|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الثلاثاء  15  / 2 / 2016                                 ئاشتي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

على هامش السياسة

حزب البعث...حزب الدعوة...نهج مشترك

ئاشتي
(موقع الناس)

"1"
يوم كان الحزب الشيوعي العراقي في جبهة وطنية مع حزب البعث، كان الأغلب من الشيوعيين يعتقدون من أن الجبهة وتشكيلها عمل نضالي يتطلب عدم التطير من الأحداث اليومية التي يقوم بها صغار البعثيين، مادامت قيادة حزبهم مؤمنة بهذا النهج الثوري الذي سوف يتمخض عنه تطورا هائلا في بنية وطننا ومجتمعنا، والجبهة هي فعل سياسي يحتمل الاختلاف والتلكؤ وربما الفشل، ولكن علينا أن نصونها من كل هذه العثرات، وهذا لعمري قناعة راسخة كانت لدى قيادة الحزب الشيوعي العراقي، ووفق منطق فيلسوف منهج التفكيك جاك دريدا إذ أنه يقول (عندما نعتقد أن ما نقول صحيح ونؤمن به، فلا يمكن أن نكون كاذبين، حتى في حالة كون أقوالنا خاطئة) لهذا لم يتم تفسير الأحداث الصغيرة التي كانت تهدف في حقيقتها إلى تحجيم دور الحزب الشيوعي، على أنها نهج يؤدي إلى الأسوأ مستقبلا.

"2"
التاريخ العراقي المعاصر شاهد على النتائج التي أفضت إليها الجبهة وسلوك صغار البعثين، وبالطبع دوائر الأمن التابع للسلطة والتي هي سلطتهم، ناهيك عن المضايقات اليومية في أغلب مناحي الحياة، والقرارات التي تم فرضها على الحزب الشيوعي بذريعة النوايا الصادقة من التحالف أو دعم التوجه الجبهوي، ومنها قرار حل المنظمات المهنية والديمقراطية، ومنع العمل السياسي والحزبي في الجيش، وتبعيث التعليم، وحصر القبول في بعض الكليات على البعثتين فقط مثل التربية وكلية الفنون الجميلة، كل ذلك أدى في النهاية إلى تفليش عقد القران هذا وقتل العديد من الشيوعيين وفرض صيغة التعهد على الكثيرين منهم.

"3"
وحسنا فعلت قيادة الحزب الشيوعي في تجميع قواها من منطلق مبدأ رصين مواجهة العنف بالعنف وأعلنت الكفاح المسلح أسلوبا نضاليا إلى جانب الأساليب النضالية الأخرى، وحاولت أن تجمع الكثير من القوى المعارضة لنظام البعث في اكثر من صيغة عمل مشترك، ومن هذه الصيغ إصدار بيان التفاهم عام 1982 مع حزب الدعوة العراقي، والذي كان يدعو للتعاون والعمل المشترك بين الفصائل المعارضة لنظام البعث في العراق، ومن منطلق أن الحزب قدم الكثير من التضحيات وهذه حقيقة لا يمكن أنكارها، ولكن بعد عام 2003 صار للسلطة سحرها القوي على قيادة هذا الحزب، وسرى مفعول هذا السحر على كل الأحزاب والكتل السياسية الإسلامية.

"4"
حين تم تشكيل الوزارات كان من السهل أن تعرف تابعية هذه الوزارة لأي حزب إسلامي، حيث أن طاقمها يبدأ من المستخدم إلى الوزير إلى البطالة المقنعة فيها كلهم من هذا الحزب، ربما بدأ البعض من الذين لا ينتمون لأي حزب يترحمون على نظام البعث، والمشكلة الأكبر لا تستطيع أن تتحدث مع أحدهم إذا لم تضع أكثر من خاتم في أصابع يديك وتطيل شعر ذقنك، وربما ترتدي العمة سوداء أو بيضاء لا يهم.

"5"
حزب البعث وحزب الدعوة نهجهم مشترك، ومن يعترض من حزب الدعوة عليه أن يثبت أن الذي قام بهذا الفعل الموثق صورة وصوتا لم ينتم اليهم. ويطالب بمحاكمتهم.

وهذا رابط الفيديو.
https://www.youtube.com/watch?v=fQ3IXUMy9a8


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter