| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

ئاشتي

 

 

 

                                                                                     الأربعاء 14/9/ 2011

 

 على حافة السياسة

لون الدكتاتورية وطعم ثمارها  *

 ئاشتي


نستحث خطى الحلم، فليس لسنوات العمر مزيد من الأنتظار، وليس هناك متسع لعبث بحياة جديدة، مادامت معالم الحلم ذلك الذي انتظرناه طويلا، ترسم أطرافها على بوابة مخيلتنا، فتجعلنا نحلق معه في دوائر من فرح بدوي، حين يستدل إلى خيمته بنسمة عابرة من رياح الجنوب، ويبدو أن قدر العراقيين أضحى مثل قدر ذلك البدوي، يفرح لهبوب نسمة يتصورها سذاجة هي الاستدال الواقعي لمرابع بيته في الصحراء، وصحراء أحلامنا تمتد أطرافها على مساحة هذا الحزن، أو في الحقيقة صحراؤنا تمتد على مساحة بؤس حكامنا، حين يستدلون في بوصلة حكمهم إلى هبة نسيم باردة من نسيم الصباح المغلف بكل ما يبعث على الحزن أمام عيونهم، فيتصورنها هي الدلالة في استمرارهم بالتمسك بصولجان الحكم.
نستحث خطى الحلم، فليس للصبر في أرواحنا غير بقايا من ألم، وليس لتحمل هذا الألم غير بصيص أمل، ربما ستمتص توهجه عاصفة اليأس، حيث تلوح وعن قرب معالم جنونها، جنونها المتميز في اقتلاع جذور كل ماهو باعث على التفائل، وكأنما قدر العراقيين هو حكام لا يستسيغون كرسي حكمهم دون تاج الدكتاتورية، يضعونه على رؤوسهم بكل افتخار بهذا البؤس، فتنبت في كل شوارع هذا الوطن وساحاته اشجار دكتاتوريتهم، صفراء أوراقها بلون حقدهم على الناس، ومرةٌ ثمارها بطعم كراهيتهم للجمال.
نستحث خطى الحلم، ونمضى مع انتظارانا بتحقيقه إلى مديات واسعة من الأصرار، نعلن فيه عن رفضنا لكل ما يجعل نهارات عراقنا مغبرة، ويزرعها الحكام بوعود كاذبة، سترفرف راية حلمنا في جُمع البقاء القادمة، وسنمضي بعيدا مع قارب الحلم، فالاصلاح واجب، والتغيير حق، وليس لنا غير أن نتمسك بحبل هذا الحلم، حلمنا في عراق لا يعرف الجوع، عراق لا يعرف هدر الدم، عراق يتذوق طعم الحرية كل صباح، عراق تقتلع منه كل جذور الدكتاتورية، عراق للجميع.
نستحث خطى حلمنا، ونردد في ساحات هذا الوطن الذي تغطية سحابة من الهموم، ربما كل يوم وليس فقط يوم الجمعة، نشيد الحرية بأعلى اصواتنا.
( ها هُنا نلتقي ونغنّي ونكتبُ
- هذا قليلٌ
ونسيرُ، ونهتفُ
- هذا قليلٌ
ونشقُ الطريقَ ونهجمُ
- هذا قليلٌ
ونغيرُ هذي الوجوه َ ونجرفُ هذا الظلامَ )
 


* نشرت في جريدة (طريق الشعب) يوم الأربعاء 14 أيلول 2011
 


 

free web counter