|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء  1  / 4 / 2014                                 ئاشتي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

على حافة الانتخابات

شاطئ الوركاء....شاطئ الأمان *

ئاشتي

يتفيأ فرحك تحت ظلال شجرة أتيت بها من سفينة أوتنابشتم، لكي تستعيد إلى روحك فرحها السومري، ولكي توقد في كل ليلة شموعك التي ستنير طريقك مهما كان ظلام الليل، أنت المغموس دمك بنسيم الحب في صباحات الوركاء مثلما أطلق عليها في اللغة العربية، وفي الارامية أوروك وفي الاكدية اوتوغ بينما سماها اليونانيون اوريتش ولكنها تبقى سومرية المُحيا مهما اختلفت التسميات، عراقية في نبلها وانتمائها، بحثها عن الخلود اورثه لها أبنها البار جلجامش، لهذا رفعت عباءتها السومرية على رأسها وتزنرت بتاريخها البهي وراحت تنثر ورود المحبة في شوارع مدن العراق، المدن مدنها والشوارع شوارعها والناس اهلها الذين احبتهم وحفظت لهم تاريخهم مثلما ائتمنتهم على شرائعها التي تجسدت في كتابتها المسمارية، تنظر في عيون اهلها فيفزعها الخوف الكامن في نفوسهم كأن الموت سيكون ضيفهم بعد لحظة، تفترش التراب حزنا ويغزو الدمع مقلتيها كأنه الطوفان ثانية ولكنْ لبرهة، تنفض عن روحها جبال الهموم التي رأتها في عيون أبنائها وكأن الإله" آنو" مسح بكفه على قلبها، ابتسمت للحزن بثقة عاشقة من وفاء عاشقها، ورمت خلف ظهرها كل معاني التردد فهي السومرية الأصيلة وزغردت بصوت الحب الذي يملأ روحها لحفل عرس قادم، ستكون به عروس العراق القادم على مهرة قدمها مَهرا لها الشجاع والوفي " أنكيدو"

يتفيأ فرحك تحت ظلال شجرة أتيت بها من سفينة أوتنابشتم أسميتها الوركاء، فليس هناك من منقذ لما يمر به عراقنا غير أن نعود إلى التأريخ، والتاريخ هو الفيصل في اتخاذ الحل الناجع، تاريخنا سومري وحاضرنا يهيم فرحا بكل ما هو باعث على الحب والجمال والصدق والأمانة والشفافية وتحمل المعاناة دون شكوى والنبل والإخلاص والتفاني والشجاعة والتواضع والتواصل والنزاهة، هي هذه شجرتنا السومرية التي ستخرج إلى الناس بقميصها الناصع البياض لتقول لهم أنني عائدة، عائدة كي استعيد رفض أهل اورك إلى كل أشكال الاستعباد مثلما وقفوا مع الشجاع"أنكيدو" ضد اغتصاب جلجامش للعرائس، سأقف معكم واستعيد الأمان لكل روح عراقية، ولأجعل من صباحات العراقيين بيارق محبة لكل العالم لأنهم جبلوا من طينة الحب وترعرعوا على شاطئ الأمان...شاطئ الوركاء .

يتفيأ فرحك تحت ظلال شجرة أسميتها الوركاء ، وكأنك تستعيد رؤيا جلجامش التي قصها على أمه، لأنها ستساهم في إنقاذ هذا العراق

(يا أمي رأيت رؤيا ثانية
في" أوروك "ذات الأسوار العالية، رأيت فأسا مطروحة،
تجمع أهل أُورك عندها وازدحم الناس حولها
احببتها وانحنيت عليها كأنها امرأة
ثم وضعتها عند قدميك فجعلتها أنت نظيرا لي
)
 

* نشرت هذه المادة في جريدة(طريق الشعب) يوم الاربعاء 2 نيسان 2014
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter