| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ئاشتي

 

 

 

                                                                                     الأربعاء 15/2/ 2012

 

 على حافة السياسة

سياسيون من افياء باهتة *

 ئاشتي

أطوي ظلال حزنك تحت أضلاعي، مثلما يطوي الليل أسرار عشاق المدن الضائعة تحت بساطير جيوش ظلامه، لأنك الحبيبة التي لا مفر من الغرق في بحار كلماتها التي لم تنطقها بعد، ولا مهرب من الضياع في صحارى ابتساماتها المنتحرة على الشفاه، لاسيما وأنك تبكين بلادك صباح مساء، عندما أضحت بلاد من ورق، حيث لا يستكين الجرح من الألم، ما لم تشرق مع الشمس ابتسامات الفرح على شفاه طفلة عراقية، ولكن من أين نجئ بالشمس لبلاد من ورق؟؟ فالسياسيون ومنهم الحكام على معادلة الاختصاص صنعوا من ورق، صنعوهم لنا، قالوا هؤلاء حكامكم وسياسييكم صنعناهم من عجينة ورق خاص لكم، لا يخيف بعضهم بعضا، وهذا أول معيار للديمقراطية، ولا ينتقص بعضهم من بعض، لأنهم من عجينة ورقية واحدة، ولا يغرنكم فيهم التعملق البهلواني، لأنهم يبحثون عن الزيادة في الطول، ولكنهم لن يجدوها، ولا يضرنكم فيهم معاداتنا، فهذا السر نحن دفناه في خلاياهم، لا من أجلهم بل من أجلنا نحن، كي يمتصوا غضب الذين ينقمون علينا، وهذا في الحقيقة جدوى صنعهم من ورق.

أطوي ظلال حزنك تحت أضلاعي، مثلما يطوي الليل أسرار عشاق المدن الضائعة تحت بساطير جيوش ظلامه، ليس لأنك الحبيبة التي أرتمي بين كفيها فقط، بل لأنك ملجأ هروبي من حتمية الانحناء لسياسيين لا نعرف حقيقة انتماءهم للسياسية، إلا من خلال تهديد بعضهم بعضا، وفي الوقت ذاته يدعون إلى التوافق الوطني، والمصالحة الوطنية، والشراكة الوطنية، والمؤتمر الوطني، وفي الحقيقة هم يشتركون في مليشيات القتل الوطني، يعلنون ذلك حين تضيق مساحة بعضهم، ويتناسون ذلك عندما يفيض السحت الحرام من نوافذ بيوتهم، عندها يتسترون على بعضهم البعض، وتبدأ جولات تقبيل اللحى، فتعقد الاتفاقات التي تنفرط على الورق قبل الواقع، وتُرسم خرائط طرق الإصلاح السياسي، التي لا يلتزم بها الموقعين عليها، بعد ذلك ترتفع بالونات الاتهامات، والكثير من أبناء الخائبة، يصدقون هذا ويكذبون ذاك، والحقيقة هي غير ذلك، الجميع يدخل لعبة عض الأصابع، لأنهم حكام وسياسيين من افياء باهتة، عديمة اللون والطعم والرائحة، ولكن ليس كالماء.

أطوي ظلال حزنك تحت أضلاعي، مثلما يطوي الليل أسرار عشاق المدن الضائعة تحت بساطير جيوش ظلامه، كذلك هم السياسيون حكامنا، يغلفون أسرار خلافاتهم تحت أدعاء وطنيتهم، غافلين من أن صحوة الشعب اكبر من صناع عجينتهم الورقية، وما لنا غير أن نـُسمعهم صوت موكب العباسية ماذا يقول:

كل عام يمر نفس ألحاله ......يوم أسوء من يوم
خير بلادي يروح لغيري .....وأنه ألمنه المحروم
يا سلطتنه أحچيهه ......خل نعرف تاليه
يا حسين المظلوم .....يا صوت المحروم


* نشرت هذه المادة في جريدة (طريق الشعب) يوم الأربعاء 15 شباط 2012
 


 

free web counter