| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالستار نور علي

 

 

 

الخميس  19 / 12 / 2013



التآخي والفيليون ثانيةً

عبد الستار نورعلي

نشر رئيس تحرير صحيفة التآخي الاستاذ بدرخان السندي اعتذاراً للكرد الفيليين، عن نشر مقالة السيد وسام رحمن اليوسفي (الكورد الفيليون وسياسة الترويض المكشوفة) في صحيفة التآخي بتاريخ 05-12-2013، والتي هاجم وشتم فيها الفيليين بقسوة وانفعال وتجريح.

حاول الاستاذ بدرخان السنديّ التخفيفَ منْ وقع وآثار ما كتبه اليوسفيّ منْ اساءاتٍ بحقِّ الكرد الفيليين، إذ قال:
"مقال يحمل الماً كثيراً والكاتب لا يريد سوءاً بقومه قدر ما يشعر بجرح كبير لهذا الذي يحدث ويروج له البعض القليل من الاخوة الفيليين ولو لم يتحدث الكاتب بلغة العموم لاستقام حديثه اما انه وقد جعله عاماً في كل المقال وخاطب كل الفيليين فهذا امر مردود وننتقد الكاتب عليه ولو سألني احدهم وبصفتي رئيس تحرير هذه الجريدة هل انا مع نشر هذا المقال؟ سأجيب بكل صراحة كلا ابداً"

الكاتب الحقيقيّ هو الذي يحترم قلمه واسمه، ويبتعد عن الانفعال والمشاعر الذاتية والطعن والشتم والعصبية. وهو الذي يفكّر عشرَ مراتٍ وأكثر قبلَ أنْ يُسطّر كلمةً، لأنَّ الكلمة مسؤولية خطيرة، فوقعُها أشدُّ منْ حدِّ السيف. لأنّها تخاطب الأحاسيس والوجدان والفكر، وتحفر عميقاً في النفس، وربّما تُسبّب جرحاً عميقاً غائراً غير قابل للاندمال والنسيان. وكم منْ كلمة قادتْ الى حروب ومقاتل. والاستاذُ السنديُّ، كاتباً وسياسياً وأديباً، أعلمُ مِنْ غيره بهذا. ولذا كانَ قولُهُ قاطعاً وبمسؤولية :
"ولو سألني احدهم وبصفتي رئيس تحرير هذه الجريدة هل انا مع نشر هذا المقال؟ سأجيب بكل صراحة كلا ابداً"

لقد أساء السيد وسام رحمن اليوسفي إلى شريحته ـ وهو منهم ـ اساءةً بالغةً منَ الصعبِ نسيانها أو تلافي وقعها المؤلم. كما أنّها تشمله شخصياً ككرديٍّ فيلي، وهو بهذا طعن نفسَه قبل غيره، وأساء إليها، ولم يحترمْ قلمَه. فكيف يُمكن الثقة بما يكتب لاحقاً، واحترامه؟!

ومع هذا فإنّ كلامَ الاستاذ السنديّ عنه من دافع الحرص على كاتب اعتاد أنْ ينشر في التآخي، وقد منحته ثقتها، لأنّها هي التي تتحمل المسؤولية عما يُنشر فيها، وإنْ قيلَ بأنّ الصحيفة غيرُ مسؤولة عمّا يقوله الكاتب فيها، فهو المسؤول عن رأيه وأقواله وطروحاته. مع ذلك فإنّ الصحيفة هي الوجه البارز الأول في كلِّ ما يُكتب فيها، خاصة إذا كانتْ لسان حال حزبٍ أو قوة سياسية أوجماعة، وحتى فرد أيّاً كان. لذا يُعامَلُ الرأيُ المنشور ـ عند غالبية الناس ـ على أنّه رأي الصحيفة الناشرة، وعلى أقل تقدير يتماشى مع توجهاتها، فيُحسَبُ عليها. وبناءً عليهِ جاءت العقوبة الموجهة للمحرر الذي مرّرَ مقالة وسام رحمن اليوسفي علامةَ رفضٍ لمضمونها، ونتيجة ما جرّه من استنكار وردود في أوساط الكرد الفيليين، من الجمعيات والكتاب والمثقفين والناس عموماً. وهو اعترافٌ بخطأ نشرها، لأنها إساءة للتآخي ايضاً، وخيانة للثقة الممنوحة لكاتبها. كما بيّن الاستاذ بدرخان السندي ـ رئيس تحريرها المسؤول ـ أنّه لم يكن موجوداً في بغداد، ولا المحرّر المسؤول عن الصفحة، عند نشر المقالة، وقد أنيطت ادارة الصفحة الى محرر آخر، نشرها ثقةً بكاتبها المعتاد أنْ ينشر فيها. وبذلك رفع المسؤولية عن الصحيفة لخطورة ما كُتب وتأثيره السلبي. كما أشار إلى أنَّ إقليم كوردستان يؤكد على حقوق الكرد الفيليين. وقد أضاف في مقالته :
"نغتنم هذه الفرصة غير السارة في ان نذكر ونؤكد ان جريدة التآخي كانت ولم تزل مع هذه الشريحة الكوردية الاصيلة المناضلة شاعرة بآلامها مدافعة عن امالها مشجعة لاقلامها وكنا وسنبقى نعمل بثبات من اجل ان تقوم الحكومة الفدرالية سابقا ولاحقا بايجاد حلول جذرية لمشكلة الاخوة الفيليين."

إنَّ الاعتذارَ، الذي قدّمه مشكوراً الاستاذ السنديّ عن نشر المقالة، نابعٌ من علمه بالمسؤولية الأخلاقية والسياسية والاعلامية الملقاة على عاتقه وعاتق التآخي، وبمدى اساءتها وآثارها السلبية، وهو إعلان برفضها ورفض الصحيفة لمضمونها، كما هو تقييمٌ لدور الفيليين في نضال أمتهم التاريخي، وردِّ اعتبارٍ لهم.

أمّا إنْ كان البعض من الفيليين قد اختار اتجاهاً آخر غيرَ تيار قومه فهو اختيارُهُ ـ سواء كانَ عن قناعةٍ أم مصلحةٍ ذاتية ـ وهو الذي يتحمّلُ مسؤوليةَ تبعاته ونتائجه.


الخميس 19-12-2013

رابط مقالة الاستاذ بدرخان السندي
http://www.sotaliraq.com/mobile-item.php?id=149410#axzz2noYysYpH

رابط مقالة وسام رحمن اليوسفي
http://www.altaakhipress.com/viewart.php?art=40249#pagebegin



 

free web counter