د. بهجت عباس
الأربعاء 10/1/ 2007
ثلاث قصائد ( و. هـ . أودن )
( W.H.Auden )
1907 - 1973
ترجمة بهجت عباسكآبة جدار روماني Roman Wall Blues
على المَـرْج تهبّ الريـحُ النَّـديّـة ،
عندي قَمـلٌ في سُـترتي ورشَـحٌ في أنـفي .
Over the heather the wet wind blows,
I've lice in my tunic and a cold in my nose.
مُـتَـمـتماً يَسقـطُ المطرُ من السَّمـاء ،
إنّي جـنديّ ُجـدارٍ ، لستُ أدري لماذا .
The rain comes pattering out of the sky,
I'm a Wall soldier, I don't know why.
يـزحفُ السَّديـمُ فوق الصّخرة الصَّـمّـاء الرّمادية،
إنَّ فَـتـاتي في تونجريا * ؛ وحيـداً أنام أنا.
The mist creeps over the hard grey stone,
My girl's in Tungria; I sleep alone.
يذهب أولـُسْ إلى مكانِـها ولا يفارقـُه ،
لا أحبّ ُ عاداتِـه ، ولا أحبّ رؤيةَ وجهِـه.
Aulus goes hanging around her place,
I don't like his manners, I don't like his face.
بيزو مَسِيـحِيٌّ، يعـبد سَمَكـةً ؛
سوف لا يكون ثَمّـةَ تقـبـيـلٌ لو نال أ ُمنيَـتَـه .
Piso's a Christian, he worships a fish;
There'd be no kissing if he had his wish.
أعطتْـني خاتمـاً ولكنّي قذفـتُـه بعيداً ؛
أريد فَتـاتي وأريد راتـبي .
She gave me a ring but I diced it away;
I want my girl and I want my pay.
عندما أكون محـارباً قديماً بعـينٍ واحدة فقط
لا شيءَ سأفعلُ سوى النّظـرِ إلى السّماء .
When I'm a veteran with only one eye
I shall do nothing but look at the sky.
* تونجريا أو تانجرين الحديثة، منطقة هي الآن جنوب بلجيكا.
نَقشٌ على قبر طاغـية Epitaph on a Tyrant
أنموذجُ حـدِّ الكـمال هـو ما كان وراءه ،
والشِّعـرُ الذي ابتدعه كان سهلاً لتَـفهَـمَه;
Perfection, of a kind, was what he was after,
And the poetry he invented was easy to understand;
عرف الغبـاءَ البشريَّ كَـقَـفـا كفِّـه ،
وكان جـدَّ مُـولَـع ٍبجيوشٍ وأساطيلَ ؛
He knew the human folly like the back of his hand,
And was greatly interested in armies and fleets;
عندما ضحك ، انفجـر شيوخ محترمون بالضحك ،
وعندما بكى ، مات الأطفالُ الصِّـغـارُ في الشّـوارع.
When he laughed, respectable senators burst with laughter,
And when he cried, the little children died in the streets.
سقوط روماThe Fall of Rome
ترتطم الركائـزُ بِعُنـف بالأمـواج ؛
في ميدان مُنـعزل يَجـلـد المطـرُ
قطاراً مهجوراً ؛
يملأ خارجـون عن القانون كهـوفَ الجبل.
The piers are pummelled by the waves;
In a lonely field the rain
Lashes an abandoned train;
Outlaws fill the mountain caves.
بصـورة خيالية تتكاثـر أرديـة المسـاء ؛
موظّـفـو الضّـريبة يطاردون
مُخِـلّي دفع الضَّريبة الهاربين خلال
مجاري مدن المحافظة .
Fantastic grow the evening gowns;
Agents of the Fisc pursue
Absconding tax-defaulters through
The sewers of provincial towns.
مُجَـنَّـدو طقـوسِ السِّـحْـرِ يُـرسلـون
عَـواهـرَ المعـبد للنَّـوم ؛
كلّ ُالطَّـبقات المُـثَـقَّـفةِ تحتـفـظ
بصديق وهمـيّ.
Private rites of magic send
The temple prostitutes to sleep;
All the literati keep
An imaginary friend.
قد يَشـيـد مُتّـوَّقـدُ الذِّهْـنِ كاتـو *
بالآداب القديـمة ،
ولكنّ الماريـنز ذوي العضلات المفـتولة
يتمـرَّدون من أجـل الطَّـعام والراتـب.
Cerebrotonic Cato may
Extol the Ancient Disciplines,
But the muscle-bound Marines
Mutiny for food and pay.
سـرير القيـصر المُـزدوج دافـئ
كما يكتب موظف غيـرُ ذي شـأنٍ
أنا لا أحبّ عملي
على استمارة رسمية أرجـوانية.
Caesar’s double-bed is warm
As an unimportant clerk
Writes I DO NOT LIKE MY WORK
On a pink official form.
طـيورٌ صِغـار بأرجـلٍ قرمزيّـة ،
غيـرُ محظـوظةٍ بنعمة أو شَفَـقـة ،
حاضنـةٌ بيـوضَها المنـقَّـطة ،
ترنـو إلى كلّ مدينة مصابة بالزّكـام.
Unendowed with wealth or pity
Little birds with scarlet legs,
Sitting on their speckled eggs,
Eye each flu-infected city
وفي أماكـنَ أخـرى جمعـاءَ ،
قطعانٌ غفـيـرةٌ من غِـزلان الرنّة تنـتقـلُ
عَبـْرَ أميالٍ وأميالٍ من طُحلـبِ ذَهـبيّ
بصمت وبسـرعة فائـقة.
Altogether elsewhere, vast
Herds of reindeer move across
Miles and miles of golden moss,
Silently and very fast.
* كاتو : هو ماركلـُس باركلـُس (95-46 قبل الميلاد) رجل دولة وفيلسوف رُواقيّ