| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

باسل أودو

 

 

 

الأثنين 10/3/ 2008



دعوة لأبداع عراقي

باسل أودو

بلا مقدمات ، ليبدأ مثقفي العراق حملتهم ، وبلا مقدمات ، ليبدأ مثقفي العراق تنسيقهم وأعلان ( حكومتهم ) المدافعة عن التّحضر والثقافة والمواطنة العراقية .

ما وصل اليه الوضع السياسي والأجتماعي في العراق ، بسبب الأهمال المتعمّد لدور المثقفين العراقيين في المشاركة الفاعلة في بناء مجتمع يتعايش فيه الجميع ، معتبرين عراقيتهم هي الهوية الأساس ، وأنتماءاتهم ، تفاصيل تكوين هذه الهوية العراقية .

ما وصل اليه الوضع العراقي ، يدفع قويا بأتجاه التفكير والبحث نحو أبداع وسائل توقف بدايات التصدّع الحاصلة بين مكونات المجتمع .

نداء ( مدنيون ) بداية ممتازة للأنطلاق نحو توحيد رؤى ووجهات نظر أساسية ، تبعد أسلوب طرح القضايا الخلافية وجعلها في المقدمة ، ولكن هذه الحملة تبقى تدور في نفس دائرة مؤيديها ، ولن تستطيع كسب المزيد من أبناء المجتمع ، ان لم يتضامن معها جهات أخرى ، وأن لم تستمر في أعمال الفكر نحو أبداعات أعلامية وثقافية مستمرة لا تتوقف .

في الأبداع والبحث الدائم عن أساليب جديدة لنشر الفكر المتحضّر والثقافة التقدمية ، يكمن أحد الفروقات بين أصحاب المشروع الحضاري التقدمي ، وبين أصحاب الفكر المتعصّب المتخلف المنغلق .

الصحافة العراقية ، واحدة من المساحات التي يمكن الأعتماد على بعضها في هذا المجال .... فما الذي يمنع التوجّه الى نخبها للأشتراك والتنسيق فيما بين صحفهم ذات العناوين المتعددة ، للكتابة المستمرة واليومية عن كل ما من شأنه الدفاع والتثقيف بالهوية الوطنية العراقية ، ونشر ثقافة حب الوطن والمواطن والدفاع عنهما ، ونشر ثقافة الفكر المنفتح الحضاري ...... على أن تستمر هذه الكتابات ولا تتوقف ، وتبتعد عن العصبية الفكرية والعقائدية ، وفي كل تلك الصحف ، ليطّلع على هكذا ثقافة أكبر عدد من قراء كل صحيفة .

دور النشر العراقية ، واحتضانها لأبداعات فكرية وثقافية ، وتقديم التسهيلات المادية والمعنوية اللازمة للمبدعين من كتّاب ، وشعراء ومفكرين وروائيين وأكاديميين متخصصين في مختلف المجالات ، التنسيق مع هذه الدور الثقافية سيساهم في نشر الثقافة المتحضرة ، والتي ستساهم في كسب المزيد من العقول العراقية المتقبّلة أصلا للثقافة المحايدة والحديثة .

لنحاول مرة ، أن لا نعتمد في تحقيق ونشر أفكارنا ، على منجزات آخرين من خارج وطننا ، ونبدع في أساليب ومناهج تحليل للتأريخ العراقي الذي أشترك جميع موجوده الآن في تكوينه .

مالذي يمنع أن يكون لنا برلمان ثقافي ، أعضاؤه كل مثقّفي العراق ، أختلافاته قائمة على التنافس الأبداعي ،أجتماعاته الثقافية مستمرة للأطلاع على أبداعات مثقفيه ، أثبات نجاحه مستمد من نتائج تأثيره في الوسط الأجتماعي .

من الممكن أن نبدأ بالقضايا الساخنة في مجتمعنا ، والتعامل معها بجرأة وصراحة ، الأسلام ، المسيحية ، الصابئة، الأيزيدية ، السنّة ، الشيعة ، وما ورثه مجتمعنا من ثقافات مشوّهة عن نشأتها والعلاقات فيما بينها ، والخلافات وأسبابها ، وأسباب الأحتراب الحقيقية ، ومن يعيد صناعتها ، ولأية أغراض يتم تأجيجها .

أن أفتتاحيات الصحف ، والمقالات السياسية ، رغم أهميتها ، فأنها لا تكفي لنشر الثقافة والوعي الحضاري .

الثقافة أولا ، أساس قبول أو رفض الفكر المطروح سياسيا ، لأمكانية المثقف في فرز الأفكار المطروحة في التحليل المقالي السياسي الموجّه لمجموعة المطّلعين عليه .
آن أوان الثقافة العلنية الصريحة الواضحة ، آن أوان أبتعاد الثقافة عن أسلوب المجاملات السياسية ، التي أدت الى ما نحن عليه الآن .

المراهنة على الصمت والمجاملة ، قاد المجتمع وفي أول أختبار ، الى الفرقة والتناحر .

أن نقول للعراقيين أننا عراقيون ونقف ، لا يكفي ، بل على المثقفين أثبات أولوية الهوية العراقية لهم ، والاّ سيظلوا متمسكين بأولوية الدين والمذهب والطائفة والقومية ، وحساب المعاناة والأضطهاد والحرمان ، وأي الآخرين نال منها أكثر من الباقين .

دعوة ل ( مدنّيون ) ، وللمثقفين العراقيين المخلصين ، الى الأبداع في أكتشاف طرائق وأساليب وطنية عراقية ، تتمكن من الدخول بسلاسة فكر أبناء وطننا الطّيبين .
 


 

Counters