|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء 14 / 8 / 2013                                 ئاشتي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

على هامش السياسة

أنه المطر مرة ثانية  *

ئاشتي

سأرمي بكل احتمالات الانسجام مع الإصلاح إلى مزبلة الوهم، واستعيد الهموم التي تتراكم في الصدور من حالات التردي المتعددة، حيث لا ينفع مع تكلسها غير المطر، والذي تبدو بشائره ثانية، في غيوم مدلهمة بدأت في سماء الناصرية والبصرة، وستنزل جام غضبها على الذين لا يعرفون كيف يديرون أمور الدولة، بعد أن توفرت لهم كل ممكنات قيادتها، فقد أضحى الدم العراقي أرخص من كلمة استتباب الأمن عندما يقولها الحكام، وأمسىت الاستهانة بفطنة وذكاء العراقي، اسهل من قرارات مجالس حكامنا بكل أنواعها حتى توهم حكامنا من أننا لا نعدو أكثر من بشر يتلقى الصفعات بسماحة أكثر من سماحة وصايا السيد المسيح، فقد تجاهل أو جهل حكامنا تاريخ شعبنا، تناسوا ثورة العشرين، وانتفاضة سوق الشيوخ، وانتفاضة آل أزيج، مثلما وضعوا عصابة على أعينيهم من انتفاضة فلاحي ده زيي، فعندما يهمل الحكام تاريخ شعبهم يسقطون في منحنيات الوهم، عندها لا ينفع معهم غير المطر.المطر الذي سوف يمسح عن وجه الوطن كل أدران المزيفين والفاسدين.

أفتح في الصحو نافذة على أحقية الحكام في التطاول على حقوق الشعوب، فلا أرى غير حق التجاوز على مقدرات عيشهم بكرامة وعزة!!، وعندما تتلاشى أضواء البحث عن الممكن في الإصلاح، لم يكن أمام الشعوب غير أن تنتصر لعيشها بكرامة، ولهذا لم يكن أمامها غير أن ترفع راية المطالبة بالتغيير، مادام الإصلاح غير نافذ المفعول، والتغيير حق شرعي تكفله الأديان السماوية والشرائع الأرضية، وتنسج على أرضية صياغته شبكات من احتمالات تحقيقه، كي يتسنى لها أن لا تمنح الفرصة ثانية بيد من لا يعرف (كيف ينتف لحيتها) وبما أن التمسك بالسلطة أصبح مرض شرقي، لهذا فأن الحكام لا يسمحون لأنفسهم بالتنازل عنها طواعية، عند ذلك لا ينفع معهم غير المطر، وهل هناك أكثر نجاعة من المطر؟ ولكن المطر هذه المرة جموع بشرية، لا ترغب بأكثر من أن تتنفس وتأكل وتشرب بحرية خارج أطار التحكم بها، وخارج أطار الخوف، بعيدا عن أطار النهب والسرقة على حساب قوتها اليومي، بعيدا عن منح المكأفات لمن لا يستحقها، هم بحاجة واحدة فقط، عندما يخرجون من بيوتهم لا يودعون أبناءهم الوداع الأخير.

أنه المطر مرة ثانية مثلما يقولها الفنان حسن كَرمياني في أغنيته الشهيرة(ديسان بارانه) المطر وحده القادر على التغيير وليس هناك غيره يا حكامنا
( انه المطر ...مرة ثانية
يبللني رويدا رويدا
وأنتِ تتبخترين بدلالك
جعلني خارج محرمات ديني
)
 


*
نشرت هذه المادة في جريدة (طريق الشعب) يوم الاربعاء 14 أب 2013


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter