| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسل أودو

 

 

 

 

الأثنين 14/1/ 2008

 

عين الغريب اصدق

باسل اودو

مثل صيني له دلالة عميقة ... فالقصد منه على ما أعتقد هو ان المتتبع والناظر للأحداث من خارج دائرة الصراع ... ربما يكون بإمكانه تشخيص الخلل داخل الدائرة وربما يستطيع تقديم المقترحات والحلول لأنهاء هذا الخلل.
اسوق هذه المقدمة والمهتمين بالشأن العراقي يتابعون الحوار الراقي والواعي والهادئ الدائر الان بين الدكتور كاظم حبيب والدكتور سيار الجميل وشارك فيه مناقشا الاستاذ صائب خليل ...عسى ان تغتني الافكار والتوجهات والتحليلات والطروحات الواردة فيه بأفكار اضافية اخرى ربما يكون الاساتذة الكتاب قد غفلوا عنها لهذا السبب او ذاك .
الا ان (عين الغريب اصدق) لا تنطبق على الاستاذ الدكتور كاظم حبيب لمعرفتي الشخصية بتأريخه الناصع ... حيث والجميع يعلم بأنه كان ضمن الاحداث مساهما فاعلا وفعالا فيها ... مشاركا في صنع احداثها بهذا القدر او الحجم او ذاك وينطبق عليه المثل الان فقط ...وهو العين التي لا يغمض لها جفن في متابعة الوضع العراقي خاصة والوضع العالمي وتأثيراته على العراق .
السؤال المهم الذي يشغل بال السياسيين والمثقفين الوطنيين التقدميين هو هل نستطيع ان نبدأ ؟ ومن اين نبدأ ؟
ان اجبنا بتجرد كامل وبتفاؤل طالما امتلك اذهاننا وبرومانسية ثورية يكون الجواب نعم .... نستطيع ان نبدأ وان نحدد نقطة البداية .
ولكن لو عدنا الى الواقعية التي غابت عن افكار وراسمي السياسات في العراق لعقود من السنين ولا زالت ...يكون الجواب تشاؤمي ويدفع الى القنوط واليأس .
سابقا كانت المبررات المعروفة بفاشية وشمولية الانظمة هي الطاغية على قناعات المثقفين والسياسيين في الدفاع عن الفشل والاخطاء والانتكاسات المتكررة للحركات الوطنية والتقدمية ...رغم اهمية وصدقية هكذا تحليل .
ها قد انتهت هذه الانظمة في العراق وبدأ العد التصاعدي لاقامة نظام ديمقرطي ابتدأ اعرجا ومحوّلا .
هل نستطيع ان نبدأ ؟
لنراجع من اليوم الاول لسقوط النظام الفاشي في 9 / 4 ولحد الان فماذا نرى ؟
1- الانسحابات وربما الهزائم المتتالية لكثير من المثقفين الذين عادوا الى الوطن او الذين كانوا فيه يوم سقوط النظام .. واختيارهم لبلدان اخرى او العودة الى بلدان المهجر التي قدموا منها والاكتفاء بمراقبة الاحداث وتقديم النصح والمشورة عبر مقالات مطلعيها وقارئيها هم فقط من النخبة المثقفة المتابعة وليس عموم الناس الواجب التواجد بينهم وزرع الافكار في اوساطهم ...فهل نستطيع ان نبدأ.
2- التراجعات وربما ان صح التعبير الغفوة غير الطبيعية لقوى التغيير الديمقراطي التقدمي وانكفاءاتها واقامة البعض منها لتحالفات غير منطقية مع قوى التخلف والاكتفاء فقط ببعض الفعاليات المحصورة على منتسبي تلك القوى والتي لا تصل تأثيراتها الى الوسط المطلوب التأثير فيه ...فهل نستطيع ان نبدأ؟
3- الضعف الواضح جدا على تأثير القوى الديمقراطية في الاوساط الشعبية ...بدليل صناديق الاقتراع رغم ما شابها من عمليات تزوير او خروج عن قواعد اللعبة الديمقراطية ولكن وبلغة الارقام ...كم كانت نسبة التزوير او الخروج ...انها لم تكن بكل الاحوال بمستوى ان نقول انه لو .. لو سارت الانتخابات بنزاهة تامة لكانت قوى الديمقراطية والتقدم قد احرزت التقدم على من احرزها من قوى التخلف ....فهل نستطيع ان نبدأ؟
4- المجاملة الابدية غير المنطقية مع اصحاب الفكر المتخلف وحتى الخوف من غضبه ...وتحديدا الفكر الديني ....وعدم المواجهة معه ...كما يواجه هو ومباشرة وعلى مر الازمنة والظروف كل القوى الديمقراطية وبلا تردد او توقف ... وأستطاع ان يحقق لنفسه اتباعا تزايدوا على مر السنين واصبحوا قاعدة جماهيرية له لا يمكن الاستهانة بها ...في حين بقيت القوى الديمقراطية تستخدم خطاب (المسكنة) والدفاع غير المنظم عن الافكار الديمقراطية والابتعاد عن الهجوم المنظم والتراجع المنظم وخسارة المواقع الشعبية والطبقية واحدا تلو الاخر ...فهل نستطيع ان نبدأ ؟
5- ما الذي منع قوى التيار الديمقراطي من التحالف مع قوى علمانية لها قاعدتها وتأثيرها كالتحالف الكردستاني ... هل كان بسبب سقف المطالب العالية لذلك التحالف ؟ ها قد تحالفوا مع قوى التخلف وحصلوا على ما يريدون ...الم يكن من الافضل ، كرؤية سياسية واقعية ، ان يتم التحالف معهم ومنحهم كل الذي حصلوا عليه وتجنيب بلادنا هذا التخلف اولا والدمار ثانيا كنتيجة للتخلف ....فهل نستطيع ان نبدأ ؟
اقول نعم نستطيع ان نبدأ ...ولكن من اين وكيف نبدأ ؟
كل الكتاب وفي كل الاختصاصات ...روائيين وشعراء وصحفيين وسياسيين يعانون من البداية ... الدخول الى قلب المتلقي ... لكي يتواصل ويكمل معهم بلا ملل .
لننتظر الاجابات من عين الغريب ....او العين التي لا زالت تتلقى الاغبرة في ساحة الحقيقة .



 

Counters