريكية والأسرائيلية في عدم مسؤوليتها عن الأغتيال .
ان هبوط أسهم حسن نصر الله لدى أيران ، يدفع الى أيجاد بديل مناسب له ، وهذا ليس بخاف على متمرس ومجرّب مثل نصر الله ، يدفعه الى أنهاء كل من يشّك في أن يكون منافسا قويّا له ، لغرض أخلاء الساحة من متهورين أكثر منه ، ليكون ورقة الرهان الوحيدة لمحتضنيه . فتصريح حسن نصرالله بأنه (خلال الأيام الآتية سنقوم بجزء من واجبنا) يحمل رسائل عدّة لجهات عديدة . رسالة الى الطرف الحاضن يبلغه فيها ، أنه لا يزال يمسك بمراكز القوة والقرار في حزب الله وبأمكانه أزاحة أو محو كل من يرشح أو يتجرأ على المنافسة معه ، أضافة ، وهذا هو المهم لدى نصر الله ، أن عليهم الأعتماد عليه في تنفيذ الواجبات المطلوبة . هذا أضافة لتصريحات أخرى عقب الأغتيال ، تصب في أتجاه تقديم فروض الطاعة والولاء ، والأستعداد لخوض مغامرات أكثر تهورا وجنونية . فهل لنصر الله دورا في عملية الأغتيال .

2- على الصعيد الأيراني ، يعتبر موت الثعلب ، ربحا وخسارة في آن معا . التخلص من عماد ، ربما ، بالنسبة لأيران كان في غير وقته ان كانت قد أعتبرته من ضمن مرشحيها الأحتياط لأستبدال قادتها في مناطق تأثيرهم وتواجدهم وفعلهم . امّا أن كانت قد ساهمت أو أشتركت في قتله ، فأنها تكون قد دفنت معه أسرارا كبيرة وكثيرة خشية فضحها في حال ألقاء القبض عليه واعترافه . أسرارا تضعف موقفها الدولي والأقليمي أكثر . أما لو لم يكن لها يد في عملية الأغتيال فأن هذا سيقودها الى البحث عن الطرف المنفذ ، والذي لو ثبت لديها أنه أحد حلفائها في المنطقة ، فسيقودها ذلك الى تصفية الحساب معه . وما أجمله .

3- هل للقاعدة دور في هذا الأغتيال ؟
المعلومات تشير الى تنسيق بين عماد مغنية وخلايا الأرهاب في العراق والعالم ، والحديث عن تنسيق ، لا بمعنى التحابب والتّصافح ، بل يعني ، وانطلاقا من الأساليب والأهداف الأجرامية المشتركة ، يعني التخطيط والعمل والتنفيذ المشترك للعمليات الأرهابية الأجرامية وتوزيع المهام على الطرفين .
اسلوب التنفيذ في دقّته وأصابة هدفه أصابة مميتة ، يحمل بصمات متمرسين ، أجواء التنفيذ لديهم كانت مريحة جدا ، هذا الأسلوب تميزت به القاعدة .
ولكن ليس بمقدور القاعدة التصريح بهكذا علاقات مع عماد مغنية ، بسبب ادعائها التناقض مع الفكر الشيعي حتى لو كان يشترك معها في العداء لجهة واحدة . ولكنها تتفق في الخفاء مع متطرفي هذا الفكر ، ويتم توزيع الأدوار فيما بينهم . فهل تم تكليف القاعدة بتنفيذ العملية ؟

4- هل كان لعماد مغنية دورا في العراق ؟
ان المعلومات أشارت الى أن عماد هو ألذي أشرف على تأسيس ميليشيا جيش المهدي بقيادة مقتدى الصدر ، كما أشرف على تدريب قادتها وعناصرها في أيران ، وتشير بعض المعلومات ، الى زيارته العراق ، وهذا طبيعي بالنسبة لشخص يشرف على ميليشيا مثل ميليشيا جيش المهدي ألتي تمتلك نفوذا يؤمن له أجواء تواجد مريحة في العراق .كما أشارت المعلومات الى لقائه بقادة قاعديين ارهابيين يعملون في العراق ، ووفّر لهم ملاذات آمنة في أيران .
عليه تدفع هذه التفاصيل الى التساؤل :

* هل قام الثعلب بتنسيق عمل الجماعات المتطرفة والأرهابية ، كلا على حدة أو مجتمعة ؟
* هل ساهم الثعلب في تأسيس تنظيمات شيعية متطرفة جديدة عدا ميليشيا جيش المهدي لتتبادل الأدوار فيما بينها في تنفيذ الجرائم والتخريب وتعطيل العملية السياسية وتعقيدها في العراق ؟ أو بهدف توفير الأحتياطي الدائم لأي طارئ في فكر وتوجّه ميليشيا ما ؟
ان تأريخ حياة وأسلوب عماد مغنية وعملياته ، يشير الى أنها كانت ذو وقع وتأثير في الساحات ألتي أشترك أو خطط لأتباعه للقيام بها .

أسئلة أخرى كثيرة ، وتوقّعات كثيرة ، ربّما يكون أحدها هو الدافع للأغتيال ، أو بعضها ، أو كلّها مجتمعة .

فمن الذي أغتال عماد مغنية ولماذا أغتيل؟ وهل كان من السهل أغتياله بهذه الطريقة، وهو بهذا التأريخ والأمكانات ؟

وهل أغتيل عماد مغنية فعلا ، أم أنه أختفاء بأسلوب جديد غير أسلوب عمليات تجميل وتغيير ملامح وجهه وألتي أجراها مرتين ؟





 


 

Counters