الأربعاء 10/6/ 2009
أوراق من تلك الأيام
(1)النصير ئاشتي
تحاول أن تسبق ضياع لياليك / كي تزرع على جرف ذاكرتك بعضا من شقائق النعمان / لعل زمن آخر يأتي / ينتصر فيه الورد لكل تلك الجراح التي حملت الحب بين شفتيها / وراحت في إغفاءة حلوة تباركها نسائم الصباح / فما عاد في الروح من زوايا تهرب اليها / وما عادت أيامك تنتظر شمس صباح آخر / لا أدعوك بهذا أن تترجل عن راحلتك / وإنما أُذكي في روحك جمرة الحب / كي تتواصل مع القادم الذي كنت تغفله / ولكي لا تردد ذلك المقطع الذي سجلته في دفترك قبل ثمانية وعشرين عاما .
(شمعه كَطرني الصبر فوك الصواني
وخيط بس الخيط
يحبيب صفيت)
فما دام في روحك صبر البراري / لا تجعل شمعة الفرح المتوهجه في ثناياك تطفئها عصيات كوخ / مثلما حاولت ْ تلك العصيات أن تمتص رحيق رئتيك ! / يوم كنت يافعا يقطر التفاؤل من بين شفتيك / مثل عسل زهرة جبلية / وكنت تغني طربا لسماع أزيز النحل / فيستفيق بروحك ألف غصن من الفرح الغجري / ويضاء ليلك بألف فانوس من الغناء الجنوبي / وتصير الدنيا بين أصابعك مثل تفاحة / تقضمها حيثما شئت.
لا ريب من أنك تنتظر في زاوية مهملة من زوايا العالم / عسى أن تجد من ينظر في أوراق رئتيك / ويحدد جنسية إنتمائك الى وطن ما فضلت أجمل بلاد الدنيا عليه / تضحك وتقول ، قدمت روحي على كفيَّ وكانت عراقية فخذلوني / ساورني الشك في أن أقدم لهم هذا الدفتر الذي بين يديك / ولكنني خفت ُ أن تدنسه نظرات عيونهم .
أتصفح أوراق الدفتر / كتابات رفاقك توحي بأنك سوف تعود اليهم / كي تواصل معهم تلك الطريق التي أخترتموها/ ولكنك إنزويت في قرية نائية من بلدان أوربا / وربما نسيتهم جميعا ؟؟
تضحك والحزن يمتد على عينيك بكل ثقله / وتقول بكل الصدق من أنك ما نسيتهم / ولكنك لا تعرف زوايا ضياعهم في العالم / لهذا سألتني عن عناوينهم ؟؟ / أرقام تلفوناتهم؟؟ / كي تتواصل معهم / فهم بالنسبة لك عنوان دائم لكل الضياع الذي تعيشه ويعيشه الأخرون.
الأسم الأول : سليم
العنوان قضاء العمادية / قرية سبيندار / مقبرة سبيندار
شاهدة القبر ليس عليها رقم التلفون
كتب اليك في دفترك مايلي :
( الرفيق العزيز ابو فاطمة
كل ما أتمنى لك أن تصبح معافى ، وإننا هنا رفاقك الأوفياء لمبادئ حزبنا ،سننفذ ما تتمناه على الساحة الكوردستانية ،أتمنى لك ثانية صحة دائمة وسعادة هانئة ،دمت للشعب والوطن والنضال
رفيقك المخلص
سليم
هيركي 2/3/2009 )
أعرف إن الدمع تجاوز حد الطوفان / وكان بعمق الصمت الذي يؤطر شفتيك / مثلما هو حزنك على سليم / بعمق هدوئه وصمته وطيبته التي تتجاوز في تطاولها أغصان أشجار السبيندار .