| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ئاشتي

 

 

 

الأربعاء 3/3/ 2010

 

صورٌ وشعارات..... شعاراتٌ وصور

ئاشتي

تستفز الجدران بقايا حزنك المتكلس، فتغرق في الزمن الضائع، وأنت تبحث بين انفعالاتك عن أجوبة اللامعنى، حيث الهذيان المجاني، الذي يصبغ جدران مباني بغداد ومدن العراق الأخرى وأعمدتها الكهربائية، باللون الفاقع للزيف، ويزيد من حلك البؤس حلكة، حين يسقط في اختبارات زمن الماضي البعيد والقريب جدا حد الأمس، فتنهض الأسئلة في مكنون الروح عن جدوى كل هذه الهذيانات، وأهمية انتمائها إلى الإنسان، في عراق انعدمت فيه قيمة الأشياء حتى الإنسان.
تستفز الجدران بقايا حزنك المتكلس بلون الزيف الفاقع عليها؛عدالة، كرامة، عمل، استقلال استقلالية، بناء، إعمار، وحدة، أمان، حقوق، صيانة، ثقة، تجربة، صيانة، طفولة، أمومة، مساواة، مستقبل، أمل، إرادة، تحدٍ، بديل، طائفية، تعصب، عنف، ديمقراطية، دولة قانون، حرية فكر، حماية، إنماء، إنهاء، محاصصة، نبذ التطرف، مصالحة، سلام، وئام، ازدهار، تقدم، نساء، شيوخ، أطفال، متقاعدون، ديمقراطية، ديمو... قرا... طية، لا للطائفية، لا للتعصب القومي، لا للمحاصصة... يا لهذا الزيف كم هو مقيت؟
تستفز الجدران بقايا حزنك المتكلس، وهي تعيد إلى الروح صورة الأمس، بكل بؤسه وظلامه وسوداويته، حيث ابتسامة الرياء والكذب والخداع والتضليل، مرسومة على شفاه ووجوه الصور التي امتلأت الجدران بألوانها الفاقعة، مثلما امتلأت بكلمات خداع النفس قبل خداع الآخر: أنا لسان الشعب!! أنا صوت الشعب!! أنا السيف ضد الفساد!! لهم بالمرصاد!! للمظلوم عونا وللظالم خصما!!من أجل الفقراء والمحتاجين والمرضى!! أحدهم يبدو كان صادقا حين كتب تحت صورته: سأبقى.. سأبقى.! ولكنه لم يسأل نفسه مرة واحدة، لماذا سيبقى؟؟ وهذه السبع العجاف ترسم مليون علامة استفهام على بقائهم. سبع من السنوات لا تحمل في لحظاتها، سوى خراب على أنقاض الخراب الموروث، وتشويه لكل ما هو جميل في هذا العراق المبتلى.
تستنزف الجدران بقايا حزنك المتكلس، وأنت تحاول أن تجد مبررا واحداً لضياع سبع سنوات من عمرك، سبع سنوات عجاف تبخرت دون أن يبتل ريقك بقطرة أمان، سبع سنوات عجاف تبخرت، دون أن تكتحل عيناك بمرأى وردة جوري في حديقة عامة. سبع سنوات عجاف تبخرت، دون أن تبتسم شفتاك لمرأى طفلة عراقية بجدائلها الحمراء. سبع سنوات عجاف لعمر الإنسان العراقي؛ مائتان وعشرة ملايين من سنوات عجاف في عمر العراقيين جميعا. منْ المسؤول عن ضياع هذه السنوات من عمر العراقيين؟؟ منْ يستطيع أن يعوض العراقيين هذه السنوات من عمرهم؟؟ العالم المتحضر ((الكافر!!)) يقيس وقت الشعوب بأجزاء الثانية، ونحن نبخرُ قرونا من السنوات من عمر شعوبنا.
سبع سنوات عجاف؛ مائتان وعشرة ملايين من سنوات عجاف، تلطخت بهذا الزيف الذي يلون جدران بغداد وجدران بقية محافظات الوسط والجنوب.

 

 

free web counter