|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء  17  / 9 / 2014                                 ئاشتي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

على هامش السياسة

اللومانتيه ....مهرجان الألق الشيوعي *

ئاشتي

ينتحر عملاق حزنك عند بوابات ذكرياتك الجميلة وأنت تستعيدها في روحك، وجمالية هذه الذكريات ترتبط بمصير ارتباطك الإنساني بفكر لما يزل يمثل الصدق والوضوح في تجلياته النظرية، وللذكريات الجميلة طعم لا يختلف كثيرا عن طعم ملاذ جميل حين يهدك التعب، لهذا نرى الكثيرين منا يلجأون إليها عندما تطبق الدنيا بخناقها عليهم فتبدو هي متنفسهم الوحيد لتجاوز تلك المصاعب، ولكن الأمر يختلف كثيرا عندما تعيش حدثا يعيد إلى روحك ذكريات تنسجم مع ما يخلقه الحدث من جمال، تستعيد بها صباك الذي عشت سنواته في تلك المدينة الجنوبية الغارقة في الهدوء مثلما هي غارقة في الكسل والفقر، ذكرياتك تلك كانت مع رائحة الورق المطبوع عليها حروف تفتح مساحات وطرقا جديدة في ذهنك وروحك معا، ورغم صعوبة الفهم التي تواجهها إلا أن سعادتك تتفتح أزهارها مع كل فكرة تتوصل إلى معناها الدفين بين الكلمات، صار الاكتشاف ليس هواية بل هو انجاز يتطلب البحث الدائم، وبدونه تتبخر الابتسامة من على الشفتين وتفقد بوصلة الروح اتجاهها، لهذا ازداد الارتباط وثوقا وازدادت الرغبة إصرارا، وما عاد للتردد والتراجع غير أن يدفنا في مقبرة بدون معالم، كل هذا كان بفعل الحرف المطبوع والذي تجسد في جريدتي الفكر الجديد الأسبوعية في بداية سبعينات القرن المنصرم وجريدة طريق الشعب فيما بعد، كل هذه الذكريات استعادت رونقها وأنا أتجول في مهرجان جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي اللومانيتيه (الإنسانية) فقد كان حقا مهرجانا للألق الشيوعي.

ينتحر عملاق حزنك عند بوابات ذكرياتك الجميلة وأنت تستعيدها في روحك، هي مبعث فرحك واستمرارك في الطريق التي اخترت، ولا ريب هناك الكثير من العثرات ولكنها لا تعيق المواصلة، لهذا ترى فرحك يتفجر شوقا وحنينا وأمنيات وأنت تتجول في قطاعات مهرجان اللومانيتيه، الشباب يخلق هالات من الفرح من خلال الغناء والرقص، الحزبيون يمضون وقتهم في تهيئة ما يستلزم لهذا الفرح، القياديون يقدمون محاضراتهم عن الأيام القادمة، كل شيء يتفاعل في بوتقة الفرح الذي يخلقه المهرجان، الصحف اليسارية والديمقراطية والشيوعية كان لها حضور في المهرجان، وفي القرية الأممية احتلت خيمة جريدة حزبنا المركزية (طريق الشعب) موقعا متميزا لها بين الصحف الشيوعية.

ينتحر عملاق حزني وإنا أتذكر قصيدة الشاعر الشيوعي بول ايلوار عن الحرية وهو يتغزل بها لهذا اليوم وللغد :

(فوق عتبة بابي
فوق الأشياء الأليفة
فوق موجة النار المباركة
أكتب اسمك
فوق كل لحم مستباح
فوق جبين أصدقائي
فوق كل يد ممدودة
اكتب اسمك
فوق واجهة المفاجآت
فوق الشفاه اليقظة
فوق الصمت تماما
اكتب اسمك
)
 


* نشرت هذه المادة في جريدة (طريق الشعب) يوم الأربعاء 17 أيلول 2014



 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter