| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالستار نور علي

 

 

 

السبت 22/1/ 2011



يومـيات مدينة
(الجزء الأول)

عبد الستار نورعلي

الإهداء

سلاماً أسكلستونا!
سلاماً بغداد!
سلاماً شظايا جثةٍ ممزقةٍ في الشوارعْ!
سلاماً أحلامَ اليقظةِ!
سلاماً أحلامَ النومْ!
لقد ارتدينا رداءَ الليل وهماً أنه النهار
فتسلينا بلعبةِ النومِ
لنستيقظَ في الشوارعِ الخلفيةِ
بالمدنِ الامبريالية الكافرةِ !

الثلاثاء 15 سبتمبر 2009 الساعة الحادية عشرة صباحاً

 


أخافُ أنْ ألقي رؤوسَ اصابعي
فوق الحصى،

الأرضُ تحتضنُ السجائرَ
تحتسي أثرَ الشرابْ
نَفَسَ الترابْ،

الحديقةُ في شعاع الشمسِ تغفو
في دُخانِ ثمالةٍ منْ كأس هذا اليومْ،

الصمتُ يُطبِقُ ضربةً منْ جمرةٍ سقطتْ
على صوتِ خريرِ النهرِ ... ينسابُ إلى البحرِ،
وحيثُ سفينةٌ منْ سندبادِ الريحِ تنتظرُ الرؤوسْ،

هذي القصيدةُ قطعةٌ منْ بوح ميدانٍ تساقطَ خيلُهُ
في ساحةِ الرجعِ القديمِ ،
وسمّرتْ أنفاسَها عندَ انغلاقِ البابِ
في بلدانِ أسوارِ الكلامْ،

 الثلاثاء 15 سبتمبر 2009 الساعة الرابعةَ عشرةَ


ذاكَ الثمِلُ النائمُ فوقَ العشب الأخضرِ
ما بينَ دخانٍ يمتطي الأغصانَ
في هذي الحديقةِ ، والخليلةُ قربهُ
لا تعرفُ التاريخَ ، لا الجغرافيا، ولا مناخَ اليومِ،
تنظرُ في فراغِ الروحِ لا تدري الذي
يجري على الأرضِ ولا العشبِ،
ولا النائمُ بالقربِ اليها يعرفُ القصةَ،
كيف التقيا جوارَ هذا النهرِ تحت الشجرهْ،
كيف استذاقا البيرةَ الحارةَ من فوهةِ العلبةِ،
كيف انتشيا ، غابا معاً وسط دخانِ العالمِ التائهِ
مذْ ايامِ سيدوري،

عرباتُ أطفالٍ تمرُّ
وأمهاتٌ يرتدينَ الحبَّ والضحكاتِ
عطّرنَ الطريقَ بهمهماتٍ وأحاديثَ
عن الشمسِ التي سطعتْ بهذا اليومِ
تمنحُ منْ حرارتها حكايةَ كيفَ أنّ الجلدَ يحترقُ،
وكيفَ الكلبُ ينطلقُ،
وأخبارَ الرجالِ والعملْ،

وتعريْنَ على العشبِ، اضطجعْنَ،
وغسلْنَ الجلدَ منْ صدأ المَللْ،

وشبابٌ مثل فلقاتِ القمرْ،
وقفوا في الناصيهْ
بشرابٍ من كسلْ!

الثلاثاء 15 سبتمبر 2009 الساعة الخامسةَ عشرةَ


بين رفوفِ الكتبِ الباسطةِ الأفياءَ
نساءٌ ورجالٌ في رحابِ العينِ يمتشقونَ
أخبارَ النهارِ من الجرائدِ،
والموائدُ رحلةُ العمرِ الطويلةُ
في صدى الصفحاتِ ،

في الزاويةِ المشرقةِ الأركانِ
المصباحُ منْ ضوءِ النهارِ،
وأنا ما بينَ يابانَ ورومانيا
وشِعرِ القيصرهْ (1)
ونيكيتا ستانسكو (2)
أغلقُ القصيدةَ العصماءَ والحداثةَ المنغمسهْ
في مطر الغربِ وفي ثلجِ الشمالِ،
أفتحُ النافذةَ المطلةَ
على حقول الشرقِ والغربِ،
وأسقي شبقي من مائها، هوائها،
وأستريحُ ساعةً منْ تعبِ الطريقْ،

(1) القيصره: المقصود اميراطورة اليابان "مِشيكو" في اشارة الى مجموعتها الشعرية (مجرى التيار) التي تحوي قصائد كتبتها بين عامي 1990 – 2007 وهي قصائد قصيرة تتألف كلّ قصيدة من خمسة اسطر تتحدث عن الطبيعة.
(2) نيكيتا ستانسكو: شاعر روماني 1933 – 1983 في اشارة الى مجموعته الشعرية (انحناء الشمعة).

الأربعاء 11/11/2009 الساعةالثالثة عشرة


تتوالى أحلامُ اليقظةِ
في دفترِ طيّاتِ العمر،

في خمسينات وستينات القرنِ الراحلِ كانَ يجوبُ
فوقَ نصالِ القرنِ الغربي ... يحلمُ
أنْ يضعَ وسادةَ أرض الغربِ
تحت الرأسِ، وينامُ
فوق حصانِ كاري كوبر وبرت لانكستر
ونهدي مارلين مونرو وبريجيت باردو
يرقصُ مع زوربا اليوناني،

كانَ يحدّقُ في تلك السماءِ السمراءِ
فيرى مطراً يهطلُ في عينيهِ
من فوق "مرتفعات ويذرنج"، (*)

ينسلُّ خفيفاً مثلَ الريشةِ في قصفِ الريحْ
خلف حدود الأوهامِ ، وينامْ
في "ميراثُ الريحْ"
وصدى سبنسر تراسي وفردريك مارشال، (**)

يحلمُ أنْ يمتطيَ صهوةَ طائرةٍ
صوب اليوتوبيا الأرضية
الوهمية
عبر الأرض يباباً و ت. س. اليوت،

قرأ كثيراً
عنْ أبواب هواء حقول الحريةِ هناك،
عن الثورةِ هزّتْ أركانَ العالمِ في عشرة أيامْ،
عن ماياكوفسكي، لوركا، نيرودا، وأخماتوفا ،

حين تُشرعُ تلك الحريةُ أذرعَها
يُخرجُ أناملَه المدفونةَ في مقبرةِ التاريخ
ليخطّ حضارةَ هذي الأيام
في ناموس الصخرةِ ،

يحلمُ هذي الأيامْ
برمالِ الصحراءِ الشرقيةِ أنْ تمتدَّ ، لتنامْ
على وسادةِ قلبهْ،
فيفيقُ وشمسُ ظهيرتها تُشعلُ رأسَ قصيدتهِ
منْ أول ايام ولادتها،

قالَ الحلمُ يوماً:
إنّ النائمَ فوق حريرِ يديَّ
يستيقظُ مخمورَ العينينْ،
وسيأتي الليلُ الآخرُ مقسوماً نصفينْ،
نصفاً في قدحِ الخمرةِ ممتزجاً بسرابِ الخيلْ،
نصفاً يشربهُ عواءُ الليلْ

(*) مرتفعات ويذرنج : رواية الروائية الانجليزية ايميلي برونتي التي عاشت وشقيقتاها الأخريان شارلوت الكبرى وآن الصغرى في القرن التاسع عشر. ماتتْ ثلاثتهن بالسُّل في عمر مبكر مخلفاتٍ كلُّ رواية اشتُهرت بها، (جين آير) لشارلوت ، و (آغنس غراي) لآن والتي لم تلقَ اهتماماً وشهرة مثل روايتي شقيقتيها. .
(**) ميراث الريح (Inherit the wind): مسرحية امريكية كتبها عام 1955 كلٌّ من (جيرومي لورنس) و (روبرت أدوين لي)، تتحدث عن قصة وقعت عام 1925 في ولاية تنيسي بأمريكا لمدرس درس تلاميذه نظرية داروين في النشوء والارتقاء فحوكم بتهمة الإساءة للدين حيث كانت قوانين الولاية تمنع تدريس أية نظرية في الخلق تخالف ما جاء في الانجيل. أُنتجت المسرحية في عدة أفلام أولها عام 1960 وقد مثل فيها عملاقا الشاشة الأمريكية سبنسر تراسي وفردريك مارشال.


مكتبة المدينة العامة - اسكلستونا/السويد



* نشرت اليوميات هذه في مجلة (الثقافة الجديدة) العراقية العدد 337/2010

 

 

free web counter