| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. بهجت عباس

 

 

 

 

الثلاثاء 3 /4/ 2007

 




المَحظيَّـة
Die Kurtisane

راينر ماريا ريلكه
ترجمة د. بهجت عباس


ستُهـيِّئ ُ شمسُ البندقـيّـة ذهَـباً في شَـعري:
كلََّ مُنـتَجاتِ الكيمياء ذائـعةِ الصّـيت.
حاجِبـا عينيَّ، اللذان يُشبهـان القناطـرَ، أنظُرْ
إليهمـا يجتازان الخطرَ الصّـامتَ في عينـيَّ،
اللتيـن عَـقَـدتا اتِّـفاقـاً خَـفِـيّـاً مع قَـنَـواتِهمـا،
كيْ يرتفعَ البحرُ فيهما وينخفضَ ويتغـيّرَ متبادلاً. وأيّ ٌ
رآني ذاتَ مـرَّةٍ، يحسـد كلبـي،
لأنَّ يدي، التي لم تحترقْ قطّ ُ بأيِّ جمـرٍ متَّـقدٍ،
تستريح عليه غالـباً في وَقـفـةٍ شاردة،

حَصيـنَةً ومُـزدانـةًً بالجواهـر-.
وفتيـانٌ، آمـالُ بيتٍ قديـمٍ،
يتـلاشَـوْنَ عند فمـي
كمـا لو يَتـلاشَـوْن من السّـُم.


حديقـة شجـر الزيتـون

صعدَ إلى تحت الأوراق الرَّمـادية
رمادية كلّـُها ومُشَـتّتة في بلاد الزّيتون
ووضعَ جَبْهـتَه الملأى غبـاراً
عمـيقاً في غبـار اليَـدَيـْنِ السّاخِـنَـتَـيْـن.

هذا بـعـد كلِّ شيء، وهذا كان النهـاية.
الآنَ علَيَّ أنْ أذهبَ، ريثما أ ُصاب بالعمى،
ولماذا تُـريد أنْ تُجـبِـرَني على الكلام
أنتَ، إذا كنتُ لا أجـدك أنا بنفسي بعـد الآن.

لا أجـدُك بعـد الآن. ليس فِيَّ، كلاّ.
ليس في الآخـرين، ليس في هذه الصَّخرةِ.
لا أجـدك بعـد الآن. إنَّـني وحيـد.

إنّني وحيـدٌ مع حُـزن ِالناس كلِّهم،
الذي من خلالك أخذتُ على عاتقـي تلطيفَـه،
أنت الذي ليس. آه، عـار لا يوصَفُ...

مُـؤخَّـراً يتحـدَّثون : إنَّ مَـلاكاً أتـى –.
لمـاذا مَـلاكٌ ؟ آه، الليل هو الذي جـاءَ
وتصفّـحَ الأوراق في الشَّـجـر دون مبالاةٍ.
التلاميذ يتحمّسـون في أحلامـهم.
لماذا مَلاكٌ ؟ آه، الليلُ هو الذي جـاءَ.

الليل الذي جـاءَ، لمْ يكُ شيئـاً مُمَـيَّـزاً،
مئـاتٌ تمضـي وتنـتـهي.
فيـها تنـام الكلابُ، وفيـها تـرقد الصّـُخـورُ.
آه، إنَّـه لليلٌ حـزينٌ، أيّ ُ ليلٍ،
ينتـظرُ إلى أنْ يَهُـلَّ الصَّـباحُ كـرَّةً أ ُخـرى.

ثمَّ الملائـكةُ لا تـأتي إلى أمثـال هؤلاء المصلّـين،
ولا ستكون الليالي عظيمـةً حـوالـيْـهم.
وفـاقدو الذّات يُطـلَـقُ كلّ ُشيء لهم،
وهم مُسَـيّـبـونَ من آبـائـهم
وتَُحظَـرُ عليـهم أحضـانُ أمّـهاتِـهم إلى الأبد.