| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. بهجت عباس
http://dr-bahjat.com

 

 

 

                                                                                    الأربعاء 15/6/ 2011

 

في انتظار البرابرة

للشاعر اليوناني قسطنطين كفافي 1863-1933
ترجمة بهجت عباس


ولد كفافي في الإسكندرية – مصر في عام 1863 لأبوين يونانيين . كان أبوه تاجراً غنياً اكتسب الجنسية البريطانية وكان يعمل في الاستيراد والتصدير . توفي والده عام 1870 وخسرت عائلته أموالها فعادوا إلى الإسكندرية عام 1877 ليعيشوا فيها ، ولكن الاضطرابات السياسية جعلتهم يذهبون إلى إستنبول يقضون فيها بضعة أعوام ليعودوا مرة أخرى إلى الإسكندرية عام 1885 حيث عاش كفافي ما تبقى له من العمر حتى وفاته بسرطان الحنجرة عام 1933 .

كتب كفافي هذه القصيدة ،كما يظهر، بعد اندحار اليونان في الحرب مع تركيا في الأعوام 1919-1922 .
يقول كفافي عن نفسه باختصار:
" إنني من قسطنطينية أصلاً ، ولكني ولدت في الإسكندرية - في بيت يقع على شارع شريف؛ غادرت وأنا صغير إلى إنكلترا حيث قضيت معظم سني طفولتي ، وبعدها زرت هذا البلد وأنا شاب عدة مرات ولكن بفترات قصار. عشت كذلك في فرنسا. عشت في قسطنطينية سنتين أثناء فترة المراهقة. زرت اليونان منذ فترة طويلة ، وإن آخر وظيفة لي كانت في دائرة حكومية لوزارة الشؤون الاجتماعية في مصر. أجيد اللغتين الإنكليزية والفرنسية وقليلاً من الإيطالية ."

عن ترجمتين إنكليزيتين (إحداهما في أسفل الترجمة) ، أخذت منهما ما تراءى لي مناسباً على غرار أبيات أبي نؤاس :

أحلّ العراقيّ النبيذَ وشربَـه
وقال : الحرامان المُدامةُ والسّكـرُ
وقال الحجازيُّ : الشرابان واحدٌ
فحلّتْ لنا من بين قوليْـهما الخمرُ
سآخذ من قولـيْهـما طرفيْـهما
وأشربها ، لا فارَقَ الوازرَ الوزرُ

العراقي : الإمام أبو حنيفة
الحجازي :
الإمام الشافعي
 



لماذا نحن محتشدون في الساحة، ولأيِّ شيء منتظرون؟
إنهم البرابرة؛ سيكونون هنا هذا اليوم.
لماذا لم تحدثْ أيّ فعالية في مجلس الشيوخ؟
لماذا يجلس الشيوخ هناك ولا يَسنّونَ أيّ قانون؟

لأنّ البرابرة سيأتون هنا هذا اليوم.
أيَّ قانون سيشرِّع الشيوخ الآن؟
حالما يكون البرابرة هنا سيشرع الشيوخ القوانين.

لماذا استيقظ إمبراطورنا مبكراً
وهو جالس عند البوابة الرئيسة للمدينة
على عرشه ، رسميّـاً، وواضعٌ تاجَه على رأسه؟
لأن البرابرة سيأتون اليوم
والقيصر ينتظـر ليرحِّب برئيسهم.
فقد أعدّ قائمة طافحة
بأسماءٍ كثيرة وألقاب شتّى.

لماذا خرج القنصلان والقضاة اليوم
بملابسهم الحمر الفضفاضة الموشاة؟
لماذا لبسوا أساورَ مرصعةً بأحجار كريمة
وخواتم تشع ببريق الزُّمُـرُّد ؟
لماذا حملوا عِصِيّـهم الثمينةَ المرصّعةَ
بأشكالٍ من ذهب وفضة؟

لأنّ البرابرة سيأتون اليوم
ومثلُ هذه الأشياء تخلب ألبابَهم.

لماذا لا يأتي خطباؤنا المفوّهون كالعادة،
ليتكلمـوا، ولـيَـقولـوا ما يجب أن يقـولـوا؟
لأنّ البرابرة يأتون اليوم،
وهم يسأمون من خطب شعبيّـة بليغة.

لماذا أخذ كل واحد يشعر بالضجر؟
لمَ هو مضطرب؟ ( أنظر كيف أصبحت وجوههم
متجهّمة ) لماذا أقـفـرتِ الشوارعُ والسّاحاتُ منهم بهذه السّرعة،
وكلهم ذاهبون إلى بيوتهم بقلـق؟

لأنّ الليل أتى ، والبرابرة لم يصلوا ، ولأنّ
بعضَ الناس جاء من الحدود ،
وقال لا برابرة سيأتون بعد اليوم.

والآن، ما الذي سيحدث لنا من دون البرابرة؟
كانوا ، أولئكَ ، صيغـةَ حلٍّ .

 Waiting for the Barbarians
Constantine Cafavy (1863-1933)


What are we waiting for, assembled in the forum?

The barbarians are due here today.


Why isn’t anything happening in the senate?
Why do the senators sit there without legislating?

Because the barbarians are coming today.
What laws can the senators make now?
Once the barbarians are here, they’ll do the legislating.


Why did our emperor get up so early,
and why is he sitting at the city’s main gate
on his throne, in state, wearing the crown?

Because the barbarians are coming today
and the emperor is waiting to receive their leader.
He has even prepared a scroll to give him,
replete with titles, with imposing names.


Why have our two consuls and praetors come out today
wearing their embroidered, their scarlet togas?
Why have they put on bracelets with so many amethysts,
and rings sparkling with magnificent emeralds?
Why are they carrying elegant canes
beautifully worked in silver and gold?

Because the barbarians are coming today
and things like that dazzle the barbarians.


Why don’t our distinguished orators come forward as usual
to make their speeches, say what they have to say?

Because the barbarians are coming today
and they’re bored by rhetoric and public speaking.


Why this sudden restlessness, this confusion?
(How serious people’s faces have become.)
Why are the streets and squares emptying so rapidly,
everyone going home so lost in thought?

Because night has fallen and the barbarians have not come.
And some who have just returned from the border say
there are no barbarians any longer.


And now, what’s going to happen to us without barbarians?
They were, those people, a kind of solution.

Translated by Edmund Keeley/Philip Sherrard



 

free web counter