|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء 3/10/ 2012                                 ئاشتي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

على حافة السياسة

دموع روان..... لن تغفر لحكامنا *

ئاشتي

أستغفر الأمل الذي جف في روحي، مثلما أستغفر التفاؤل الذي تبخر من بين اضلاعي، لكي استعيد الوصال بهما، ولكي امسح عن حروفهما كل الزيف الذي خلقته هذه السنوات التسع، وكل الصدأ الذي غلف أرواحنا، وكل الحزن الذي أمتد جناحه على عيون أمهاتنا، مثلما أمسح الخوف عن شفاه أطفالنا، لكي تعلو أصواتهم، مثلما تعالى صوت الطفلة (روان)، وهي تردد الحكمة اليونانية (Childrein’s voice is the voice of God) في مهرجان ( أنا عراقي ..أنا أقرأ)، وهل هناك أنقى وأصدق من صوت الأطفال عندما يتعالى ضد الضيم الذي يخيم على نفوسهم؟ وهل هناك أنقى وأصدق من صوت الأطفال عندما يتعالى ضد الخوف الذي يتلبس عيونهم؟ خوف في الطريق إلى المدرسة، في حدائق اللعب، في الذهاب لشراء القرطاسية، في كل زاوية من زوايا حياتهم، فقد صار الخوف من القتل يرافقهم أينما يذهبون .

أستغفر الأمل الذي جف في روحي، مثلما أستغفر التفاؤل الذي تبخر من بين اضلاعي، وأستعيدهما من جديد، فصدى صرخة الطفلة (روان) أعاد التوازن إليهما في كل كياني، صدى صرختها وهي تردد بعفويتها الصادقة (هذا الوطن ما محتاج واحد يلطم ويبجي عليه.. ما محتاج واحد ينوح عليه.. محتاج واحد يعمره ويبنيه.. بس شلون نبنيه وزنوبه تبيع كلينكس بالشوارع ؟؟)، لا أدري هل استفزت هذه الصرخة ضمائر حكامنا؟؟ هل أيقظت في نفوسهم من جديد تلك الاحلام التي راودتهم يوم كانوا يناضلون ضد النظام المباد؟ هل أستفزت ضمائرهم صرختها (كافي ظلم.. كافي جهل.. هواي أتحملنه ظلم).. أشك في كل ذلك.. مثلما أشك في أن التاريخ يغفر لهم دموعها ودموع كل أطفال العراق، فقد مرت هذه السنوات التسع، ويوما بعد يوم نرى الأمل يجف في العيون، والتفاؤل يتبخر من بين الأضلاع، ولا شيء سوى الوعود من حكامنا، لا شيء سوى افتعال الأزمات، لا شيء سوى المشاريع الوهمية في الإصلاح، أصلاح ماذا؟؟ لا أحد يعرف !!، لا نريد شيئا يا حكامنا... لا نريد غير أن تتوقف عيون أطفالنا عن البكاء، وأن ترفرف الابتسامة على شفاههم .

أستغفر الأمل الذي جف في روحي، مثلما أستغفر التفاؤل الذي تبخر من بين أضلاعي، فقد أعادت صرخة الطفلة (روان) الرونق إليهما، ودموع احتجاجها منحمهما قوة، مثلما منحتني هالة من الفرح،

( يفترض الفرح وجود شيء نفرح به،
ولا يفترض الحزن أي شيء،
الفرح حالة حياة، والحزن حالة وجود
)

 

* نشرت هذه المادة في جريدة (طريق الشعب) يوم الاربعاء 3 تشرين الأول 2012

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter