| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسل أودو

 

 

 

السبت 12 /4/ 2008



" الوقت كالسّيف أن لم تقطعه قطعك "

باسل أودو

الوقت ألذي أنقضى ، دون الوصول الى بلورة رؤية مشتركة ، وأساليب عمل تقود الى تغيير أيجابي ، تعتبر طويلة قياسا بالأمكانات والطّاقات المتوفرة ، وبالتخلف والمشاكل ألتي ورثّها لنا النظام البائد ، وبسرعة التّقدم الحضاري العالمي .

فقد كان الأنشغال بالأمور الهامشية وغير الأساسية ، واحدا من الأسباب ألتي فسحت المجال واسعا ورحبا ، أمام تحرك كل القوى المناهضة للتقدم والتغيير ، بل وأعطاها الوقت الكافي لبناء نفسها ، حتى أصبحت في وضع يستوجب ، لمحاربتها والقضاء عليها ، وضع الخطط تلو الخطط لتدميرها .

فلكّي يصل الأنسان أو السياسي أو المثقف ، الى معالجات صحيحة ، لأزمات وتداعيات واقع ما ، عليه قراءة ودراسة الواقع بشكل صحيح ومحايد ، بعيدا عن الخيالات والأوهام ، سواء كانت موروثة ، أو تم أستحداثها في الوعي والفكر .

فالتعامل مع الأحداث بتجريدها عن أسباب وظروف تمظهرها بهذا الشكل أو ذاك ، وعدم البحث عن قوانين حركتها وأسبابها الداخلية ، يقود الى التعاطي معها بأسلوب رد الفعل الوقتي ، والذي عادة ما يكون عنيفا ، ولا يؤدّي الاّ الى سكونها لفترة معينة ، وفسح المجال لها للمناورة والظهور من جديد .

من هنا تأتي أهمية أن تكون الأجراءات في المعالجة مترافقة جميعها ، أقتصادية و سياسية و ثقافية ، وعسكرية ان أقتضى الأمر .

لذا يكون ، باعتقادي ، أن لا أولوية لأجراء على آخر . فأن تحقق أنتصارا في مجال المواجهة العسكرية ، عليك أن تحقق معه تقدما في المجال السياسي ، تعززّه بنجاحات في المجال الأقتصادي ، تدّعمه بنشر ثقافة الحوار واحترام الآراء .

ان واقع بلدنا الرهيب والمرعب ، وما يعانيه من تخلّف وقصور ، وما يحتاجه من جهود للّحاق بركب التقدم الحضاري السريع ، يستوجب دراسة وأنتقاد الأخفاقات والنواقص ، ومعرفة أسبابها الحقيقية ، الداخلية والخارجية وتبقى هذه الدراسة والحلول المقدمة للمعالجة ناقصة ، أذا أعتمدت على حاملي أخفاقاتها فقط .

لذا يكون من الضروري ، ومن منطلق الحرص الوطني والأستفادة من التجارب ، أشراك الأفكار المخلصة المتعددّة ، لا بهدف الأنتقاص أو الجلد أو التلذذ ، بل لأستشراف المستقبل .

ومن الأهمية بمكان أيضا ، أن يتم تثبيت مبادئ وبرامج واضحة للعمل السياسي ، وأبعاده عن التجريبية في مواجهة الأحداث والأزمات والظواهر . التجريبية ألتي تحتمل الخطأ والصواب في آن معا . والأعتماد على التحليل الدقيق والعلمي لها ، والتعرف على قوانين حركتها الداخلية ، وأسباب ظهورها واستمرارها وتواليها المستمر .

ان الأعتماد على التفسير المتكرر لأسباب الأخفاقات ، بربطها بالتأثيرات الخارجية ، رغم فاعليتها ، سبّب الأهمال في البحث عن الأسباب الداخلية ، ودورها الكبير ، بل والحاسم أحيانا ، في تأزيم الكثير من القضايا .

في ظرفنا ، بات من الضروري ، ترميم التصدّع الحاصل ، وفي كل المجالات ، السياسية والثقافية والفكرية ، وبما يؤمّن بناء قويا غير قابل للأنهيار أو حتى الفناء بمعناه الحقيقي لا المجازي .

كما يتطلب ظرفنا أيضا ، وللانتقال به الى واقع أكثر تقدّما ، يتطلب التخلي عن أساليب العمل السياسي القديمة ،والمتمثلة في الأخضاعات القسرية للأحداث والنشاطات والمواقف والتناقضات والأشخاص والثقافات .

أن سياسة أخضاع النشاطات لخدمة السياسي وتأييده ، وجعلها جزءا مكملا لأجراءاته ، عبر فتاوي التأييد ، وكتابات التبرير ، أن تلك السياسة الأخضاعية القسرية ، تؤدي الى نتائج سلبية ، وبعكس النتائج الأيجابية لسياسة الأنفتاح والمشاركة وتبادل وجهات النظر .

ان المهام الخطيرة والكبيرة التي يواجهها بلدنا ، تتطلب الأهتمام الأستثنائي والحريص والوطني ، بواقعه وتداعيات أحداثه .

مثل ما يتطلب النفس الطويل والهادئ في دراسة المعضلات وأسبابها ، وطرق معالجتها .


 


 

Counters