| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسل أودو

 

 

 

 

الأثنين 14/1/ 2008

 

حوار بين الشعب حول تصريح البطريرك دلي

باسل اودو
basilaudo@yahoo.com

تابعت ، وبشغف ، ومنذ فترة ردود الافعال التي كتبت حول تصريح البطريرك دلي ، بخصوص المتهم طارق عزيز.. احد الركائز الكونكريتية للنظام البائد .

ورأيت ان ادلي بدلوي في (الحوار) الدائر بين الاساتذة الكتّاب عسى ان اضيف شيئا جديدا او اعمل على جعل الموضوع يأخذ إتجاها آخر يخدم قضيتنا وقضية بلدنا وشعبنا العراقي .

1- المتتبع للحوارات التي دارت ، والمطّلع على وضع البطريركية الكلدانية ، ولو بشكل بسيط ، يشعر من خلال الكتابات ، بأن المقصود ليس المتهم طارق عزيز والدفاع عنه ، وإنما المقصود البطريرك دلّي ، ومدى القناعة بترؤسه للطائفة الكلدانية ، عن جدارة وإمكانية ، وتمثيل هذه الطائفة العريقة والدفاع عنها ، ولا داعي هنا للخوض في تفاصيل (الانتخابات) البطريركية بعد وفاة البطريرك بولس شيخو .... او بعد وفاة البطريرك بيداويد ....فهذا الموضوع له مطلعين حقيقيين موجودين عليه ... عسى ان يقدموا لنا في يوم ما ، واتمناه قريبا ...تفاصيله ...خدمة للكنيسة اولا وتطوير آليات عملها وللناس ثانيا ...

المهم ... بروز جهتين في هذه الحوارات ، واضحتان جدا للمتتبع ... جهة مؤيدة لتصريحاته وجهة رافضة ومنتقدة لها .

المهم في هذا ، ليس الرفض او التأييد ... المهم هو ... هل يحق للبطريرك ...ايا كان اسمه ان يتدخل في الامور السياسية والقضائية .... وجميع الذين كتبوا حول موضوع التصريح .... لا يؤيدون تدخل المؤسسات الدينية، بإختلافها ، في الامور السياسية والقضائية .. فلماذا السماح للبطريرك بالتدخل .

2- اما فيما يتعلق بالمتهم طارق عزيز .. فالموضوع ليس موقعه في النظام البائد وامكانياته في التأثير فيه وعليه ... وانما إغفال البطريرك دلّي لنقطة هامة جدا .... وهي ان المجرمين ليسوا فقط من يرتكبوا الجرم بأيديهم فقط ... بل المجرمون هم من يشّرعون للجرم ويدافعون عنه ويشتركوا فيه معنويا ... وان ما حدث في عهد النظام البائد .. شارك فيه طارق عزيز من بدايته الى نهايته كأحد قياديي المؤسسة الفاشية البربرية وبعلمه ودفاعه المستميت .... فما الذي فعله طارق سوى الدفاع عن ذلك النظام الفاشي في المحافل الداخلية والعربية والدولية ؟ لقد كان المخرج التلفزيوني البارع لتجميل كل جرائم النظام في الافلام التي كان يقوم بكتابة سيناريوهاتها واخراجها وتقديمها لمشاهديه . وما الذي منعه من الانسحاب من تلك المنظومة الفاشية التي عمل في داخلها طيلة خمس وثلاثين عاما متواصلة دون ان تصيبه امزجة الغضب واللارضا من قبل قائده ابدا ابدا ابدا .

3- اما انه مسيحي او كلداني .. فهذا لا يبرر لأي كان من طائفتنا في الدفاع عنه .. فالدفاع هو واجب المختصين به واصدار الحكم بحقه هو واجب القضاء وليس رجال الدين .. وان كان الهدف انسانيا (العمر والمرض) فكان الاولى بالمدافعين ان يشملوا بدفاعهم و(رحمتهم) باقي عتاة المجرمين من رفاقه ومن كل الديانات .

4- لم نجد من غبطة البطريرك اي رد تجاه ما كتب وهذا ليس بغريب على اي مؤسسة دينية .. ومنهم بطريركيتنا ... حيث انها تجد ما يقال ... وبسبب التكوين العقائدي الديني ذو الفكر المنغلق ...هو محض هرطقات فكرية او معادية او الحادية لا تستوجب الرد عليها ..بل ان اهمالها افضل ... وهذا هو السبب الذي ادى بالمؤسسة الكنسية في الشرق خاصة ، اضافة لأسباب اخرى ، الى الابتعاد شيئا فشيئا عن متّبعيها برفضها الاستماع الى ارائهم وطروحاتهم ووجهات نظرهم بشفافية وبمحبة واحترام . اضافة الى اعتبار هذه المواقع محرمة لا يجوز المساس او الحديث او الحوار بها وعنها ... الا المؤيدة منها او التي تتوافق وقناعاتهم ... اما الاخرون فهم اعداء وملحدون ويجب ادانتهم .

5- ورغم اهمية الموضوع (التصريح) الا انه ليس بأهمية الوضع المأساوي الذي يعيشه شعبنا المسيحي والعراقي بشكل عام . ان ما كتب ، والجهد الفكري الذي بُذل لايصال القناعة بصحة تصريح البطريرك وموقفه من عدمه ... لو وجّه بإتجاه قضية شعبنا والخلافات القائمة بين (قيادييه) حول التسمية .... هل انا كلداني ام آشوري ؟ ولم تحل ولن تحل .. لماذا ؟ لاننا نبدأ بسؤال تاريخي صعب لابد ان يتدخل فيه اخصائيون في التأريخ ويقدموا لنا دراسات واستنتاجات وادلة من ازمان بعيدة على ان يكون كل المختصين محايدين وعلى ان نقبل بنتائج دراساتهم ، علما انه نحتاج من الزمن والمصادر والجهد والحيادية الكثير للوصول الى هذه النتيجة وخلال هذا الزمن الطويل تكون خلافاتنا حول التسمية قد اخذت منحى اخر ، ربما ، تناحري وعنيف اذا توفرت له ظروف التناحر والعنف المطلوبة ، من امكانيات مادية وعسكرية ومؤججي صراعات وكما حدث لقوميات اخرى . اما القول بعدم امكانية حصول مثل هذا التناحر .... فلم لا ؟ وكل الصراعات القومية خاصة عبر التأريخ بدأت هكذا .... لذا فلننتبه ونبدأ ونبدأ بما يقربنا وأن لا نبدأ بما لا يمكننا من الأتفاق والتواصل .

فلكي يصل الجميع الى اتفاق عليهم ان يتفقوا على حب قوميتهم قبل حبهم لأفكارهم وقناعاتهم .. مع اهميتها .. ولكن عليهم ان يوّصلوا هذه الافكار والقناعات بعيدا عن الذم والقذف والتجريح والتجاوز والاتهام بالالحاد والمعاداة والاسباب الشخصية .. ولنا في تجربة عراقنا بعد سقوط النظام الفاشي خير دليل .

6- ان الظروف التي نحن فيها ... ظروف كنا نحلم بها بل لا نصدق ان نعيشها ... وعلينا استغلالها وتعويض ما فاتنا من كبت فكري وسياسي وابداعي ... والحوار فيما بيننا بالأبتعاد عن لغة التعالي والاوامر والمسلمات والقناعات المسبقة التي كانت سائدة والتي ومع الاسف لا تزال تسود في معظم الطروحات سواء الكنسية منها او المدنية .... لقد جربنا هذا الاسلوب الفج ... واصابنا ما اصابنا جميعا وبلا استثناء ... فما الذي يمنعنا من استخدام الاسلوب الديمقراطي .... اسلوب الاصغاء الكامل ... ونتعلم ثقافة الاتفاق وعدم الاتفاق وثقافة التواصل والحوار وثقافة ان يدافع الجميع عن الجميع ... هكذا بُنيت وتبنى الحضارات .... مجانا فقط بالكلمة والفكر .

7- اخيرا اتمنى ان تكون افكاري هذه بداية لفتح حوار واسع وافكار اعمق من افكاري وان نبتعد نهائيا .. وهذا مهم جدا ... عن اسلوب التجريح والاتهامات الجاهزة وان نعمل بجد على الاجتماع سوية ان امكن او عبر الديمقراطية الانترنيتية لخدمة شعبنا وبلدنا والانسانية .

ملاحظة : ارجو ان لا ادخل ضمن القائمة السوداء للبطريركية ... ويثبتوا صحة طروحاتي .


 

Counters