| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأربعاء 28 / 8 / 2013 ئاشتي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
على هامش السياسة
عندما يكون الداعية إرهابيا ؟! *
ئاشتي
تفيض بروحك محطات من الحزن، وأنت تستعيد بذاكرتك تاريخ القتل في بلادك، والدعوات العلنية على القتل، ناهيك عن تلك الدعوات التي يتستر أصحابها بجلباب التسامح، وهم يضمرون من الكراهية للأخر المختلف بعدد خلايا أجسامهم، وكأنك في حضرة تاريخ بلادك، داخل في أزمان غابرة من الهمجية يوم كان القتل أسهل من شرب الماء على القاتل، فترتعد فرائصك ليس خوفا من القتل، بل هو خوف على حاضر ومستقبل بلادك، حيث لا يمكن لها أن تعرف معنى الاستقرار والتطور وهي تعيش في مسلسل من القتل لا أول ولا آخر له، والدعوة العلنية على القتل مثلما هي تبعث على الشعور بالخوف، تبعث هي كذلك على السأم واليأس والكراهية، ويبدو أن دعاة القتل يتمتعون بأكثر من صفة، فإضافة إلى كونهم إرهابيين هم أغبياء كذلك، يقرأون التاريخ مقلوبا على رأسه، لا يعرفون من أن الذين يدعون إلى قتلهم، يتمثلون قول أمام الفقراء علي ابن ابي طالب( لا أبالي، سواء لديَّ- أجئت إلى الموت أم جاءني)
تفيض بروحك محطات من الحزن، وأنت تحاول أن تمسح من ذاكراتك كل دعوات القتل التي دُعيَّ لها من قبل، وأنت العارف من أن التاريخ لا يرحم الأشرار، فكم من أمثال الحجاج وهتلر وصدام حسين عرف تاريخ الإنسانية، وكم من أمثال السيد المسيح والحلاج وفهد خلد التاريخ، والفرق بين الأثنين مثل الفرق بين الضياء والظلام، مزبلة التاريخ كانت مصير هتلر وأمثاله، والعُلا كان للحلاج وأمثاله، فليس بجديد أن نسمع البعض هذه الأيام يدعو إلى قتل الشيوعيين، لأن هذا البعض يريد أن يُعرف الناس بالمستنقع الذي سيؤول اليه مصيره، لأنه ربما لا يدري من أن تاريخ العراق المعاصر سجل بأنقى صفحاته صمود ومجابهة الشيوعيين للقتلة، وربما أمية هذا الداعية على قتل الشيوعيين، هي التي جعلته يسقط في هذا المستنقع، لأنه لا يعرف كم باءت بالهزيمة دائرة تحقيقات بهجت عطية وهي تحاول أن تفي بوعودها لأسيادها بالقضاء على حزب الشيوعيين، وكم انكسرت شوكة انقلابيي 8 شباط 1963، وكم تبخرت أحلام الطاغية المقبور صدام بتلاشي حزب الشيوعيين، هذا البعض الداعية على قتل الشيوعيين هو أرهابي لا يختلف عن ارهابي القاعدة الذين يقتلون العراقيين دون وازع من ضمير.
ترتسم بروحك محطات من تاريخ بلادك وحزبك الذي تفتخر بالانتماء إليه، لأنه لا يعرف الخوف مادام العراق ينام بين عينيه وإضلاعه وأنت تردد مقطع من عشاير سعود:
(هذوله أحنه السرجن الدم
عله أصهيل الشگر يسعود
وخلينه زهر النجوم
من جدح الحوافر سود
تتجادح عيون الخيل
وعيون الزلم بارود
وياخذنه الرسن للشمس من زود الفرح ونزود)
* نشرت هذه المادة في جريدة (طريق الشعب)يوم الأربعاء 28 أب 2013