د. بهجت عباس
http://dr-bahjat.com
السبت 10/1/ 2009
خيبة الأحلام
( قصيدة ساخرة )بهجت عباس
وربَّ عبدٍ كان يُدعى حمدي حطَّ على رأسه طيرُ السعدِ
فراح يبدي العنفَ والتحـدّي وينظر الناسَ بعـين الحقدِ
واختار في الدنيا طريقَ الكيدِ يُـعلّل النفسَ بأغلى صـيْدِ
فلَطَمتـْه كفّ دهـرٍ وغْـدِ فصار قرداً من قرود الهنـدِصـيَّره الزمان حَيْـزبونـا يبـتدع الفنـونَ والشجونا
وينهـش البائسَ والمسـكينا ويحسَـبُ العبادَ مارقيـنا
والناسَ، إنْ لمْ تُصغ،ِ خاسرينا لا يفـهم اليسارَ واليميـنا
لا يُـدرك الظاهرَ والمكـنونا وإنَّ في الغيب له شؤونـافهلْ عرفتـمْ أمرَه العجيـبا؟ وهلْ كشفـتمْ سـرَّه الغريبا؟
إذ يمـقتُ البـعيدَ والقريبـا ويُـبعد العـدوَّ والحبـيـبا
ويضرب المُـخطئَ والمصيبا ويـكره الضيِّـقَ والرَّحيـبا
تراه طوراً ضاحكاً طـروبـا وتـارةً يـملأُهـا نحـيـباقـيلَ سيُـمسي لـيلةً سفيرا أو سيِّـداً مـُحترماً وزيـرا
أو قائـداً ذا هـيبة مُشـيرا وقـد يـكون أسـداً هَصورا
يلتهمُ الطـيورَ والصّـقورا وقـد يـكون كوكباً مُنيـرا
يُمـزِّق الظّلام والسُّـتورا وترقص النـاسُ له حـبورا
ترشُّ ماءَ الورد والعطورا وتنحـر الخروف والبعـيرا
وقـد يكون أمرُه خطـيرا وقـد يكون الشرّ ُمستطـيراوتاه في أحلامـه مسرورا وجال في ميدانـها مـغرورا
ومُـذْ أفاق خاشعاً مقرورا وقـد رأى السَّرير والحصيرا
اِنصاع في أرجائها مذعورا وكـان حلمـاً قاسياً مريـرا1992