كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الثلاثاء 13/5/ 2008

إلى شاعر لا زال يبكي على الأطلال بهجت عباس لِمَ البُـكاءُ علـى الماضي ولم تَـزَلِ تحـيا وتسرح في الدّـنيا بلا كَـلَـلِ فما نحيـبُـكَ يَشفي ما رُزِئـتَ بـهِ فكفكفِ الدَّمـعَ واغلِقْ صفحَةَ السَّفَـلِ أأنتَ تـبكي علـى ما نِلتَ منْ نِعَـمٍ ماذا عن اليُـتْـمِ والإمـلاقِ والثَّكَـل ِ؟ لا تَـنـدُبَـنَّ زماناً عشتَ في رَغَـدٍ بُحـبوحةُ العيشِ قد تُـودي إلى الأجلِ واحـمَدْ إلهَـكَ أنَّ اللِّصَّ يحـكمُـهمْ لولا اللصوصُ لكنتَ اليـومَ في زُحَلِ فقد جَنـيْـتُـمْ على شعبٍ برُمَّـتـهِ فصـارَ عاقـلُهُ يخشى من الخَـبَـلِ وقد لَهَـوتُمْ وكـان البَغْـيُ دَيْدنَـكُمْ لمْ تفهموا غيـرَ حبِّ المالِ والحُلَـلِ ورُحـتُـمُ تمسحونَ النَّعلَ بالقـُبَـلِ حتّى انتهى الوطنُ المنكوبُ في الوَحلِ زرعتُمُ الشَّـرَّ، فاجْـنوا من حصادِكُمُ مُـرَّ الثِّمـارِ ، ولا تشكـوا من العللِ وصُغـتُـمُ الشِّعـرَ والتقريظَ للجُّـعَلِ وكان همِّـكُـمُ في النـائـلِ الجَّـزِلِ ومذ فخَرتُـمْ بمجدٍ شِـيدَ مـنْ جُـثثٍ ساد العـراقَ ظـلامٌ حـالـكٌ أزلـي أذقـتُـمُ الشعبَ إرهـابـاً ومَسكَـنَةً فراح يستنجـدُ الأوهـامَ فـي وجَـلِ أأنتَ تبكـيهِ حـقّـاً؟ بئسَ من دجَـل فأنت تـبكـي ليـالي الحبِّ والغَـزلِ لقد أتـتْـكمْ ذئـابُ الغاب لاهـثـةً عطشى، ولكنّها تـنأى عـن الوشـلِ تمتـصّ كلَّ دم فـي الصّبح والطَّـفَلِ * ولا تُـفـرّق بيـن الشّاة والجَّـمَـلِ وسَلَّـحـوا كلَّ مَعـتـوهٍ ومُـبتـذَلِ فحطَّمـوا كلَّ من يصبـو إلى أمـلِ وإنَّ منـهمْ شيـاطـينـاً مُـبَرمَـجةً تُلَـقّـِنُ الغّـفْـلَ أنواعاً من الدَّجـلِ الشرّ قائـدُهـم والنَّهـبُ رائِـدُهُـمْ والغدرُ ديدَنُـهُمْ في القـول والعمـل وقيل هيّا لصوصَ الأرضِ فاقْـتَسِموا خزائنَ الوطـنِ المسلوبِ فـي عَجَلِ وراحَ كلٌَ من الأحـزاب مُـنْهمِـكاً في الصَّيد يرقص نشوانـاً من الجَّذلِ وحسبُهـمْ من رجال الدّيـن أنَّهُـمُ أصلُ البلاء الذي أفـنى ولمْ يَـزَلِ وقد نَشـرتُمْ خبيثَ الدّاءِ في وطـنٍ فَـراحَ يحصُـدُ أرواحـاً بلا مَهـلِ فهل ظنـنـتُمْ بأنَّ الدَّهـرَ يُسعـفكمْ الدَّهرُ لا يُسعفُ الخوّاضَ في الخَطَلِ هيهاتَ ترجِـعُ أيّـامٌ لكـمْ غَبَـرتْ الأنسُ ولّـى ولا عَـودٌ لمُـرتَحِـلِ * الطَّـفَـل : وقت الغروب