| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسل أودو

 

 

 

 

الثلاثاء 15/1/ 2008

 

هل من جديد ؟

باسل اودو

تشير الانباء والتصريحات في العراق في الفترة الاخيرة الى وجود توجه ومنذ فترة للتأسيس لتحالفات سياسية جديدة.
ولحين تحقق هذه التحالفات ، ان تحققت، تتحرك كل التحالفات القديمة الى كسب هذا الطرف أو ذاك الى جانبها بغية اضعاف اي تحالف جديد او على اقل تقدير عدم السماح له بأن يكون له تأثير ما في ميزان القوى السياسي داخل البرلمان او خارجه .
من يتتبع الأصطفافات القديمة التي وجدت صيغتها النهائية في الكتل البرلمانية القائمة الان .. يكتشف بأنها كانت اصطفافات للمساومة بين اطرافها لتثبيت موطئ قدم . ولم تكن تهدف الى تنفيذ برامج معلنة قبل الانتخابات تحاسب عليها الحكومة في حال عدم تنفيذها .
وما يثبت صحة ذلك هو الانسحابات المتتالية من الكتل النيابية الكبيرة او الصراعات والاتهامات المتبادلة بين اعضاء وقوى هذه الكتل ...او اقامة تحالفات رباعية او ثلاثية من داخل الكتلة الواحدة او مع طرف من كتلة اخرى خارجها ( التحالف الرباعي والتحالف الثلاثي الاخير ) .
والملاحظ ايضا ان هذه التحالفات تقوم دائما اثناء وجود ازمة في اقرار قوانين داخل البرلمان .
اذن نكتشف ان الهدف من هذه الاصطفافات ليس الغرض منه دراسة وايجاد البدائل المعقولة والصحيحة للخروج من المأزق الذي يعيشه بلدنا ، بل لأقرار قناعات تصاغ بشكل قوانين ويتم الموافقة عليها في البرلمان من دون التشاور والتحاور بين الجميع ، لا ككتل برلمانية ، لمدى صحة ووطنية القوانين المعروضة للتصويت وما يجنيه منها شعبنا من فوائد .
طبعا في حالة اصطفافية كهذه يتم تقديم التنازلات بين المصطفين الجدد .. وهكذا نظل ندور في دوامة الاصطفافات ومصالح المصطفين وننتظر تحالفات جديدة لقوانين جديدة وازمات جديدة .
ويبقى العراقي ينتظر ما تحمله له الايام من مفاجآت ...واقول مفاجآت لان الشعب العراقي يعيش الان ايضا في ظل تعتيم اعلامي كامل لتطورات الاحداث مع توجيه كامل واضح جدا لوسائل الاعلام الداخلية المرتبطة ببعض الكتل والاحزاب السياسية بعدم التعرض والكشف للحقائق وكأن الحقيقة لا يمكن اكتشافها عن طريق قنوات اعلامية اخرى بأمكانه الحصول عن طريقها على كافة المعلومات ، وأن كان مبالغ فيها ، لأن المقارنة بين ما يقدم وواقع الحال يدفع بالأنسان للبحث عن طرق اخرى للحصول على المعلومة ... مما يضع الدولة والحكومة في موقف بعيد عن ثقة المواطن اضافة الى فقدانها لطرف اساسي وذو مصلحة اولى بما يحصل من تطورات في بلده ..يساعدها في تجاوز ازماتها باطلاعه على كل ما يحصل وتدعوه للمشاركة معها في حل المعضلات واولها الوضع السياسي والاقتصادي والامني وليس العكس .
فقد اثبتت التجربة الداخلية ان استتباب الامن يمر عبر الحل للمشاكل السياسية والاقتصادية بعدها يمكننا ان نبني قوى امنية محايدة غير منحازة لاي جهة سياسية او دينية او طائفية ..لا كألتي ترفع على السيارات العسكرية الامنية شعارات طائفية في مناسبات دينية وتثير بها مشاعر اطراف اخرى .
وقد اثبتت التجربة ايضا انه لا الميليشيات ومن كل الاطراف استطاعت حل الازمة الامنية بل زادتها تعقيدا وراح ضحيتها المئات بل الالاف من الناس الابرياء عدا عن التطور الجديد الذي تنتهجه في فرض سلوك اجتماعي معين وبالقوة على الاخرين من اتباعها ام من غير اتباعها ..مما يؤكد انها اصبحت خارج سيطرة الدولة والحكومة ومما ينذر بتطورات عواقبها ستكون وخيمة على الجميع ان لم يتم معالجتها من الان .
اذن يتوجب على الجميع الان القيام بدراسة شاملة كاملة محايدة هادئة لكل الاوضاع التي مرت ..يكون حب البلد اولا واخيرا في كل فكرة وخطوة واجراء يتم اتخاذه .
الديمقراطية ليست آليات انتخاب او دستور ديمقراطي او تصويت او صناديق اقتراع او اغلبية او اقلية مع اهمية كل ذلك ولكنها كذلك ثقافة لا نتكلم عنها وبها فقط ، وانما نمارسها في الحياة اليومية وفي كل مناحيها .

 

Counters