|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء 19/9/ 2012                                 ئاشتي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

على حافة السياسة

ذكورية المجتمع...ذكورية المفوضية *

ئاشتي

يقرأ صمتك عناوين الضوء بكل انسيابيته، مثلما يقرأ أبجديات الظلام بكل تعرجاته، حيث تتوالى هذه التعرجات على سطح وحدات زمن الوطن، فلا ترى مندوحة من أن ترمي بكل انفعالات حزنك في لغة تعلمت منها الإبحار، لعل غيوم الظلام التي بدأت تحيط بكل كيان وطنك، تسحبها رياح ضوء الكلمات إلى البعيد البعيد عن عيون الوطن، ولكن هل يحدث هذا دون عاصفة الوعي البشري؟ تلك العاصفة – الحلم والتي انتظرتها منذ أن تعلمت تقرأ خطوط المجهول القادم من خلف الحدود، رغم قناعتك من أن القادم من خارج الحدود، لا يعدو أن يكون أكثر من دخيل على تفاصيل حياتك، يمتص رحيقها بما ينسجم مع مأربه، رغم كل ادعاءاته التي طبلَ وزَمرَ لها القادمون معه.

يقرأ صمتك عناوين الضوء بكل انسيابيته، مثلما يقرأ أبجديات الظلام بكل تعرجاته، حيث تتوالى هذه التعرجات على سطح وحدات زمن الوطن، تتوالى في كل لحظة وكل دقيقة وساعة من يوم العراقيين، ففي كل يوم يأتي إلينا حكامنا بمؤشر واضح لتعرجات هذا الظلام، مرة يكون المؤشر مختفيا بين طيات النهب والسرقات، ومرة يكون متلاشيا مع تزوير الشهادات، ومرة غارقا في بحر من المحاصصة الطائفية والقومية، وأخر صيحات مؤشر التعرجات هذا، هو ما جاء به مجلس النواب في جلسته الـ 23 من الفصل التشريعي الأول للسنة التشريعية الثالثة، من أجل التصديق على أعضاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات (أقرأ اللامستقلة)، والمضحك المبكي بهذا التصديق المحاصصاتي، أنه تشابك مع مفهوم التمييز بين المرأة والرجل، فرغم أن الكوتا النسائية في البرلمان تشكل 25 بالمئة ، إلا أنها (الكوتا) شكلت في اختيار الأعضاء التسعة للمفوضية العليا صفرا في المائة، وبالطبع من منطلق كوننا مجتمعا ذكوريا لهذا أرتأى مجلس نوابنا أن يطغي مفهوم الذكورية على المفوضية أيضا، متناسين من أن نسبة النساء في مجتمعنا تجاوزت الـ 60 بالمئة، مثلما تناسى مجلس النواب حقيقة، هي أن التوازن المجتمعي يخلق التوازن في اتخاذ القرارات، لهذا فأن ثلاث نساء في هذه المفوضية، ربما يجعلها تؤدي مهامها بشكل يرقى إلى كونها مفوضية عليا.

يقرأ صمتك عناوين الضوء بكل انسيابيته، مثلما يقرأ أبجديات الظلام بكل تعرجاته، ما دام هذا الصمت أقوى من ضجيج كل الزيف، وما دامت [ وفقا لما تقوله ثقافتنا، ليس (الوطن) القاعدة الأولى لحياتنا المشتركة، حقوقا وواجبات، بل (الحزب) و (الولاء) و (الانتماء)..... فثمة مجتمعات (حديثة) لا ( يتقدم ) فيها أي شيء إلا ( القديم) ...]

 

* نشرت هذه المادة في جريدة (طريق الشعب) يوم الاربعاء 19 أيلول 2012

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter